الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

أحفاد سيد درويش موسيقى تنبض بحب الوطن وتنحاز للجماهير

مبدعون فى الظل..

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سارت ألحان الأغنية الوطنية منذ بداية القرن الماضي في اتجاهين: اتجاه رسمى ينقل المعانى الكلية الخاصة بمحبة الوطن وتمجيد السلطة، واتجاه شعبى ينتصر للجماهير معتبرا أن الوطن وطن الشعب.
ومثلت التيار الثانى – تيار الشعب – ألحان فنان الشعب سيد درويش التى أنجبت لنا ظاهرة أشد انحيازا وأعلى صوتا وأكثر نقدا هو الفنان إمام عيسى "الشيخ إمام" الذى تعرفت عليه السجون لجرأة أغانيه، وأنجبت موسيقى الشيخ إمام عددا من الملحنين من أحفاد سيد درويش في الغناء الوطنى، الملتزم بقضايا الجماهير، ونبض الأمة مثل: الراحلين محمد حمام وعدلى فخرى، والملحنين محمد عزت، وعلى إسماعيل، وأحمد إسماعيل، وعهدى شاكر، وأحمد خلف وتلاهم جيل من الملحنين مثل حاتم عزت، ورمضان السيسي، وأحمد صالح، وآخرين.
أول أحفاد سيد درويش هو الفنان عدلى فخرى الذى استمعت إليه الجماهير طوافا بكل القرى في السبعينيات بأمسيته الغنائية "في حب مصر" من أشعار سمير عبد الباقى وعندما اجتاحت إسرائيل بيروت كان عدلى فخرى من المبدعين المصريين الذين ذهبوا إلى بيروت ليقف مع المقاومة اللبنانية داعما بالغناء، وعندما عاد إلى مصر كان ضيفا دائما في المركز الثقافى الروسى، وكان يعتز بإمساكه العود في شكل المدفع الرشاش، ويبتدئ أمسيته بتنويعات كثيرة لنداء (يا مصر) يمد حرف النداء فتأخذه سكرة صوفية وكأنه ينادى على غيب، جامعا بين صراخ الإيقاظ وهدوء الحالم صاعدا هابطا حتى يتشبع الجمهور من ندائه يامصر بكل قيم حب الوطن، وشارك فخرى مع عبد الغفار عودة في المسرح المتجول فطافوا المحافظات وقدما أمسية في افتتاح المؤتمر العام لأدباء مصر بدمياط وتوالت اللقاءات والحفلات في الأتيلية وحزب التجمع واتحاد المرأة الفلسطينى بالقاهرة وقدم عرضا مسرحيا عن على مبارك بقاعة سيد درويش وقد استضافه الصالون الأدبى لحزب التجمع بالفيوم عام ١٩٩٠ في سهرة ملأ الجمهور فيها مسرح مجلس المدينة ويمكث عدلى فخرى معنا في الفيوم أربعة أيام بمنزل الفنان التشكيلى جورج فخرى – ليس شقيقه بل تشابه أسماء - فيحتفى به أدباء الفيوم: صلاح حامد وعزت زين ومحمد طه عليوه وحسين عبد العليم وعويس معوض وسيد معوض وتنتج له حركة فتح شريطا يضم عددا من الأغانى ويتعرض للانتقاد من البعض فنفاجأ بخبر موته إثر عملية بالقلب.
الحفيد الثانى لسيد درويش، هو الفنان محمد عزت الذى خلف عدلى فخرى في أمسيات المركز الروسى مبدعا وموظفا أيضا فقد عرفته الأمسيات الثقافية في المحافظات من عام ١٩٨٥ مع فرقته المكونة من الفنانة عبير على وأخيه حاتم عزت وعدد من الشباب وأنتج في أوائل التسعينيات شريط "العروسة" متضمنا أغانى لفؤاد حداد وسمير عبد الباقى وجمال بخيت وغيرهم وهو الشريط الذى غنى الفنان على الحجار منه أغنيتان هما "العروسة" و"رفاق الوحدة" وقدم عزت عرضا رمضانيا على المسرح القومى استمر لعدة سنوات من أشعار فؤاد حداد بطولة محمود حميدة وآخرين وكان أبناء فؤاد حداد أمين وحسن حداد يشاركانه العرض بإلقاء الأشعار، مع فرقة عمال مطابع روز اليوسف التى كانت تقدم أعمال فؤاد حداد في حياته وقدم عرضا مسرحيا (كأنك تراه) على مسرح الطليعة وقدم فيه تنويعات موسيقية تحمل كل ألوان الغناء المصرى ثم تم تعيين محمد عزت مديرا عاما للموسيقى بهيئة قصور الثقافة فاهتم بفرقها الفنية حتى ترك الوظيفة ولا يزال يشارك في كل الأمسيات الثقافية معنيا وملحنا منتميا لقضايا وطنه من خلال فرقة البنادرة التى أعاد إحياءها.
الحفيد الثالث لسيد درويش هو الفنان أحمد إسماعيل التى كانت أغانيه وقودا لطلاب جامعة القاهرة في التسعينيات فكانوا يتبادلون له تسجيلات شخصية وهو يغنى "مفيش في الأغانى، وسرجى مرجى، ومرمر زماني" ثم عبر عن غضبة الطلاب في فيلم العاصفة لخالد يوسف حين غنى "ازرع كل الأرض مقاومة" ثم توالت أعماله في أفلام خالد يوسف مثل فيلم "كف القمر" فغنى "ياطوبة خضرا" وفى فيلم دكان شحاتة وبعض المسرحيات للثقافة الجماهيرية حيث كان موظفا بها واستمر أحمد إسماعيل يناضل بالأغنية في ندوات النخب حتى اندلعت ثورة يناير فغنى "ارفع راسك فوق أنت مصرى ولا يزال حتى الآن نهر موسيقاه يجرى.
أما بقية مشكلى الوجدان الوطنى من أحفاد سيد درويش مثل محمد حمام وعلى إسماعيل وعهدى شاكر وأحمد خلف وحاتم عزت، ورمضان السيسي، وأحمد صالح، فسوف نتناول تجربتهم في المقال المقبل.