الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

عجائب وأساطير.. ملح وبركة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تواصل "البوابة نيوز" تقديم القصص والنوادر التي رواها الأديب الراحل شوقي ضيف في كتابه "عجائب وأساطير" وهي من القصص التي دونها العرب في العصور الوسطى بغرض اللهو والتسلية وإلى الحكاية الثانية.
يحكي أنه كان يوجد رجل صالح يُسمى "سعد الفقير" من أهل عدن يضفر القفاف والخوص، ويلزم مسجدا يصلي فيه كل الصلوات وكان له ثلاثة بنين يعيشون معيشة كفاف، وحدث أن بعض البحرين جهز مركبا إلى " كلاه" وهي في شبه جزيرة " الملايو" وكان لهذا البحار صديقا لسعيد، فلما عزم على المسير قال له:" اسألني أي حاجة أؤديها لك، فاشترى سعيد بنصف درهم جرة من خزف خضراء وبربع درهم ملحا جريشا وجعله فيها ودفعها إليه وقال له هذه بضاعتي فقال له ماذا اشتري لك فأجابه سعيد اشتري لي بركة كما يقول الناس.
وأبحر المركب ووصل إلى "كلاه" وباع الربان ما فيه ونسي الجرة، فبينما هو ذات يوم في سوق " كلاه" وقد حان وقت رحيله إذا رجل يجر بسمكة في حبل وينادي:" من يشتري "بركة"، فلما سمع ذلك تذكر البحار جرة سعيد الفقير فدعا صاحب السمكة وسأله عنها فقال هذا جنس من السمك يسميه الصيادون "بركة" فقال في نفسه لعل الرجل أراد هذه السمكة بعينها فاشتراها على أن يعطيه بالثمن وزن أوقتين من الملح، وأجلسه وأرسل بعض أصحابه إلى المركب فجاء بالجرة وأعطى الرجل من الملح ما اتفق عليه. وأمر الربان بحمل السمكة إلى المنزل الذي يسكنه ووضع السمكة لتملح ببقية الملح وبينما هم يخرجون من جوفها إذ وجدوا "صدفة" فشقوها فوجدوا فيه "درة" فقال الربان:" هذا رزق الله إلى سعيد وملح السمكة وحفظ الدرة وأبحروا من "كلاه" إلى عدن وأعطى الدرة إلى سعيد فعاش بعد حصولها في يده مدة يسيرة ثم مات، فأخذها ابنه الأصغر وخرج إلى الخليفة فباعها له بمائة ألف درهم وكانت قيمتها أضعاف ذلك.