الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

رائدات من زمن فات| روزاليوسف.. سارة برنار الشرق

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحت مظلته الواسعة، وعلى خشبته المثيرة، تجتمع فنون التمثيل والرقص والغناء والأداء والتلحين والموسيقى، والمناظر والديكور، لذا كان المسرح أبو الفنون، وخلال رحلته الطويلة شهدت خشبته مجموعة من الرائدات منذ مراحله المبكرة، اللاتى قدمن بدورهن تراثًا خالدًا سيبقى على مر الزمان.
وقد أختص المؤرخ المسرحى د. عمرو دوارة «البوابة» بموسوعته الجديدة غير المسبوقة، التى تحمل عنوان «سيدات المسرح المصري»، التى لم تنشر حتى الآن؛ حيث تضم السيرة الذاتية والمسيرة المسرحية لـ150 رائدة، منذ بدايات المسرح الحديثة 1870 حتى 2020، والمصحوبة بصور نادرة سواء شخصية أو لعروضهن المسرحية، وقد نجحن فى المساهمة بإبداعهن فى إثراء مسيرة المسرح المصري. ويصبح لنا السبق فى نشر 30 رائدة مسرحية على مدى ليالى رمضان الكريم، بهدف القاء الضوء على رائدات المسرح المصرى بمختلف تصنيفاته، وتكون بداية هذه السلسلة بالسيدات اللاتى برعن فى تجسيد دور «الأم» لأهمية هذه الشخصية المحورية فى الحياة بصفة عامة والدراما العربية بصفة خاصة.
عاشت الفنانة فاطمة اليوسف الشهيرة بـ"روزاليوسف"، طفولة قاسية عقب وفاة والدتها بعد ولادتها، بمدينة طرابلس اللبنانية في ١٨٩٨، فأودعها والدها محمد محيي الدين اليوسف لدى أسرة مسيحية لرعايتها وتعليمها وتركوا مربيتها خديجة بصحبتها، وعندما توفي والدها تغيرت معاملة الأسرة لفاطمة وتغير اسمها من "فاطمة" إلى "روز"، وحين قرر أحد أصدقاء الأسرة أن يهاجر إلى البرازيل اصطحب الطفلة "روز"، وحين رست السفينة التي تقلهم على سواحل الإسكندرية للتزود بالوقود كانت نقطة التحول في حياتها، حيث هبطت من الباخرة إلى الإسكندرية ثم إلى القاهرة.
يوضح الدكتور عمرو دوراة، أنها التقت إسكندر فرح صاحب فرقة "الجوق المصري العربي" المسرحية وبهرته بجمالها فأخذها لتعيش معه بمصر، ليكون وجودها في القاهرة شهادة ميلاد جديدة لها، وتوسعت في علاقاتها بأصحاب تياترو شارع عبدالعزيز، وأخذت تتردد على المسارح إلى أن قابلت عزيز عيد، الذي كان بمثابة الأب الفني والراعي والمعلم وأعطاها دورا في مسرحية "عواطف البنين"، وكان عمرها ١٦ عاما، وأخذت تتنقل بين الفرق الفنية منها: "جورج أبيض، عبدالرحمن رشدي"، إلى أن سطع نجمها في فرقة يوسف وهبي، عزيز عيد "مسرح رمسيس" وأصبحت بطلة مسرحياتها، ونجحت نجاحا رائعا وأُطلق عليها النقاد والجمهور الاسم الخالد "سارة برنار الشرق" لبلوغها المجد، الذي وصلت إليه سارة برنار ممثلة فرنسا الأولى آنذاك، ثم انتقلت لفرقة نجيب الريحاني، الذي قرر أن يمثل الروايات التراجيدية، ولم تستمر في الفرقة، واعتزلت الفن عزلة حتى جاءتها فكرة الصحافة.
ويشير "دوارة" إلى أن العدد الأول من "روزاليوسف" صدر في ٢٦ أكتوبر ١٩٢٥، وكانت مجلة أسبوعية فنية أدبية مصورة، تضم مقالات بأقلام نخبة من الكتاب من بينهم: "محمد التابعى، عبدالقادر المازني، زكي طليمات، إبراهيم رمزي، محمد لطفي جمعة، محمود تيمور، أحمد رامى"، وبعد السنة الثالثة تحولت "روز اليوسف" لصحيفة سياسية كلفتها المساءلة والاعتقال في سبيل إعلاء كلمة الحق والصمود في وجه الفساد والظلم، وقد نجحت بعد ذلك في تحويلها إلى مؤسسة صحفية عملاقة، وبعد قرار تأميم الصحف الكبرى في ١٩٦٠، صدر قرار بتأميم دار "روزاليوسف" وتحويلها إلى مؤسسة قومية؛ مؤكدا أن "روزاليوسف" تزوجت ثلاث مرات، الأولى من المهندس محمد عبدالقدوس في ١٩١٧، والد إحسان عبدالقدوس، وكان قد ترك وقتها العمل الحكومي، واتجه إلى الفن وانخرط في فن التمثيل، ثم تزوجت زكي طليمات ورزقا بابنتهما "آمال"، كما تزوجت أيضا من قاسم أمين حفيد قاسم أمين محرر المرأة.
شاركت "روزاليوسف" مع فرقة "عزيز عيد": "الابن الخارق للطبيعة" في ١٩٠٧؛ ومع فرقة "طليعة المسرح": "فقراء باريس" في ١٩١٤؛ ومع فرقة "عزيز عيد" الكوميدي الجديد: "الزوج ذو الوجهين، خلي بالك من إيميلي، عندك حاجة تبلغ عنها، مودموزيل جوزيت مراتي، عيشة المقامر، المشعوذ بلفجور، قبلة في الظلام، ياستي ما تمشيش كده عريانة، سكرة ليلة إمبارح، أم أربعة وأربعين، بسلامته ما دخلش دنيا، دخول الحمام مش زي خروجه، عقبال البكاري، ليلة الدخلة، خليها لي أمانة عندك، زي ما أنت راسي، عبد الستار أفندي، حنجل بوبو "١٩١٥".
ومع فرقة "جورج أبيض": "الحاكم بأمر الله، القضاء والقدر، الممثل كين مع هاملت، قلب المرأة" في ١٩١٧، "الإمام في الشام، الشعلة، الطلاق، أنشودة الزفاف، بين الدكاترة، رحلة بريشون، الوزير ريشيلو، شارل السادس ملك فرنسا، صلاح الدين ومملكة أورشليم، عدو الشعب، عقبال الحبايب، عمرو بن العاص، فيروز شاه"، وغيرها في ١٩١٨، "حماتي مراتي، صوت الضمير، فتح بيت المقدس، قلب الرجل، واجب الطبيب" في١٩١٩، "الرداء الأحمر، عواطف البنين" في ١٩٢٠؛ ومع فرقة "عبدالرحمن رشدي" – "عبد الرحمن رشدي، عمر وصفي": "غاوي تمثيل، الضمير الحي، المرأة المجهولة، عبدالرحمن وعمر، عشرون يوما في السجن، مأوى اليتيم" في ١٩٢٠؛ ومع فرقة "أولاد عكاشة": "الهاوية، أنا الجاني، آه يا حرامي" في١٩٢١.
أما مع فرقة "رمسيس" قدمت: "استقلال المرأة، الأنانية، الحلاق الفليسوف، الشعلة، الشياطين السود، المستر فو، الموت المدني، انتقام المهراجا، مدموزيل بلانشت، صرخة الألم، عبدالرحمن وعمر، عبدالستار أفندي، غادة الكاميليا، لوكاندة الأنس، أكسير الحب" وغيرها في ١٩٢٣، "الاستعباد، الجاه المزيف، الجبار، لزقة انكليزي، المحامي المزيف، المرأة المقنعة، المركيز دي بيريولا، راسبوتين، فيدورا، نشيد العرس" وغيرها في ١٩٢٤، "الحب المغناطيسي، الذبائح، الطاغية، الفريسة، المستر بيكوبك، أحدب نوتردام، أنطونيو وكليوباترا، حانة مكسيم، صاحب الملايين، عشرين ألف جنيه، كرسي الاعتراف، وغيرها في ١٩٢٥؛ ومع فرقة "الريحاني": "الجنة، الشرك، اللصوص، المتمردة، حبوب عنتر، مونا فانا" في ١٩٢٦.
وقد تعاونت من خلال المسرحيات السابقة من نخبة من المخرجين منهم: "عزيز عيد، جورج أبيض، نجيب الريحاني، عبدالعزيز خليل، عمر وصفي، عبدالرحمن رشدي"، حتى رحلت في ١٠ أبريل ١٩٥٨.