السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

رمضان الإعلانات الطويلة.. الأعلى للإعلام يتدخل أخيرا وينذر القنوات لتقليص الوقت.. وخبراء: خلل يهدر حق المشاهد.. ونحتاج لصياغة قيم تحكم الممارسات الدعائية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"من منا لا يتابع الدراما الرمضانية؟".. بالتأكيد معظمنا يهتم بمتابعة الأعمال الدرامية التي تكون مكثفة في شهر رمضان المبارك، ولا شك أن الإنتاج الدرامي لهذا العام كثيف حيث يعرض في الموسم الحالي نحو 27 مسلسلا متنوعة ما بين الاجتماعي والوطني والكوميدي، ومع ذلك لم يتناسب هذا لكم الكبير من إنتاج المسلسلات مع هذا الكم الضخم والطويل بل والممل من الإعلانات التي غزت القنوات الفضائية خلال الأيام الأولى من الشهر الكريم.
ولعل هذه السبب ما دفع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، للتدخل وتوجيه رسالة شديدة اللهجة للقنوات الفضائية مطالبا بضرورة الالتزام بضبط فترات الإعلانات التي تذاع أثناء المسلسلات، والتوقف عن الإسراف والتطويل الذي يفسد حق الجمهور في المشاهدة والاستمتاع بالأعمال الدرامية.

الأعلى للإعلام يحذر
وحذر المجلس؛ في بيان له مساء أمس الأول الأربعاء؛ من استمرار التطويل في الفقرات الإعلانية، مشيرا إلى أنه سيضطر للتدخل حماية للمشاهدين، إذا لم تلتزم القنوات من تلقاء نفسها بتقليص المساحات الإعلانية، وذلك بعد أن تلقى شكاوى كثيرة بشأن عدم تنظيم الإعلانات واعتدائها على حق الجمهور، ودخول كل القنوات في ماراثون إعلاني لا يخدم الأعمال الدرامية ولا الهدف من إنتاجها.
وأكد المجلس أنه القانون يتيح له التدخل في هذه الحالة، ولفت إلى أن المادة 70 من قانون المجلس رقم 180 لسنة 2018، تعطى المجلس الحق في تحديد حد أقصى للمادة الإعلانية إلى المادة الإعلامية والصحفية في جميع وسائل الإعلام والصحف.



تناقض ساويرس
ولعل أول من انتقد طول فترة الإعلانات كان رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس، الذي غرد عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" منتقدا طول فترة الإعلانات التي تتخلل إذاعة مسلسلات رمضان لهذا العام.
وكتب ساويرس: "واضح إن رمضان ده هنتفرج على إعلانات وفي وسطهم مسلسل بالصدفة"، وقال ساويرس في تغريدة سابقة: "المفروض يعملوا مسابقة للي يقدر يتفرج على أعلى عدد مسلسلات.. كم الإعلانات وعدد المسلسلات غير طبيعي".


إلا أن اللافت في الأمر أن ساويرس نفسه شارك في واحد من أطول إعلانات رمضان هذا العام، حيث وللمرة الأولى يشارك ساويرس بجانب مجموعة من ألمع نجوم الفن في مصر في إعلان عن أحد المشروعات العقارية التابعة له، إذ يختتم ساويرس الإعلان بصوته لحث المشاهدين على امتلاك وحدة سكنية في أحد مشروعاته.


خلل مستمر
خبراء الإعلام قالوا إن المنظومة الإعلانية بحاجة لوقفة من أجل ضبط المسار، ومراجعة المواد الإعلانية المعروضة على الشاشات.
وفي هذا السياق، قالت الدكتورة ليلي عبد المجيد، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن الإعلانات بشكل عام تعاني من خلل كبير طوال السنوات الماضية، وهذا الخلل يرتكز على نقطتين رئيسيتين أولها المضمون المقدم، وثانيها المدة الزمنية التي تعرض فيها الإعلانات خلال الفواصل.
إعلانات الابتزاز العاطفي
وأكدت "عبد المجيد" أنه لا تزال الإعلانات تعاني من عدة سقطات مستمرة طوال السنوات الماضية حيث تعتمد على استغلال المرأة بشكل غير لائق أو استغلال المرضى والأطفال من أجل الحصول على تبرعات، بالإضافة إلى إظهار الفجوة بين عالم الأثرياء وعالم الفقراء فهنا إعلان يجمع تبرعات يعقبه إعلان وتشويه صورة المجتمع،فأصبحت الإعلانات تقوم بالابتزاز العاطفي والنفسي.
وأكدت أن القنوات الفضائية أصبحت خارجة عن السيطرة ولم تعد تلتزم كما كان في الماضي بالضوابط والمعايير التي تحكم الإعلان وتأثيره على المجتمع المصري، داعية إلى ضرورة العمل على التدخل بقرارات تسمح باقتطاع جزء من هذه الإعلانات لتنمية المجتمع.


صاغة قيم تحكم الإعلان
من جهته، قال الدكتور يوسف الملاخ أستاذ إعلام بجامعة القاهرة، إنه لا بد من تفعيل الدور الرقابي على الإعلانات، من أجل تقييم جودة الإعلان من حيث المحتوى والجوانب الأخلاقية ووضع مجموعة من الضوابط للتحكم في الإعلانات وبخاصة التليفزيونية.
وأضاف الملاخ أنه ينبغي العمل على إنشاء وحدة أو رابطة لصياغة ميثاق شرف ومدونة أخلاقية تحكم السلوك الإعلاني، والعاملين في هذا المجال، من أجل تحديد مجموعة من القيم والممارسات الواجب مراعاتها في إنتاج الإعلانات.