الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

عجائب وأساطير.. رضيع تتقاذفه الأمواج

الأديب الراحل شوقى
الأديب الراحل شوقى ضيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تواصل "البوابة" تقديم القصص والنوادر التى رواها الأديب الراحل شوقى ضيف في كتابه "عجائب وأساطير" وهى من القصص التى دونها العرب في العصور الوسطى بغرض اللهو والتسلية وإلى الحكاية الثالثة..
وقد روى شوقى ضيف في كتابه "عجائب وأساطير" أن امرأة من أهل ميناء البصرة قالت: كان لوالدى صديق من بانانية "نوتية" وهى المراكب المختلفة من عمان إلى البصرة وكان إذا ورد المركب الذى هو فيه من عمان نزل إلينا وأقام عندنا أياما وأهدى إلينا وإذا أراد الخروج فعلنا مثل ذلك وأهدينا إليه ما يمكننا.
وقالت المرأة: إن هذا الرجل كان مستورا فزوجنى أبى به وما مضت ثلاث سنوات حتى توفى أبى فقال لي: قومى حتى أحملك إلى عمان فإن لى بها والدة وأهلا فخرجت معه إلى عمان وكنت مع أهله مقدار أربع سنوات وهو يختلف بين عمان والبصرة حتى مات في عمان بعد أن ولدت هذا الصبى بخمسة أشهر فلم يطب لى المقام بعمان لأن مقامى كان بسببه فقلت لوالدته وأهله: "أريد أن أرجع إلى أهلى بالبصرة فقالوا لي: إن أقمت عندنا قاسمناك حياتنا فليس لنا في الدنيا غير هذا الصبى فأبيت ولما عزمت على الخروج اشتريت للصبى سريرا وثيقا من خيزران وجعلت فيه ثيابا كنت قد جمعتها لى وللصبى وذخيرة من الدراهم كنت قد ادخرتها وغطيت ذلك كله وأحكمته وجعلت الصبى فوقه وخرجت في مركب إلى البصرة وبينما نحن سائرون إذ أخذنا إعصار فانكسر المركب إلى نصف الليل وتفرقت الركاب والمركب في البحر فلم ير أحد منا صاحبه وتعلقت بلوح من الألواح وأحكمت نفسى عليه وظللت فوقه إلى نصف النهار من الغد.
وقالت المرأة رآنا صاحب مركب وجمع من الماء نحو عشرة أنفس كنت أنا أحدهم وحملنا إلى مركبه وأنقذنا وسقونا أدوية وعالجونا حتى رجعت نفوسنا إلينا، وفى هذه الأثناء كنت قد نسيت ابنى لما أنا فيه وزال الفكر فيه عن قلبى وظللت هكذا مدة طويلة حتى سمعت صاحب المركب يقول: "انظروا هذه المرأة وأسالوها إن كان لها ابن فإن هذا الصبى الذى أنقذناه من فوق اللج أى الأمواج يموت فسألوها فتذكرت ابنها وقالت: "كان لى ابن ولا أظن أنه بقى منه شيئا لما مر بى من الأهوال فجاءونى بالسرير وفيه الطفل بحاله ما فتحوه ولا أخذوا منه شيئا فلما رأيته صرخت وغشى على وبعد أن فاقت المرأة أقبلت تبكى فقالوا لها أيتها المرأة ما بك ؟ قالت: "هذا الطفل ابنى فقال لها صاحب المركب إن كان ابنك
فأى شيء الذى تحته فأقبلت أعد عليهم ما تحته وجعلوا يخرجون شيئا فشيئا فما منهم أحد إلا وبكى بكاء عظيما وحمدت الله وشكرته أن جمع بينى وبين ابنى على تلك الصورة.