الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ليالى القاهرة| قاهرة المعز(٦).. أسوارها وأبوابها «2»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتفرد مدينة القاهرة بسحر خاص، تجذب إليها القلوب قبل العيون، عجز المؤخرون والمستشرقون على وصفها، فكل من يأتى إليها يأبى الرحيل، وكأنها “النداهة” التى تشدو بصوتها العذب لتجذب إليها كل من تخطو قدمه عليها، فهى مزيج من العبقرية والجنون، أما لياليها فلها مذاق خاص، التجوال فى شوارعها حتى مطلع الفجر، فهى المدينة التى لا تنام. وعلى مدى شهر رمضان المبارك سنروى حكاية تلك المدينة الساحرة، أم المدن، «القاهرة» سنتحدث عن مساجدها، وكنائسها ومبانيها، وحكايات أشخاص عاشوا فيها، وغزاه وأحباب سنروى حكايتها منذ نشأتها.
ويستكمل القائد "جوهر" في تحصين القاهرة بالأسوار، من كل الجهات، فظهرت المحروسة وكأنها عروس فى يوم الزفاف يحيطها الفارس من بذراعيه من كل الجهات، ولا يسمح بمرور أحد إليها، لكي تبقى محروسة محصنة ومنيعة وبعيدة عن الناظرين.
فبعد أن انتهى السور الغربى عند "باب سعادة "، ليبدأ السور القبلى من الكتف القبلى لباب سعادة ثم يسير ناحية الشرق إلى شارع المنجلة، ثم يمتد إلى شارع المنجدين من الغرب وبين شارع المعز لدين الله، من الشرق وكان يقع بابا زويلة القديمان اللذان أنشأهما "جوهر" فى السور القبلى تجاه جامع سام بن نوح ومن الجامع يمتد السور القبلى حتى يصل إلى درب المحروق وإلى هذه النقطة ينتهى السور القبلى.
وكان السور الشرقى يمتد إلى الشمال حيث موقع باب البرقية الأول، ثم يمتد من تلك النقطة إلى الشمال حتى يتلاقى بالسور البحرى عند النقطة التى يحدها اليوم برج الظفر.
وبعد مرور نحو قرن من تأسيس القاهرة رأى أمير الجيوش "بدر الجمالى" أن العمران بدأ يزحف على المدينة من الجهتين البحرية والقبلية وأحاطها بسور يصل بسور الذى شيده جوهر القائد من ناحية اليمين واليسار، وقام بفتح أبوبا أمام الأبواب القديمة لتكون عوضًا عنها.
وأنشأ "بدر الجمالى أسواره باللبن ما عدا الجزء الواقع بين بابي الفتوح والنصر فهو بالحجر إلى يومنا هذا، وكذالك الأجزاء الواقعة على جانبى البابين، وعلى جانبى باب زويلة فهي بالحجر أيضًا، وقد زال أثر الأسوار التى أنشأها بدر الجمالى باللبن وأقام بعده صلاح الدين مكانها بعض أجزاء منها أخرى بالحجر.
ومع مرور الزمن فقدت الأسوار معناها وبدأ طوفان من المنازل يغمرها رويدا رويدا، وأصحنا عاجزين عن تميزها لكثرة المبانى التى شيدت على الجانبين، وذكر المقريزى أنه فى القرن الخامس عشر الميلادى كان آخر أثر لتلك الأسوار قد تلاشى تمامًا، ومع مرور الزمن ضاقت المدينة بسكانها واضطروا للزحف خارج تلك الأسوار، حتى الخلفاء قاموا فيما بعد بتوسيع نطاق المدينة، فعندما بني الحاكم بأمر الله جامعًا خارج أسوار المدينة قام بهدم الأسوار وأعيد بناؤها بعد أن أدخل الجامع فى نطاق المدينة..
أما أبواب القاهرة "قاهرة المعز" فلها حكاية أخرى فى تشييدها وبنائها وتسميتها أيضًا ولكل باب حكاية سنرويها فيما بعد.