في خطوة مهمة من قبل وزارة الزراعة للتعاون مع دول أفريقيا في مجال الزراعة قام السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي ونظرائه وزيرة الزراعة والأمن الغذائي ووزير الثروة الحيوانية في جنوب السودان بتوقيع مذكرة التفاهم لإنشاء مزرعة متكاملة في مجال الإنتاج النباتي والحيواني والسمكي في ختام زيارته إلى جنوب السودان.
واعتمد الوزيران، اجتماعات اللجنة الزراعية المشتركة بين الجانبين والتي
كان من نتائجها الاتفاق على تقديم الدعم الفني في مجال الحجر الزراعي
والبيطري والسمكي وبناء القدرات لأشقائنا في جنوب السودان وتقديم منح
تدريبية ضمن برنامج تدريبي مكثف على فترات زمنية تصل لنحو ثلاثة سنوات.
وقال
السيد القصير في تصريحات صحفية، إن المنح المقررة بهدف التدريب على
الاستزراع السمكي وإنتاج الأمصال واللقاحات البيطرية والتنمية الريفية
والميكنة الزراعية والإرشاد الزراعي وتقديم المساعدة الفنية للأشقاء في
جنوب السودان وإنشاء نظام محكم للحجر الزراعي والحجر البيطري، فضلا عن
التعاون في مجال تحسين السلالات والأصناف النباتية ذات الجودة العالية
والبحث العلمي الزراعي.
واختتم السيد القصير وزير الزراعة والوفد المصري
المرافق له زيارتهم مساء اليوم لجنوب السودان والتي كانت قد بدأت الاثنين
الماضي لبحث آفاق التعاون الزراعي بين البلدين الشقيقين وذلك في إطار
توجيهات القيادة السياسية في البلدين بتعميق آفاق التعاون في جميع المجالات
ومنها القطاع الزراعي.
وكان الوفد المصري يتكون من الدكتور محمد
سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية والدكتور عبدالحكيم محمود رئيس الهيئة
العامة للخدمات البيطرية والدكتور صلاح مصيلحى رئيس هيئة الثروة السمكية
والدكتور سعد موسى المشرف العام على العلاقات الزراعية الخارجية وشارك في
الاجتماعات السفير محمد قدح سفير مصر في جنوب السودان.
وفي هذا السياق
قال محمد صبحي قطب الخبير الزراعي، إن خطوة التعاون مع دول أفريقيا بشكل
عام وليس السودان بصفة خاصة خطوة تأخرت كثيرا لأن تلك الدول تملك فرص
استثمارية زراعية كبيرة في القارة السمراء ولو تم التعاون بين مصر ودول
أفريقيا ستعم الفائدة على الجميع وبالتأكيد ستقل فاتورة الاستيراد بفضل
التعاون مع الدول الأفريقي، وأوضح قطب هناك تعاون من دول عديدة في الزراعة
مع الدول الأفريقية بفضل المساحات الشاسعة من الأراضي الزراعية التي
يمتلكونها.
وأضاف قطب، إن الاستثمار الزراعي مجال جيد وإلاستثمار فيه
مفيد للغاية لذلك لا بد من وجود خطوات جادة وفعالة من قبل الحكومة ووزارة
الزراعة لدعم تلك الاستثمارات وزيادتها في الفترة المقبلة خاصة وإن مصر تعد
دولة زراعية في المقام الأول، وطالب قطب من الحكومة تشجيع رجال الأعمال
والمستثمرين في المجال الزراعي وتقديم التسهيلات لهم ومدهم بجميع المتطلبات
التي يحتاجونها.
وفي نفس السياق قال الدكتور عادل عامر الخبير
الاقتصادي، أن الازمة المالية التي تمر بها مصر في الوقت الحالي من أهم
الأسباب التي تجعلنا نتعاون مع الدول الأفريقية في مجال الزراعة، خاصة وان
مصر تملك كوادر كبيرة في هذا المجال تستطيع أن تنمي الزراعة في دول أفريقيا
بشكل عام وليس مصر فقط.
وأضاف عامر، لا بد من وجود سيستم من قبل وزارة
الزراعة يعمل على تخفيض الواردات الزراعية خاصة في المحاصيل الإستراتيجية
من الحبوب الزراعية والعمل على وجود اكتفاء ذاتي من المحاصيل الزراعية
والعمل أيضا على زيادة الصادرات الزراعية ووصلها لأعلى مستوى خاصة وأن مجال الزراعة الوحيد الذي لم يتأثر بفيروس كورونا.
