الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

«رضا» تحدى إعاقته فأصبح كبير مذيعى «القرآن الكريم»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحدى رضا حسن عبدالسلام ابن قرية كفر الشيخ إبراهيم، التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية إعاقته، ونجح في الوصول لحلمه وأصبح كبير مذيعى إذاعة القرآن الكريم.
ولد رضا عام ١٩٦٤، لأب وأم طبيعيين، وكان له أخان أكبر منه الأول مهندس والثانى مدرس، وأجسامهما طبيعية، إلا أنه ولد بدون أطراف، يتذكر رضا ماحكاه له والده عندما شاهده قبلنى من رأسى وخرج صلى ركعتين قضاء حاجة لله وقال يارب أنت الذى خلقته، وأنا على يقين تام أن هاتين الركعتين هما سبب ما فيه أنا الآن.
وعن طفولته قال «رضا» كان الجميع ينظر لى وكأنى مخلوق غريب بدون ساعدين حتى إننى كنت أحبو على مقعدتى عكس جميع الأطفال، حزنت أمى حزنا شديدا علىّ، ولكن أبى أراد أن يعلمنى كل شىء..فعند إتمامى خمس سنوات قال لى أبى امسك القلم واكتب فمسكت القلم بقدمى وكتبت اسمى واسم والدى واسم جدى ففرح والدى فرحا شديدا وذهب إلى وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنوفية وطلب منه أن ألتحق بالمدرسة فرفض في هذا العام ثم كرر أبى الطلب في العام الثانى وقال له إذا كان لديك طفل مثله هل تقتله بعدم تعليمه أم تساعده حتى يتعلم؟ ثم قال أبى أيضا له إذا رفضت سأذهب به إلى ميدان التحرير وأضربه بالنار لأن من يعيش من علم فهو ميت.
أكد «رضا» أنه عانى كثيرًا، في فترة التعليم، وبخاصة الابتدائية، بمدرسة كفر الشيخ إبراهيم الابتدائية، حتى وصلت للصف الثالث الابتدائى، وقالوا لى إن لم تكتب سنفصلك، فكتبت بقدمى ثم حاولت بيدى، ولكن كانت هناك صعوبة كبيرة وخطى كان سيئًا للغاية، حتى ألهمنى الله وأمسكت القلم بفمى، وكتبت وخلال ٣ أشهر أصبح خطى جميلا، وكنت ضمن الفريق الذى يكتب لوحة الشرف بالمدرسة، وانتهت المرحلة الابتدائية، وتوجهت إلى المدرسة الإعدادية بالمدينة، فكان الجميع ينظر لى باستغراب شديد، فيئست وتوجهت إلى أبى أشكو له قال هذا طبيعى، فالقرية يعرفونك، أما المدينة فلا تعرفك، فيجب أن ينظروا لك ويتحدثوا عنك لأدبك وتفوقك، فأخذت هذا الكلام وانطلقت حتى أنهيت الجامعة.
وأضاف «رضا» انتهت الدراسة بتفوق وقال لى والدى إذا أردت أن تكمل الماجستير والدكتوراة، أنا مستعد، قلت له لا، سأعمل وأتوظف، فكان موضوع الإعلام ليس في عقلى، ولكن حبى الشديد للراديو، دفعنى للتوجه إلى العمل في الإعلام.
وصرح «رضا» بأنه ذهب إلى أستاذه الدكتور"حسين فتحي"عميد كلية الحقوق جامعة طنطا الآن، وأرسله بخطاب إلى صديقه الصحفى «عبدالوهاب مطاوع» صاحب بريد الأهرام، وكاتب القصص بجريدة الأهرام، ثم أرسل إلى صديقه "فهمى عمر» مدير الإذاعة وقتها، فسأله ماذا تريد أن تعمل؟ فقال له مذيع بإذاعة القرآن الكريم، قال لى كيف؟ فقال له لاتحكم عليا بمظهرى، جربنى، فرد عليه اذهب للتدريب فكان وقتها لا بد من حضور تدريبات لمدة ٣ شهور، فقابل الرائع "عطية السيد» الذى قال له أنا لا يهمنى إعاقتك بل يهمنى نتيجتك في نهاية التدريبات، وتدربت واجتزت التدريبات ونجحت، وكنت ضمن أفضل ٣ من ٣٨ متدربا، فقال لى الرائع «عطية السيد» أى مكان تريد أن تعمل به فقال له مذيع بإذاعة القرآن الكريم، ولكن كان لـ«فهمى عمر» رأى آخر، فأرسله إلى محطة راديو طنطا، وكان عمله في قسم المتابعة، يتابع الأخبار ويكتبها فقط، وضاع حلمه بين يد فهمى عمر، وكانت العقبة في أن المسئول لاينظر إلى إمكانياتك بل إلى إعاقتك، فذهب إلى «فهمى عمر» يتحدث إليه فقال لى هتعلمنى شغلى اطلع برا، وكان هذا آخر يوم له بالعمل وتم نقله، وتوجه بعد ذلك إلى رئيس الإذاعة الجديد، الذى اقتنع بى ومن يومها إذاعى بإذاعة القرآن الكريم، حتى وصلت إلى كبير مذيعى إذاعة القرآن الكريم، فعشتً مؤمنا بأن"الإنسان قادر بإنسانيته أن يعيش كما خلقه الله».
أشار «رضا» إلى مشكلاته أثناء الخطوبة، التى قبلت بالرفض، ولكن مع إصرارى وتقدمى في عملى، وأصبح الباب مفتوحا مرة أخرى بعد أن تم رفضى وحجتهم كيف سيعيش؟ وكيف سينجب؟ وإذا أنجب سيكون أولاده مثله، ولكن قدرة الله أن رزقنى بـ"عبدالرحمن» طالب بالصف الثالث الثانوى الأزهرى، وبنتى «أخنان» طالبة بالمرحلة الإعدادية، وأجسامهما طبيعية جدا لاتوجد بها أى إعاقة.
الرياضة في حياة رضا
وأوضح «رضا» أنه مارس لعب «كرة القدم» منذ الصغر وكان لاعبا موهوبا رغم إعاقته، وتعلم لعبة «البنج بونج» وكان يمسك المضرب بفمه، وأصبح من أفضل لاعبى هذه الرياضة، حتى تم ترشيحه وهو في الجامعة لخوض الأوليمبياد للمعاقين.