الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أزمة نقص الرقائق الإلكترونية تضرب قطاع السيارات عالميا ومحليا.. وتربك خطط المصنعين.. خبراء: ارتفاع مرتقب في الأسعار.. مصطفى: تراجع منتظر في المستورد..وعوض: تأجيل تسيلم بعض طرازات مبادرة إحلال السيارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أزمة تواجهها شركات السيارات العالمية خلال الفترة الحالية، بعد تفاقم أزمة نقص أشباه الموصلات التى تعرف أيضًا بالرقائق الإلكترونية المستخدمة في إدارة المحركات وأنظمة مساعدة السائق.

وحذر خبراء ووكلاء السيارات في السوق المصرية، من تداعيات أزمة نقص الرقائق، والتى ألقت بظلالها في السوق المحلية بعد إعلان بعض الشركات من تحديد إنتاجها مؤقتا لحين حل الأزمة، مؤكدين أنها ستؤدى إلى تفاهم أزمة قوائم الانتظار الطويلة والأوفر برايس، علاوة على قيام الشركات العالمية برفع أسعار طرازاتها.
إغلاق مصانع إنتاج الرقائق الإلكترونية جراء تداعيات تفشى فيروس كورونا، كان السبب الرئيسى وراء معاناة صناعة السيارات من الأزمة، حيث أدى الطلب المتزايد على المنتجات التكنولوجية من الحواسب والهواتف وأجهزة الألعاب الإلكترونية، بسبب الأوقات الطويلة التى يقضيها الناس في المنازل، إلى استخدام الإنتاج من الرقائق لهذه المنتجات بدلًا من صناعة السيارات.
وسيؤدى نقص مكونات السيارات إلى خسارة تزيد عن 14 مليار دولار في إيرادات الربع الأول من العام الحالي، وما يقرب من 61 مليار دولار من الخسائر لعام 2021 بأكمله، وفقال لما توقعته شركة الاستشارات الأمريكية «أليكس بارتنرز».
وتواصلت «البوابة نيوز»، مع خبراء ووكلاء السيارات في السوق المصرى لمعرفة مدى تأثر أزمة نقص الرقائق على السوق المحلي.
قال المهندس حسين مصطفى، خبير صناعة السيارات، إن السيارات الحديثة حاليا أصبحت تدار بجهاز كمبيوتر يتلقى الإشارات والإنذارات من حساسات منتشرة في أنحاء السيارة ويقوم بضبط الأداء وتفعيل وسائل الأمان والحصول على أفضل أداء للسيارة.
وأضاف مصطفى في تصريح لـ"البوابة نيوز"، أن السيارات الحديثة تعتمد على الإدارة بالكمبيوتر وهذا يعتمد بالتالى على الرقائق الإلكترونية التى تتلقى الأوامر وتعطى الحلول المناسبة للحصول على أقصى درجات الأمان وأفضل أداء للسيارة.
وذكر خبير السيارات، أن الرقائق الإلكترونية تشكل نسبة كبيرة من عمل السيارة، لافتا إلى أن العالم يشهد أزمة كبيرة من نقص تلك الرقائق نظرا لنقص التصنيع بسبب الإغلاقات المتكررة للمصانع ونظرا لاعتماد صناعات أخرى غير صناعة السيارات على تلك الشرائح الإلكترونية مثل المحمول والألعاب الإلكترونية.
وأوضح مصطفى، أن مصانع السيارات عادة ما تقوم باستيراد تلك الرقائق من المصانع المتخصصة ببعض الدول لتلبية احتياجاتها دون الحاجة إلى تخزين كميات كبيرة منها، نظرا لأن ذلك غير اقتصادى بالنسبة لها.
وتابع خبير السيارات، أن بعض الدول تتكبد خسائر مالية كبيرة جراء نقص الرقائق، وذلك بقيمة تتراوح بين 5 مليارات حتى 22 مليار دولار خلال الربع الأول من العام الجاري.
وتوقع حسين، تراجع أعداد السيارات المستوردة في السوق المصرية خلال الفترة المقبلة متأثرة بتراجع معدلات الإنتاج في الخارج، ومع عودة الإقبال مرة أخرى عالميا على شراء السيارات، فمن المتوقع أن تزيد أسعار السيارات وتزداد قيمة الأوفر برايس خلال الربع الثانى من هذا العام.
وأشار خبير السيارات إلى أن شركات السيارات العالمية قد تلجأ إلى زيادة أسعار طرازاتها بزيادة سعرية تتناسب مع زيادة أشباه الموصلات وزيادة تكاليف الشحن عالميا.

وفى السياق ذاته، قال عمرو حسن سليمان، عضو شعبة السيارات باتحاد الصناعات، ورئيس مجلس إدارة مجموعة الأمل لتجميع وتصنيع السيارات، وكلاء سيارات لادا وبى واى دى في مصر، إن أزمة الرقائق الإلكترونية التى يعانى من العالم حاليا أربك خطط شركات السيارات.
وأضاف سليمان في تصريح لـ"البوابة نيوز"، أن أزمة نقص الرقائق الإلكترونية العالمية ونقص أشباه الموصلات ظهرت مع بداية العام الحالي، بعد تحسن مبيعات السيارات في الأسواق عقب حالة الركود التى شهدتها جراء تداعيات فيروس كورونا.
وأوضح عضو رابطة مصنعى السيارات في مصر، أن شركات عالمية عديدة علقت الإنتاج لعدة أيام بسبب النقص في إمدادات أشباه الموصلات من الرقائق الإلكترونية، مما أثر على حجم الإنتاج لدى هذه الشركات وبالتالى تأثر جميع الأسواق الخارجية ومن بينها السوق المصرية.
وحول مدى تأثر السوق المصرية بنقص الرقائق الإلكترونية عالميا، يقول «سليمان»، أن السوق المحلية تشهد نقصا كبيرا في بعض الطرازات نتيجة تراجع معدلات الاستيراد جراء نقص المكونات عالميا، مما أدى قوائم الانتظار الطويلة علاوة على فرض أوفر برايس على بعض السيارات.
وذكر، أن بعض المصنعين المحليين تأثروا أيضا بالأزمة العالمية والتى تسببت في تأجيل استيراد بعض شحنات مكونات السيارات المستخدمة في الإنتاج المحلي، لافتا إلى أن ذلك سيؤدى لعدم توافر بعض الأنواع بالسوق المصرية.
وتوقع سليمان، ارتفاع أسعار السيارات خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد زيادة أسعار الرقائق الإلكترونية مؤخرا، ولكن زيادة الأسعار ستتوقف على حجم العرض والطلب.
ومن جانبه، حذر خالد سعد، الأمين العام لرابطة مصنعى السيارات ومدير عام شركة بريليانس البافارية، من نقص كبير في بعض الطرازات وعودة ظاهرة الأوفر برايس على السيارات واستمرار أزمة قوائم الانتظار الطويلة، جراء أزمة أشباه الموصلات التى تعرف أيضًا بالرقائق الإلكترونية.
وأكد سعد في تصريح لـ"البوابة نيوز"، أن أكثر من 50% من مصانع السيارات بالصين تعمل بنصف طاقتها ونحو 80% من شركات أوروبا علقت العمل بمصانعها، وكذلك زيادة تكاليف الشحن عالميا بنحو 300%، لافتا إلى أن ذلك سيؤثر بشكل كبير على السوق المحلية.
وأشار الأمين العالم لمصنعى السيارات، إلى أن أشباه الموصلات تستخدم في مكونات شتى في صناعة السيارات، مثل الإدارة الحوسبية للمحركات ومكابح الطوارئ، والرقائق المستخدمة في إدارة المحركات وأنظمة مساعدة السائق.
وذكر سعد، أن قطاع السيارات يعد أكثر القطاعات التى تأثرت بأزمة نقص الرقائق الإلكترونية، والتى تسببت في إغلاق وتعليق العمل في الكثير من مصانع السيارات العالمية جراء النقص المستمر في أشباه الموصلات.
ومن جهته، كشف الدكتور طارق عوض المتحدث باسم مبادرة إحلال السيارات القديمة بوزارة المالية، عن مدى تأثر مبادرة الإحلال بنقص الرقائق الإلكترونية في المصانع العالمية.
وأضاف عوض في تصريح لـ"البوابة نيوز"، أن شركة غبور أوتو أبلغت مسئولى المبادرة بتأجيل تسليم طرازاتها المشاركة في مبادرة إحلال السيارات القديمة للعمل بالغاز الطبيعي.
وأكد متحدث المبادرة، أن العملاء الذين حصلوا على الموافقات البنكية وأنهوا إجراءاتهم سوف يتم تسليمهم السيارات الجديدة خلال الأيام المقبلة.
وذكر عوض، أن جميع الشركات الأخرى المشاركة في مبادرة إحلال السيارات ستقوم بتسليم السيارات الجديدة ضمن الإحلال في موعدها، ولم تبلغ مسئولى المبادرة بأى مستجدات خاصة بنقص الرقائق الإلكترونية.
وتشارك مجموعة غبور أوتو كيل هيونداى في مصر، في مبادرة إحلال السيارات بسيارات هيونداى أكسنت RB وهيونداى ألنترا HD.
وكشفت مبادرة تحويل وإحلال المركبات للعمل بالطاقة النظيفة «جو جرين»، عن اعتذار إحدى شركات السيارات من تلبية كل الطلبات المقدمة ضمن مبادرة الإحلال.
وقالت المبادرة، إنه بسبب الأزمة العالمية التى تواجهها شركة هيونداى العالمية من نقص في وحدة التحكم الإلكترونى ECU، تعتذر شركة جى بى غبور أوتو عن تلبية كل الطلبات المقدمة والخاصة بموديلات: إلنترا HD- أكسنت RB مع تأكيد الشركة على حل المشكلة في أقرب وقت ممكن.