بين مقصلة ميليشيات الإرهاب وفيروس كورونا يعيش النازحون في ليبيا مأساة لا تختلف كثيرا عن تلك التي يعيشها النازحون في البلدان الأخرى.
ومع دخول شهر رمضان الكريم، أعلنت الحكومة الليبية مبادرة بقيمة ١٠٠ مليون دينار ليبي، أي نحو ٢٢.٣ مليون دولار، لاستهداف إعانة ٢٠٠ ألف أسرة.
وبحسب ما أعلنته الحكومة، جرى تحديد المستهدفين "الأسر المعوزة وأسر النازحين، والأرامل والمطلقات، والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة" من قبل وزارة الشئون الاجتماعية، على أن يجري الانتهاء من إيداع القيمة المخصصة في حسابات المستهدفين بحلول شهر رمضان المبارك.
ومن المقرر أن يتولى صندوق التضامن الاجتماعي الإشراف على المبادرة التي جرى إطلاقها تحت شعار "هدية رمضان". كما ستسهم فيها مجموعة من الشركات الخاصة الكبرى، بالإضافة إلى الشركة القابضة للاتصالات، وهيئة صندوق التضامن، من منطلق تعزيز الشراكة بين القطاعين الخاص والعام في قضايا المسئولية الاجتماعية.
وعلى صعيد آخر، حذرت منظمة الأغذية والزراعة «فاو» من تدهور الأمن الغذائي في ليبيا ضمن ٤٥ دولة في العالم بحاجة إلى مساعدة خارجية من الغذاء. وحسب الدراسة تواجه ليبيا إلى جانب موريتانيا والسودان والعراق «انعدام أمن غذائي» شديدًا ومتمركزًا.
ولجأ نحو ٥٠٪ من الأسر التي شملتها الدراسة إلى شراء الطعام باستخدام المدخرات، بينما اضطر نحو الربع إلى خفض الإنفاق على الصحة والتعليم، وشراء الطعام عن طريق الائتمان واقتراض المال لتلبية الاحتياجات.
وأوضحت أن ليبيا تعاني انعدام الأمن المدني، وعدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي، وارتفاع أسعار المواد الغذائية. وقدرت الدراسة العدد الإجمالي للأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية خلال العام الجاري بنحو ١.٣ مليون شخص ٢٣٪ من السكان؛ منهم ٧٠٠ ألف شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية.
وتابعت أن نصف الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية هم من النازحين داخليًّا أو المهاجرين الذين يقيمون في البلاد أو يمرون عبرها.
