السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

سوريا فى طى النسيان.. دمشق مدينة أشباح والشعب يمتطى الجياد بديلًا للسيارات.. نقص النفط يتسبب فى شلل البلاد.. وأردوغان يرسخ احتلاله للشمال.. و"كورونا" يسيطر على المستشفيات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لو استوقفنا طفلا سوريا عمره ١٠ أو ١١ عاما وسألناه عن وطنه حتما ستكون إجابته مشوهة فصورة وطنه عبارة عن أشلاء ممزقة ومهترئة ورخوة، لا يجمع بينها إلا مفردات "الدمار والاحتلال والإرهاب"، وهى التى تكون حصته اللغوية المطبوعة فى ذاكرة الصغار، وما جابهه الكبار بعد عقد من الزمان مر على سوريا كسنوات عجاف يبدو أنه لا نهاية لها.



ليتجدد السؤال الصعب.. كيف تعود سوريا إلى الاستقرار ؟
لم تكن سوريا قبل ٢٠١١ أفضل بلاد الدنيا، إلا أنها كانت قطعا أفضل مما هى عليه الآن، فالبلاد تعانى من توغل ميليشياوى للحرس الثورى الإيرانى وأذرعه الأخرى وعناصر حزب الله، وهى الذريعة التى تدفع المحتل الإسرائيلى لشن غارات جوية متكررة على بعض المناطق والسبب فى كل مرة هو استهداف ميليشيات إيران، إلى جانب القوات الأمريكية التى لا هم لها إلا آبار النفط، ناهيك عن الاحتلال التركى القابع فى الشمال، والتغيير الديمغرافى الذى يقوده نظام الرئيس رجب طيب أردوغان بانتظام فى عفرين وغيرها من المناطق.


وفى هذا السياق، يقول الدكتور عمار مرعى الحسن الخبير فى الشئون التركية لـ"البوابة" إن أنقرة ترغب فى توسيع نطاق نفوذها فى العمق السورى تحت ذريعة تهديد الأكراد لأمنها القومي، مشيرا إلى أن تركيا لها هدفان رئيسيان فى شمال شرق سوريا أولهما إبعاد وحدات حماية الشعب الكردية عن حدودها إذ تعتبرها خطرا أمنيا، وإنشاء منطقة داخل سوريا يمكن فيها توطين مليونى لاجئ سورى تستضيفهم فى الوقت الراهن. وفى نهاية مارس المنصرم وقف وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن عاتبا وغاضبا من القوى الدولية، وموقفها من الأزمة السورية، متسائلا "كيف يمكن ألا نجد فى قلوبنا قيمًا إنسانية مشتركة من أجل القيام بفعل ذى معنى؟ انظروا فى قلوبكم. يجب علينا أن نجد طريقة لعمل شيء ما. هذه مسئوليتنا، وعارٌ علينا إن لم نفعل ذلك"، وكأن بلاده بريئة من الدمار والخراب الحاصل فى سوريا.
وقال وزير الخارجية الأمريكى خلال جلسة لمجلس الأمن حول الأزمة السورية، إن بلاده ستقدم مساعدات إنسانية بأكثر من ٥٩٦ مليون دولار لمواجهة الأزمة السورية.



متى تعود سوريا إلى جامعة الدول العربية ؟
يستمر مقعد سوريا بالجامعة العربية شاغرا منذ نوفمبر من عام ٢٠١١ ما يمثل غيابا للدور العربى فى دمشق فى وقت تحتاج فيه الأخيرة الدعم العربى أكثر من أى وقت مضى للملمة شتات البلاد التى مزقتها الحرب والإرهاب والميليشيات، وهو الأمر الذى أكده السفير حسام زكى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حيث أوضح فى تصريحات منتصف مارس الماضى أن عودة دمشق للجامعة العربية، بساهم فى رفع المعاناة عن الشعب السوري، إلا أنه أوضح أن الاجماع العربى لعودتها على الجامعة غير موجود حتى الآن.

دمشق مدينة أشباح
ما فات كان حديثا حول "السياسة" التى تتشابك فيها المصالح والأطروحات وتتقاطع فيها وجهات النظر التى تحدد مصائر الشعب المطحون، إلا أن الواقع على الأرض أكثر إيلاما، وبالعودة إلى الشارع السورى والصبى صاحب العشر سنوات، نرى أنه يقف فى شارع يعانى من الشلل ويموج بالأزمات والمشكلات التى يتصدرها بالطبع أزمة نقص الوقود التى أعادت دمشق إلى العصور الوسطى، ولم يعد مستغربا أن يستعين الناس بالأحصنة كوسائل مواصلات بديلة للتى تحتاج إلى "النفط" الذى أصبح شحيحا.


وامتدت أزمة نقص الوقود التى بدأت قبل شهر، لتطال مؤسسات الدولة، حيث عجز الموظفون عن الوصول إلى أماكن عملهم وانقطعت الكهرباء وتعطلت أجهزة الحاسب الآلي، وعاب التلاميذ عن المدارس والجامعات وأضيف سببا آخر إلى تفشى فيروس كورونا لتعليق الدراسة، وارتفعت أجرة تاكسى دمشق لتتراوح بين ٧ و١٠ آلاف، "الدولار الأمريكى يعادل ٣٥٠٠ ليرة".
وفى هذا السياق، وعد وزير الكهرباء السورى غسان الزامل بعودة الكهرباء إلى "وضعها المقبول" خلال أسبوع، مؤكدا فى تصريح مصور نقلته رئاسة مجلس الوزراء فى الثانى من أبريل الجاري، "نعانى حاليا من زيادة فى ساعات التقنين مرده النقص فى حوامل الطاقة سواء فى الغاز أو الفيول، ونتأمل خلال أسبوع أن تنتهى هذه الأزمة وستعود التغذية الكهربائية إلى وضعها المقبول".
وأضاف الزامل أن "أكثر من ٥٠ فى المئة من المنظومة الكهربائية تم تدميرها" وأشار إلى أن الوزارة تتابع أعمال التأهيل، وأنها تمكنت من إعادة "جزء كبير" من تلك المنظومة، و"ما زال هناك أعمال كبيرة تحتاج إليها الوزارة حتى تعود المنظومة إلى ما كانت عليه".
وفى مستهل الشهر الجاري، نشرت وكالة "فرانس برس" تقريرا كشفت فيه عن معاناة السوريين من تفشى فيروس كورونا المستجد، حيث أكدت أن نسبة شغل الأسرة فى مستشفيات دمشق وصلت إلى ١٠٠٪.