الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بعد توقف دام 30 عامًا.. صوت مدفع رمضان يدوي بالقلعة غدًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أجرت وزارة السياحة والآثار، منذ قليل، التجريب الأخير لإطلاق مدفع رمضان من جديد بعد فترة توقف دامت ما يقرب من ٣٠ عامًا، وذلك من ساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة كما كان قديمًا، وذلك بعد قيام الوزارة بترميمه ليعود انطلاقه من جديد ابتداء من غد الثلاثاء أول أيام الشهر الكريم، منوهًا للصائمين عن موعد الإفطار.
وأوضحت إيمان زيدان مساعد وزير السياحة والآثار لتطوير المتاحف والمواقع الأثرية، أن أعمال ترميم المدفع جاءت في إطار خطة الوزارة لرفع كفاءة الخدمات السياحية بالمتاحف والمواقع الأثرية ومنها قلعة صلاح الدين الأيوبي، لافتة إلى أن المدفع سوف يضرب من جديد لحظة غروب الشمس وعند موعد الإفطار وذلك كل يوم طوال شهر رمضان، بما يضمن الحفاظ على التراث الأثري للقلعة وفي نفس الوقت مواكبة استخدام التكنولوجيا الحديثة وذلك عن طريق إطلاق شعاع ليزر بجوار المدفع ليصل لمسافة بعيدة.
وأوضح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، أن أعمال ترميم المدفع شملت إزالة طبقة الصدأ المكونة على جسم المدفع وتنظيفه من الداخل.
وقال الدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية أنه تعددت القصص حول حقيقة قصة مدفع رمضان إلا أنها جميعا تؤكد على أنها نشأت في مدينة القاهرة، تحديدًا بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة.
وتروي إحدى القصص أن مدفع رمضان يرجع إلى عهد السلطان المملوكي الظاهر سيف الدين خشقدم، حين أراد أن يجرب مدفعًا جديدًا وصل إليه، وصادف إطلاق المدفع وقت غروب شمس أول يوم من رمضان عام ١٤٦٧م، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم لتشكره على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بموعد الإفطار.
وهناك قصة أخرى تقول أن بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل كانوا يقومون بتجربة أحد المدافع، فتنطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أول يوم من رمضان، فظن الناس أن الخديوي اتبع تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار، فصاروا يتحدثون عن ذلك، وعندما علمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث، أعجبتها الفكرة فطلبت من الخديوى إصدار فرمان بأن يجعل من إطلاق المدفع عادة رمضانية جديدة وعرف وقتها باسم مدفع الحاجة فاطمة، وفيما بعد اضيف إطلاقه في السحور والأعياد الرسمية.
ويُعتقد أن المدفع تم تغييره أكثر من مرة وانتقل إلى أكثر من مكان، ويعرض حاليا بساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، ومواصفاته هى مدفع ماركة كروب إنتاج عام ١٨٧١م عبارة عن ماسورة من الحديد ترتكز على قاعدة حديدية بعجلتين كبيرتين من الخشب بإطارات من الحديد، وكان يقوم بتشغيله اثنين من الجنود أحدهم لوضع البارود في الفوهة والأخر لإطلاق القذيفة.
وعلى الرغم من مرور ٣٠ عامًا منذ توقفه إلا أنه ظل في قلوب وأذهان المصريين، حيث أصبح من التقاليد الراسخة ومظهر من مظاهر الشهر الكريم.