السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

ما السيناريوهات المتوقعة بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سيكون قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بسحب جميع القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول سبتمبر إنجازًا تاريخيًا يغلق فصلًا من 20 عامًا من تاريخ الولايات المتحدة شهد مقتل أكثر من 2300 جندي وكلف واشنطن تريليون دولار، بحسب ما ذكرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية اليوم السبت.
لكن تظل هناك أسئلة مهمة حول الشكل الذي ستبدو عليه أفغانستان بعد رحيل القوات الأمريكية، وكذلك كيف ستضمن الولايات المتحدة تلبية مصالحها في المنطقة ومواصلة دعم الحكومة الأفغانية لكن دون انخراط القوات العسكرية.
هل ستتولى طالبان زمام الأمور؟
كان هذا أحد أهم الأسئلة الملحة بشأن انسحاب أمريكي محتمل خلال الجزء الأكبر من عقدين من الزمن.
وفي أسوأ التوقعات من الخبراء الإقليميين وغيرهم، قد يعني الانسحاب العسكري الأمريكي انهيار الحكومة الأفغانية وعودة طالبان إلى السلطة، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى تراجع المكاسب الضعيفة التي حققتها النساء والأقليات الأفغانية خلال الفترة الماضية. وهذا قد يعني السماح للقاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى بالازدهار من جديد.
وحذر تقرير استخباراتي أمريكي صدر الأسبوع الماضي من أن طالبان "واثقة من قدرتها على تحقيق نصر عسكري" وأن الحكومة الأفغانية "ستكافح من أجل كبح جماح طالبان إذا سحبت الولايات المتحدة دعمها".
ولكن إدارة بايدن تصر على أنها ستواصل بقوة الجهود الدبلوماسية لمنع أسوأ السيناريوهات من الوقوع وذلك من خلال اتفاق سلام بين طالبان والحكومة الأفغانية.
وقال بايدن في خطابه معلنا الانسحاب: "بينما لن نبقى منخرطين في أفغانستان عسكريا، فإن عملنا الدبلوماسي والإنساني سيستمر".
ومع ذلك، فإن الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق سلام لم تثمر حتى الآن. ولم توافق حركة طالبان بعد على حضور مؤتمر سلام تدعمه الولايات المتحدة في تركيا هذا الشهر، قائلة إنها لن تشارك في المحادثات إلا بعد مغادرة جميع "القوات الأجنبية" لأفغانستان.
هل الحرب تلوح في الأفق؟
بينما تستعد القوات الأمريكية لمغادرة أفغانستان، لا تزال الولايات المتحدة مهتمة بالتأكد من أن القاعدة وداعش لن يستعيدا قوتهما لمهاجمة الولايات المتحدة.
وكان مسئولون في الإدارة يقترحون بقاء القوات على مقربة من أفغانستان للقيام بما يسميه الجيش عمليات تنطلق من خارج أفغانستان.
وفي خطابه، تعهد بايدن بأنه سيعيد تنظيم قدرات أمريكا في مكافحة الإرهاب وحماية مصالحها في المنطقة لمنع عودة ظهور الإرهابيين، والمخاطر التي تهدد الولايات المتحدة.
متحدثًا من بروكسل بعد وقت قصير من إعلان بايدن، رفض وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تقديم تفاصيل حول المكان الذي يمكن أن تتواجد فيه قوات مكافحة الإرهاب الأمريكية، لكنه شدد على أن الرئيس الأمريكي كان واضحًا بأنه لن يسمح للهجوم على الولايات المتحدة مرة أخرى من قبل الإرهابيين في أفغانستان.
وقال: "فيما يتعلق بقدرتنا على الوصول إلى الأهداف العسكرية وقدرة القوات على المشاركة في المعركة في الأماكن التي لا نكون فيها، في الواقع، تروننا نفعل ذلك كل يوم في أماكن حول العالم، سواء كان ذلك في أماكن نائية في أفريقيا أو أماكن أخرى".
ماذا سيحدث للأفغان الذين ساعدوا القوات الأمريكية؟
أحد المخاوف من استيلاء طالبان المحتمل على السلطة هو ما قد يعنيه ذلك على حياة وسلامة الأفغان الذين عملوا كمترجمين أو ساعدوا أفرادًا بالقوات الأمريكية.
ولدى الولايات المتحدة برنامج خاص لهم للحضور إلى الولايات المتحدة يسمى برنامج تأشيرة الهجرة الخاصة. في العام الماضي، أجاز الكونجرس 4000 من تلك التأشيرة للأفغان، ليصبح المجموع 26500 منذ عام 2014.
ولكن عملية التقديم، التي يفترض بموجب القانون ألا تستغرق أكثر من تسعة أشهر، تستغرق في المتوسط نحو أربع سنوات. وينتظر أكثر من 18 ألف أفغاني بالفعل قرارًا بشأن طلباتهم للهجرة.
وبعد أن أعلن بايدن الانسحاب، وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستستقبل طالبي اللجوء الأفغان، قال وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين الأربعاء إنه "ملتزم" ببرنامج تأشيرة الهجرة الخاصة.
ويقول المشرعون الذين يدعمون قرار بايدن بانسحاب القوات الأمريكية، إن تعزيز برنامج تأشيرة الهجرة الخاصة سيكون أمرًا بالغ الأهمية.
وقال النائب جيسون كرو للصحفيين: "الآلاف من الأفغان، رجالًا ونساء، الذين عملوا كمترجمين، وخدموا معنا في خطر شخصي كبير على أنفسهم وعائلاتهم، معرضون الآن للخطر"، وأضاف "علينا التأكد من أننا نقوم بتكثيف برنامج تأشيرة الهجرة الخاصة والعمليات الأخرى بشكل كبير لإخراج الناس من البلاد من أجل سلامتهم وسلامة أسرهم في الأشهر المقبلة".
هل ستواصل الولايات المتحدة تمويل القوات الأفغانية؟
وتعهد بايدن بأن الولايات المتحدة ستواصل تقديم المساعدة لقوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية، وأضاف أوستن أن الإدارة ستعمل على الحفاظ على التمويل.
وقال أوستن: "سنتطلع إلى مواصلة تمويل القدرات الرئيسية مثل القوات الجوية الأفغانية وجناح المهام الخاصة، وسنسعى لمواصلة دفع رواتب قوات الأمن الأفغانية".
ولكن أشارت الصحيفة إلى أن الموافقة على التمويل مهمة الكونجرس.
وخصص المشرعون نحو 88 مليار دولار لدعم قوات الأمن الأفغانية على مدى العقدين الماضيين، بما في ذلك 3 مليارات دولار لهذا العام.
ويقول الديمقراطيون إنهم يتوقعون استمرار دعم الكونجرس للتمويل، لكنهم يعترفون بأن الإشراف سيكون أكثر صعوبة بدون تواجد عسكري أمريكي.