السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

عجائب وأساطير.. ربان ضرير ينقذ تجار من الغرق

 الأديب الراحل شوقي
الأديب الراحل شوقي ضيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تواصل " البوابة " تقديم القصص والنوادر التي رواها الأديب الراحل شوقي ضيف في كتابه " عجائب وأساطير" وهي من القصص التي دونها العرب في العصور الوسطى بغرض اللهو والتسلية وإلى الحكاية الخامسة.
روى شوقي ضيف في كتابه " عجائب وأساطير " قصة من كتاب " عجائب المخلوقات " يقول فيها إنه كان يوجد صاحب مركب في الصين أعمى، ركب مع جمع من التجار فهبت ريح عاصفة في بعض الأيام صرفت المركب عن مقصده، وكان ربان المركب أي صاحبه شيخا حاذقا إلا أنه كان أعمى، وكان يستصحب كل مرة يسافر فيها حبالا كثيرة، وكان أصحابه ينكرون عليه ذلك ويقولون له:"لو حملنا مكان الحبال أحمال التجار لأصبنا خيرا كثيرا وكان يرد عليهم قولهم.
ولما أصاب المركب ما أصاب من الريح كان يقول لأصحابه في كل وقت ماذا ترون؟ وهم يخبرونه بالحال إلى أن قالوا:" نرى طيورا سوداء على وجه الماء فجعل يدعو بالويل والثبور ولطم وجهه وقال:" هلكنا والله" فسأله أصحابه عن ذلك فقال:"سترون عيانا ما يغنيكم عن أخباري فما مر إلا يسير حتى وقعوا في الإعصار الحلزوني، وهو إذا وقع فيه مركب لا يزال يدور ولا يخرج منه البتة ونظر من بالمركب ورأوا الطيور السوداء مراكب قد أغرقها الإعصار، وانتشر على سطح البحر من كانوا فيه جثثا طافية فأخذهم الخوف والفزع وانقطع رجاؤنا من الحياة وانتظروا الموت المحقق.
ولما شاهد الربان ممن معه ذلك قال لهم:" يا قوم اجعلوا لي نصف أموالكم على إخراجكم من هذه الغمة وأنا أحتال في خلاصكم إن شاء الله تعالى فرضي أصحابه ممن معه في المركب فأمر بأخذ قربات مملوءة من الزيت وإدلائها في البحر فصنعوا ذلك فاجتمع عليها عدد من السمك لا يحصى ثم أمر أن نجمع الجثث الطافية ونشدها بالحبال التي كانت عنده في المركب وترمى بها في البحر ففعلوا ذلك واجتمع عليها السمك وأمر بعد ذلك بضرب الطبول والأخشاب والصياح والتصفيق وإذا بالمركب قد تحرك من مكانه وجرى ولم يزل يجري حتى خرجنا من الإعصار فصاح اقطعوا الحبال عاجلا فقطعوها ونجوا من الهلاك والموت.