الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

النجار: لا بد أن يكون لأداء الفرائض ثمرة في حسن الخلق

الدكتور عبد الله
الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية أنه من الطيب أن ترتبط أخلاق الصيام بالشروط التي يحب أن تتوافر لصحة الصيام، ذلك أنه إذا كان الصيام مطلبا شرعيا يثاب المسلم على فعله، فيجب أن يكون الصوم محفوفا بالأخلاق الطيبة والسلوك الحميد من الصائم، وإلا فإنه إذا أتى بالعبادة من وجه، ثم قرنها بفعل معصية من وجه آخر فإنه لن يكون أفلح في أداء مهمته، أو أدى العبادة على الوجه المطلوب، ويكون مثله مثل من يبني، ثم يهدم ما بناه، وهذا تصرف لا يفعله عاقل، ولذلك نرى أن هناك ارتباط أخلاق بين العبادات والأخلاق.
وأشار خلال ملتقى الفكر الإسلامي لوزارة الأوقاف إلى أن الأدلة تتوافر على وجوب التمسك بالأخلاق الطيبة والسلوك الحميد للصائم، وعليه أن يسمو بتصرفه وبأخلاقه، فلا يجوز له أن يصخب أو أن يجهل أو يسب أحدًا مستغلا ما يحدثه الصوم من ضيق عندما يُحرم من الطعام والشراب، ولذا يجب عليه أن يحافظ على لسانه عن العيب والتلفظ بما يغضب الله سبحانه، بل حتى وإن وقع عليه اعتداء من غيره، بل يجب عليه أن يكون صبورًا، حيث يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ"، والناظر إلى هذا الربط الأخلاقي بين العبادة والأخلاق، يجد أن هناك تلازمًا بين حسن الخلق وأداء الفريضة، وأن الخلل الأخلاقي يؤدي إلى ضياع هذه الفريضة، أو على الأقل ضياع ثوابها، فتأكل الحسناتِ السيئاتُ، وهذا نوع من السفه.
ولفت إلى أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) حذر من مغبة التفريط في الجانب الأخلاقي، والإتيان الظاهري للعبادات، فيقول (صلى الله عليه وسلم): "رُبَّ صائمٍ ليس له مِن صِيامِه إلَّا الجوعُ"، فالصائم يحرم نفسه من الطعام والشراب، لكن هذا ليس هو المقصود بذاته، ولكن المقصود هو الوصول إلى الكمال الأخلاقي، موضحًا أنه إذا كان الصائم يتعفف عن بعض الحلال، فعليه أن يتجنب التبذير والإسراف عند الإفطار، لأن هذا يؤثر بالسلب على الجانب الاقتصادي ليس على الفرد فقط، بل على الاقتصاد العام للمجتمع، وعلى هذا يجب على الصائم أن ينتبه إلى هذا الجانب لأن التبذير والإسراف محرم، قال تعالى: "إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ"، ويقول سبحانه: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"، فلا يعقل أن يحرم الإنسان من الطعام والشراب طيلة اليوم، ثم يرتكب الإسراف، فيكون قد أطاع الله في جانب، ثم عصاه في جانب آخر، فيكون مفلسًا، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "أَتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المُفْلِسُ فِينا مَن لا دِرْهَمَ له ولا مَتاعَ، فقالَ: إنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ".