الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

قدوم شهر رمضان يعانق طقوس وآحاد الصوم الكبير

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهر رمضان عاش شعب مصر فترات زمنية كثيرة وتعاقبت عليه الأحداث تلاحمت أرواح المصريين المسلمين والأقباط وتوارثوا عادات مميزة على مدى عشرات السنين رصدتها كتب التاريخ.
"البوابة نيوز " تسترجع جزءا من ملامح هذه الحياة خاصة أن قدوم شهر رمضان المبارك يوم 12 أبريل يعانق طقوس وآحاد الصوم الكبير ويحتفل الأقباط بالعيد في الثانى من مايو وأعياد الربيع وهى مناسبات اشترك فيها جموع الشعب المصرى ولم يعكر صفوها أى محاولات لبناء حواجز ونشأ عنها حالة صوفية روحية بدأت منذ احتفالات الحقبة الفاطمية بأعياد الأقباط وخاصة فترات الصوم التى كانت تتزامن أحيانا مع المولد النبوى ورمضان ويتم خلالها توزيع الحلوى والأكلات الشعبية.
الفانوس والفلافل أكلات مشتركة رددت بعض الكتب التاريخية أن أصل فانوس رمضان كان صاحب الفكرة قبطى حيث كان يضع الشموع بداخل ثمار الفاكهة من التفاح والبرتقال ويستقبل جيرانه بعد صلاة التراويح وتحديدا في عهد الفاطميين وأنه كان اسمه فانوس بينما اشترك المسلمون والأقباط في إفطار الأكلات الشعبية من فول وفلافل ونابت طقوس وشراكة في الصيام.
يحتل الصعيد وخاصة أسيوط والمنيا مساحة كبيرة من الشراكة في ممارسة الطقوس وتبادل الأكلات الشعبية على مدى الأعياد ولا تستعجب إن رأيت أقباطا يصومون رمضان ومسلمين يحتفلون بالجمعة العظيمة ويطلقون عليها الجمعة الحزينة ويصر الأقباط على الصوم الانقطاعي، مع إخوتهم المسلمين أثناء نهار رمضان وتأتى ذروة مشاركة الصيام في أسبوع الآلآم والذى يمنع على الأقباط تناول العصائر والحلويات حتى يأتى سبت النور الشهير والذى يتشارك فيه الجميع وارتبط بالكحل خاصة السيدات والعرائس من يستعدون للزواج موائد وحدة وطنية.
تنقسم الموائد في شهر رمضان إلى نوعين موائد بين الأصدقاء وأسرة الأعمال والجيران عن طريق دعوات منظمة أغلبها يبدأ في الأسبوع الثانى من صوم رمضان نظرا لأن الأسبوع الأول يقتصر على الأهل من الدرجة الأولى وخاصة مع بداية الصوم بينما تنتشر في ربوع مصر موائد الرحمن صنعت لغير القادرين والمغتربين والعمال الذى يتزامن نهاية يومهم مع الإفطار وأشهر الأماكن التى يشارك الأقباط إخوتهم المسلمين تدشين موائد رمضان هى شبرا والزيتون وبعض الأماكن الشعبية ووسط البلد وخاصة الموسكى والعتبة وقد رسخ البابا شنودة الثالث بعد عودته من فترة التحفظ فكرة موائد الوحدة الوطنية واستمرت حتى رحيله ولم تتوقف إلا بعد أحداث يناير لأسباب أمنية.
بينما انتشرت بعض الجمعيات القبطية تشارك بالوجبات الجاهزة وأكياس التمر وكراتين توزع على أخوتهم في مشهد نادر يتكرر مع كل عام في صورة تكشف عمق الهوية المصرية الباحث ماجد كامل رصد هذه الحالة بأن البابا شنودة شارك في العمل العام خاصة أن رجل الدين الحقيقى لا يعيش في معزل عن المجتمع ؛ وإنما يتفاعل معه ومع قضاياه؛ ومن هنا فلقد حرص منذ رسامته على الاهتمام بالمجتمع؛ بل ودعا أبناءه الأقباط أيضا إلى الاندماج في المجتمع والتفاعل وحرص على حسن العلاقة والجوار مع أخواتنا المسلمين؛ وقام باستقبال العديد من القيادات والرموز الإسلامى كما شارك في العديد من المؤتمرات الإسلامية وقام بإلقاء محاضرة أو أكثر حول أهمية التسامح والعيش المشترك بين الأديان.
الباحث أمجد سمير معهد الدراسات القبطية قال الاحتفال بشهر رمضان المعظم في مصر المحروسة بهجة يجتمع فيها المصريون على مختلف طوائفهم وكذلك الصوم اﻷربعينى (الصوم الكبير عند اﻷقباط) يعقبه عيد القيامة المجيد ومن خلال التاريخ يذكر المؤرخ عبد الرحمن الجبرتى كيف كان يقوم جرجس الجوهرى أحد عظماء القبط بتوزيع العسلية واﻷطعمة في خلال شهر رمضان وموائد الرحمن الرمضانية لها جذور قبطية نظرا لبعد المسافات فكان اﻷقباط يقيمون صلوات القداسات وهم صائمون وبعد التناول من اﻷسرار المقدسة كانت تعد الكنيسة لهم موائد اﻷغابى (المحبة) يجلس فيها الغنى بجوار الفقير يتناولون الطعام بشكر ومحبة وتبين مدى التكافل والمحبة.
ويشعر الجميع أنهم جسد واحد هكذا موائد الرحمن يتناول الصائم بجوار أخيه ويقبل عليها المسلم والمسيحى ولا يسألك عن دينك أو جنسك أو هويتك وأنما تقدم تقربا لله وقربانا له وما أجمل أن تتلاقى اﻷصوام كما تتلاقى القلوب وتجد المودة والقلوب الصافية التى يحاول تلويثها أصحاب العقول المسمومة الخارجين عن تعاليم الله.. بالحب قد عرفت نفسى وبالحب قد عرفت الله.. وما زالت اﻷديرة العامرة بقلوب المتعبدين تقيم موائد اﻷغالى لكل مريديها لا تغلق أبوابها في وجه أحد وطعام المصريين واحد في أصوامهم فالوجبة المفضلة في الصوم الكبير وصوم شهر رمضان المعظم (الفول المدمس) والمخللات والبقوليات فتجتمع وتتآلف القلوب وكذلك الحرص على التعبد والابتهال تقربا لله كأنما يقف القبطى قبالة جبل الجلجثة متجها بقلبه وفكره وجوارحه نحو أورشليم ينتظر أورشليم السماوية وكذلك القداسات وقراءة الكتاب المقدس.
ويحرص دائما على أن تحمل صلواته جناحى الصوم والصدقة وبجواره أخيه المسلم يصلى التراويح ويحرص على الصوم والصلاة والذكاة وختام القرآن الكريم خلال شهر رمضان المعظم ففى هذا العام تتلاقى أصوامنا وتتلاقى قلوبنا دائما وتبعد الكراهية التى يحاول البعض زرعها ولكن القلوب الطيبة المؤمنة بربها تحرق كل اﻷحقاد ﻷننا نحمل في جيناتنا جينات أمة علمت البشرية قيمة التسامح والتدين الحقيقى حفظ الله شعب مصر وأصوامكم أصوامنا وأصوامنا أصوامكم وأعيادنا أعيادكم وأعيادكم أعيادنا. الشيخ أحمد ابوطالب خطيب مسجد الصفا والمروة بالجيزة قال تربينا جميعا في شوارع بلدنا لا نعرف كلمة مسلم ومسيحي.