الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

رحيل فارس الكلمة مكرم محمد أحمد.. نقيب الصحفيين: الصحافة فقدت واحدًا من أبرز رموزها وأهم علاماتها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مسيرة حافلة بالمواقف والإنجازات، شهدتها حياة الكاتب الصحفي الراحل مكرم محمد أحمد، والذي توفى، أمس الأول، عن عمر يناهز 86 عامًا، بعد صراع مع المرض.
ولد الكاتب الكبير في 25 يونيو 1935 بمحافظة المنوفية، وحصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة عام 1957، وعمل في بداية حياته المهنية محررا بصحيفة "الأخبار"، قبل أن ينتقل للعمل بـ"الأهرام" ليكون مديرا لمكتبها في سوريا بعد ذلك، ثم مراسلا عسكريا في اليمن عام 1967، كما رأس أيضا قسم التحقيقات الصحفية في الجريدة قبل أن يتم تعيينه مساعدا لرئيس التحرير ثم مديرا للتحرير.
وانتخب الكاتب الصحفي الراحل، نقيبا للصحفيين 5 مرات، مرتين خلال الفترة من 1989 حتى 1993، والثالثة في يونيو 1997 حتى 1999، والرابعة في نوفمبر 2007، والخامسة في ديسمبر 2009.
"البوابة نيوز".. ترصد شهادات بعض القيادات الصحيفة الذين عاصروا الكاتب الراحل خلال مسيرته المهنية.
ضياء رشوان نقيب الصحفيين، أكد أن الصحافة المصرية والعربية، فقدت برحيل مكرم محمد أحمد، واحدا من أبرز رموزها وأهم علاماتها خلال العقود الستة الأخيرة، مارس خلالها كل صور العمل الصحفي وتميز أدائه بالعطاء والجهد والدأب في كل مراحلها والمواقع التي شغلها: محررا، ومراسلا، وكاتبا للرأي، ومديرا للتحرير، ورئيسا للتحرير، ورئيسا لمجلس الإدارة، وأخيرا رئيسا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
وأضاف "رشوان":" لقد قدم فقيدنا وفقيد الصحافة المصرية والعربية الكبير لمهنته ووطنه وشعبه وأمته العربية، كل ما يملكه من موهبة وجهد من أجل تحقيق مستقبل أفضل لهم، وظل في خدمتهم حتى آخر لحظة من حياته".
وتقدم نقيب الصحفيين وأعضاء مجلس النقابة، بخالص العزاء لأسرة الفقيد الغالي وأصدقائه وتلاميذه ومحبيه، متوجهين إلى الله سبحانه وتعالى بالدعوات أن يتقبله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وأصدقائه وتلاميذه ومحبيه الصبر والسلوان.
وطالب الكاتب الصحفي جمال عبدالرحيم، وكيل نقابة الصحفيين السابق، بإطلاق اسم الكاتب الصحفي الكبير، والنقابي الراحل مكرم محمد أحمد، على إحدى قاعات النقابة، مؤكدًا أن ذلك أمر مهم، ويجب تنفيذه فورًا.
وقال عضو مجلس نقابة الصحفيين، أيمن عبدالمجيد: "رحل إلى دار البقاء قيمة وقامة وطنية، ومدرسة مهنية ونقابية لا تعوض، وعلامة فارقة في تاريخ الصحافة المصرية والعربية، مقاتل في الحق، متجهم لفرط المهام، خفيف الظل لنقاء قلبه، مدرسة نهل منها كل من اقترب منه".
وأضاف "عبد المجيد": "شرفت بالاقتراب منه، منذ وطئت قدماي بلاط صاحبة الجلالة، كل موقف مهني أو نقابي عايشته عن قرب مع الكاتب الصحفي القدير، جدير أن نستخلص منه العبر والدروس، فهو مهني نادر الوجود، متواضع، مُحب لتلاميذه، مُخلص لأصدقائه، معتز بذاته..".
وتابع: كما أنه واسع الثقافة، كنز خبرات، أجاد تحدث اللغات، متطور بشكل دائم، ملاحق للتكنولوجيا، خفيف الظل، عكس ما يبدو لمن لا يعرفه، حازم في قراراته، شرس في صراعاته، لا يخشى البوح بكلمة الحق مهما كانت تبعاتها، صحفي محترف، سياسي محنك، يجيد قول ما يشاء بدبلوماسية وحرفية.
واختتم بقوله: نعزي أنفسنا، فقد خسرت الصحافة المصرية والعربية، رجلا يندر أن يجود بمثله الزمن، أسأل الله له الرحمة والمغفرة وجنات النعيم، ولأسرته ومحبيه الصبر والسلوان".
ونعى الكاتب الصحفي، مؤيد اللامي، رئيس الاتحاد العام للصحفيين العرب، ونقيب الصحفيين العراقيين، الكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد، الذي توفي أمس الأول، عن عمر ناهز 86 عاما.
وقال اللامي، إن "مكرم محمد أحمد هو أحد القامات الصحفية الكبيرة والمؤثرة في مصر والعالم العربي، فقد شغل منصب الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب، وكان أمينا مؤتمنا على عمل الاتحاد وعلى حاضره ومستقبله".
وأضاف أن "فقد مكرم محمد أحمد خسارة كبيرة للصحفيين المصريين والعرب، وأتقدم إلى الأسرة الصحفية المصرية والعربية وإلى الشعب المصري الكريم بخالص التعازي وأعزي نفسي على فقده".

مكرم محمد أحمد.. شوكة في ظهر جماعة الإخوان الإرهابية

خيمت حالة من الحزن على الوسط الصحفي، عقب رحيل الكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد، الذي يعد أحد أبرز شيوخ مهنة الصحافة في مصر، خاض مسيرة طويلة في غمار العمل الصحفي والثقافي والوطني، بداية من عمله كمحرر بصحيفة "الأخبار" العريقة، ووصولا إلى رئاسته المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في أول تشكيل له، وشهدت حياته المهنية محطات بارزة، فقد شغل منصب نقيب الصحفيين والأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب.
وخاض "مكرم"، العديد من المعارك ضد جماعة الإخوان الإرهابية خلال مسيرته المهنية التي امتدت لسنوات طويلة، أكد خلالها أن العدو الأول للوطن، هو جماعة الإخوان، التي تربت على العنف والإرهاب، والشعب المصري يعرفها جيدا، كما أن الصلح مع تلك الجماعة حرام؛ لأنها تستخدم الدين في أغراض سياسية، موضحا أن التطرف والإرهاب مارسته منذ 80 عاما.
وأكد، أن كل منظمات العنف والإرهاب خرجت من عباءة جماعة الإخوان، خاصة وأن موقفها المعادي للدولة المصرية لن يتبدل، مشددا على أن الدولة لن تلجأ إلى التصالح مع الجماعة الإرهابية، لأن الصلح معها حرام، فهي جماعة متطرفة وإرهابية، وتستخدم الدين لأغراض سياسية، جربها المصريون لأكثر من 80 عامًا.
وقال "مكرم"، خلال أحاديثه الإعلامية، إن جماعة الإخوان سعت دائما إلى حكم مصر، وعندما تحقق هذا الهدف لم تستطع أن تحافظ عليه لأكثر من عام واحد، وخرج الشعب كالطوفان في كافة المدن ليطالب بإنهاء حكم الجماعة والمرشد خلال ثورة 30 يونيو.
وأضاف، أن مشروع جماعة الإخوان في مصر انتهى للأبد، وهذه الجماعة رغم أطماعها لن تعود مرة أخرى أو يكون لها فرصة أخرى للتواجد في مصر، موضحا أن الشعب المصري كشف حجم المطامع الكاذبة خلال عام كامل وكشف قياداتها وكشف الفراغ الذهني لدى هذه القيادات.
وأوضح مكرم محمد أحمد، أن جماعة الإخوان لن يكون لها أي دور مرة أخرى في مصر، ومشوارها في مصر انتهى، بعد أن كشفها الشعب وأدرك ماذا تريد هذه الجماعة من مصر، مشيرا إلى أنهم لا يريدون أي خير للدولة المصرية.
وشارك الكاتب الصحفي الراحل في "المراجعات الفكرية"، التي تمت، بعد أن أصبح موضع ثقة، حيث استطاع أن يصل إلى غايات مهمة ومحددة، وذكر الكاتب الراحل في أحاديثه عن هذه الفترة أن جماعة الإخوان قالت كل شيء في هذه المراجعات، وبعد فترة من الزمن بعد ما أصبحت الإخوان جزءًا من السلطة عادوا إلى مواقفهم القديمة مرة أخرى، مشيرًا إلى أنه لا بد أن يكون طرفًا محايدًا في أي حوارات بين السلطة والجماعات الخارجة عن السلطة.
وفيما يتعلق بإجراء حوار في دار الهلال مع يوسف القرضاوي، واستضافته في ندوة، قال الكاتب الكبير الراحل، إن القرضاوي كان من المؤثرين في فكر جماعة الإخوان، وكان يهم أيضا من في الحكم في هذه الفترة عام 2001، أن يكشف القرضاوي ما لديه؛ لافتا إلى أن الحوار كان في إطار كسر التشدد، كما أنه خرج من هذا الحوار بأقل الأضرار، وأن ما دفعه بالأساس هو المهنة وأن يتخطى الحواجز وتحقيق مكاسب مهنية كثيرة.
وقال "مكرم"، إن الرئيس مبارك كان لديه الوعي الحقيقي بأن التيارات الإسلامية هم الخطر، مشيرا إلى أن في فترة ما كان هناك رغبة في التصالح من جانب الإخوان، وهناك رغبة من الملاينة من جانب نظام مبارك، وكان لديهم 88 نائبا وكان هناك من يتساءل ما هي المشكلة.
وأضاف، أن نظام مبارك كان يعرف أن الإخوان مصدر خطر حقيقي ولكن كون النظام جنح إليهم في فترة من الفترات لأنهم جنحوا إليه أو كانت الظروف أقوى، فمبارك كان يدرك إنه يجب أن يكون يقظا دائمًا وقال لي "الإخوان هم الخطر الحقيقي على مصر"، إلا أن أخطاء حسني مبارك هي نفس أخطاء السادات.
وكان للكاتب الراحل العديد من الآراء حول الجماعة الإرهابية، حيث أكد أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر استشعر خطورة جماعة الإخوان الإرهابية مبكرا، مشددا على أن الجماعة لا تعرف معنى الحوار، وحينما شعرت أنها تمكنت من السلطة بعد 2011 ظهرت بوجهها الحقيقي.

سياسيون ينعون "شيخ الصحافة" المصرية.. قاتل من أجل الوطن
أعرب عدد من السياسيين، عن حزنهم برحيل الكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام السابق، والذي وافته المنية صباح أمس الأول، حيث نعاه مجلس الوزراء، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي.
وقال مجلس الوزراء: "فقدنا اليوم واحدًا من أعلام ورموز الصحافة المصرية، الذي سخر قلمه طوال مسيرة طويلة حافلة بالعطاء؛ للدفاع عن قضايا الوطن بكل إخلاص وتفانٍ، كما أسهم بقلمه في تنوير المجتمع في مواجهة الكثير من الضلالات، وقاد دفة الجماعة الصحفية في أصعب الفترات التي مرت بها نقابتهم".
وتوجه مجلس الوزراء لأسرة الفقيد الراحل بأخلص التعازي القلبية، داعين الله أن يتغمّده بواسع مغفرته ورحمته، وأن يُلهم ذويه الصبر والسلوان، كما يتوجه المجلس بتعازيه للأسرة الصحفية التي كان نصيرًا لها على الدوام.
كما نعى رجائي عطية، نقيب المحامين، رئيس اتحاد المحامين العرب، الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى للإعلام السابق، ونقيب الصحفيين الأسبق.
وقالت صفحة النقابة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "ينعى رجائي عطية، نقيب المحامين ونقابة المحامين، النقيب مكرم محمد أحمد، وينعى فيه عاشق الوطن والصحافة التي وهبها حياته، وظل يعطيها من وهج عقله على مدى 60 عامًا.
وأضافت: "وينعى فيه ركنًا من أركان مصر، شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، ظل على مدى أكثر من ستين عامًا يعطي مصر من رحيق عقله، وفكره وقلبه، أطيب ما يقدمه وطني لبلاده، وينعي فيه صداقة العمر الجميل، والمحبة الخالصة ودماثة الخلق والتواضع الذي لا نظير له".
وتابعت الصفحة الرسمية لنقابة المحامين: "فقدت مصر برحيله علمًا من أكبر أعلامها، وفقدتُ شخصيًا صديقًا متميزًا ترافقنا طوال مشوار الحياة على الصفاء والإخلاص للقيم وللوطن".
واختتمت: "نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يكرم نزله بحق ما أعطاه لوطنه، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم عائلته ومحبيه وعارفي فضله وإياى الصبر والعزاء".
من جانبه، ثمّن المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس حزب الوفد، وكيل أول مجلس الشيوخ، جهود الراحل الكبير في خدمة الوطن والشعب، قائلًا: إنه برحيل الكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد فقدت الصحافة المصرية والعربية واحدًا من أبرز روادها ورموزها وأهم علاماتها خلال العقود الستة الأخيرة، مشيرًا إلى أن الفقيد مارس خلال سنوات عمره كل أنواع العمل الصحفي، وتميز باحترافية شديدة في المواقع التي شغلها بدءًا من عمله محررًا ثم مراسلًا فمديرًا للتحرير ورئيسًا للتحرير ورئيسًا لمجلس إدارة الهلال ورئيسًا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
وقال رئيس حزب الوفد، إن الراحل قدم لمهنته ووطنه وأمته كل ما يملكه من موهبة وجهد من أجل تحقيق مستقبل زاخر للوطن حتى لحظاته الأخيرة في حياته.
وتقدم "أبو شقة"، بخالص التعازي لأسرة الراحل الكبير وأصدقائه وتلاميذه ومحبيه من الجماعة الصحفية أو من رافقوه خلال مشوار حياته، ودعا "أبو شقة" الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم آله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
وتوفي الكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد، بعد صراع مع المرض، حيث عانى من انخفاض نسبة الهيموجلوبين في الدم، منذ الأشهر الماضية، حيث دخل المستشفى منذ أكثر من أسبوعين، قبل أن تتدهور حالته الصحية ويدخل غرفة العناية المركزة على أجهزة التنفس الصناعي، حتى فاضت روحه إلى بارئها صباح أمس الأول.
وساهم "مكرم"، بإخلاص وأمانة في الدفاع عن قضايا وطنه"، وترك خلفه إرثا صحفيا ضخما، وتاريخا لا ينسى، بعد مسيرة امتدت لأكثر من 60 عاما، استطاع خلالها حفر اسمه كواحد من أبرز الصحفيين في مصر والعالم العربي، ممن أثروا الحياة الثقافية بإسهاماتهم الفريدة والمميزة.