الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

بكلماتٍ مُؤثرة.. سفير مصر في كندا ينعى مكرم محمد أحمد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نَعى سفيرُ مصرَ لدى كندا، أحمد أبوزيد، بِبالغ الحزن والأسى الكاتب الصحفى الكبير مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى للإعلام السابق ونقيب الصحفيين الأسبق، الذي توفي اليوم، عن عمر يُناهز 85 عامًا.
وقال أبو زيد، خلالَ تدوينةٍ لهُ على موقع التواصل الاجتماعي «فايس بوك»،: «جمعتنى به علاقة خاصة على مدار أكثر من ١٥ عامًا منذ أن كنت دبلوماسياً شاباً فى مكتب وزير الخارجية أحمد أبو الغيط آنذاك.. كان دائم الزيارة لوزير الخارجية للتشاور والاستماع والاطلاع على مواقف مصر تجاه كافة القضايا ذات الأهمية لأمنها القومى، ومن ضمنها بطبيعة الحال قضية مياه النيل التي تخصصت فيها منذ ذلك الوقت».
ويستكمل أبو زيد،: «كان يأتى الراحل إلى مكتبى بمقر وزارة الخارجية كل شهر بطلب من الوزير أبو الغيط للاستماع إلى تفاصيل مفاوضات مياه النيل، إذ يكتب كل التفاصيل فى أجندته الصغيره، يطرح الأسئلة ويحرص علي استفزاز من يحاوره ليخرج بأهم وأدق المعلومات، مثله مثل أى صحفى مبتدئ لا يريد أن تفوته كلمة أو موقف أو تحليل ولا يدونه كي يكون ملمًا بكافة أبعاد القضية التي يتحدث عنها أو يكتب مقاله الأسبوعى أو عموده اليومى عنها».
ويستطرد أبو زيد،: «استمرت تلك العلاقة وتطورت فى شقيها المهنى والإنساني بشكل ملفت حتى توليت منصب المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، حيث كان دائم الزيارة لى فى مكتبى بوزارة الخارجية ويطلب قهوة الصباح من الساعى الذي يقف علي باب المكتب قبل أن يدخل.. نلتقى كل شهر، إذ يحرص أن يكون دائما هو الزائر، حتي وإن أصررت مرارًا وتكرارًا أن أزوره فى مكتبه أو منزله لأخفف من عليه عناء الطريق في عمره المتقدم.. بالطبع كانت الموضوعات متعددة ومتشعبة تشمل جميع قضايا سياسة مصر الخارجية.. كان حريصا جدًا أن تكون تلك الجلسة قبل مقاله الأسبوعى بجريدة الأهرام الغراء حينما يخصصه لموضوع مرتبط بمصر وأمنها القومى وسياستها الخارجية.. وأيضا كانت الأجندة الصغيرة والقلم لا يفارقانه حتي بعد توليه رئاسة المجلس الأعلى للإعلام.. فهو الصحفى المهنى المتمرس قبل أن يكون أي شيىءٍ آخر.. هى المهنة التى عشقها بكل وجدانه مهما تولى من مناصب.. ومهما ارتقى في مكانته الثقافية أو الاجتماعية.. كنت أشعر دائما أنه عابدٌ ناسكٌ فى محراب هذه المهنة».
ويُؤكد أبو زيد، أنهُ حينما تم تكليفى بأن أكون سفيرًا لمصر لدى كندا، أصر وألح أن يأتى بنفسه لمكتبى للتهنئة وتوديعى رُغم أن صحته لم تكن على ما يرام.. وكنت فى ذلك الوقت أحرص علي أن افاجئه بزيارات إلى مكتبه بماسبيرو خلال فترة رئاسته للمجلس الأعلى للإعلام لأخفف من عليه وطأة الحركة الكثيرة في شوارع وزحام القاهرة والمشى لمسافات طويلة داخل أروقة وزارة الخارجية متكئًا علي عصاه التي لم تكن تفارقه فى السنوات الأخيرة».
ويختتمُ حديثه المؤثر عن الراحل مكرم محمد أحمد، بهذه الكلمات،: «شاء القدر أن تأتيه المنية فى شهر رمضان المبارك..شهر المغفرة والرحمة.. هى رسالة من المولى عزل وجل على صدق سريرة وإخلاص هذا الرجل الفريد.. فقد كان الأستاذ مكرم- رحمه الله- أبًا ومعلمًا وتلميذًا ومفكرًا وسياسيًا وصحفيًا ودبلوماسيًا ونقابيًا فى آن واحد.. وكان قبل كل هذا، مصريًا وطنيًا حتى النخاع.. يقول الحق وإن كان مُرًا.. يُشيد بكل ما يستحق الإشادة.. وينتقد الخطأ بكل صفاء نية وحب ورغبة صادقة فى التقويم.. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.. وألهم جميع محبيه ومريديه وتلاميذه الصبر على فراقه.. كنت أشعر فى آخر اتصال لى معه أن القدر ربما لن يجمعنا سويًا علي ظهر الأرض مرة أخرى .. وطلبت منه الدعاء لى بالتوفيق ودعوت له بدوام الصحة وأنْ يحفظهُ لمصر.. فهو بالفعل شخصية فريدة يصعب تكرارها فى دنيانا».