السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

قبل موسم رمضان 2021.. غزو الإعلانات.. طوفان منتظر وعرض مستمر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تجور على حقوق المشاهد والمحتوى الدرامي.. والدعاية للمأكولات واستغلال الأطفال تهدد الأسر المصرية

ماجدة موريس: استيلاء على وقتنا ومشاعرنا.. ومن يستطيع الدفع يستمتع ويتابع بدون فواصل

اتحاد النقابات الفنية: تطفيش للمشاهد.. ولم يعد هناك من يقدر قيمة القوة الناعمة

عمر عبدالعزيز: نعاني من احتكار الإنتاج.. ومهنة الفن أصبحت استهلاكية "بتجيب فلوس وبس"

 "إعلام النواب": على القنوات احترام المشاهد والمحتوى الدرامى والالتزام بالمدد



درية شرف الدين: الإنذارات والأوامر لن تجدى.. وانصراف المشاهد عن القنوات "أفضل عقاب"

 أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان الكريم، والذى يتميز بالماراثون الدرامى، والذي يصاحبه سيل إعلاني بشكل مبالغ فيه، ويجد المشاهد نفسه أمام طوفان إعلانات تفقده لذة متابعة العمل الدرامى بكل الطرق.

كثرة الإعلانات خلال شهر رمضان أصبحت ظاهرة متكررة كل عام، ولم تجد حلولا حتى الآن، فهى أزمة مزمنة، ليراهن البعض على المجلس الأعلى للإعلام، ولجنتي الإعلام والثقافة بمجلسى النواب والشيوخ، لإنقاذ المشاهد والأعمال الدرامية بسبب طول مدة الإعلانات في المسلسل الواحد، بعد تفاقم الأزمة في السنوات الأخيرة، ليكون المحتوى الإعلاني أكثر من محتوي البرنامج والعمل الدرامي نفسه.

والغريب أن المدة العالمية للإعلانات من المفترض أن تتراوح بين 5 و7 دقائق في ساعة البث، والكل يعلم ذلك، ولكن بكل أسف لا حياة لمن تنادى فلا يوجد التزام من القنوات الفضائية بها وأصبحت الإعلانات المتكررة التى تتخلل المسلسلات ظاهرة تستفز الجمهور.

 ومن هذا المنطلق، تطلق "البوابة" جرس إنذار من تفاقم تلك الظاهرة، من خلال السطور التالية، حيث تذكر وتطالب المسئولين عن المشهد الإعلامى بضرورة التصدى لها والالتزام بالمعايير والمدة العالمية، وعلى المجلس الأعلى للإعلام إنشاء لجنة لتقنين الأداء الإعلانى وتحديد مدة الإعلانات في كل عمل ومراعاة قواعد الإعلانات داخل المسلسلات فكثرة وطول فترة الإعلانات يخل بحقوق المشاهدين.



وفى البداية، قالت الناقدة ماجدة موريس إنها تلاحظ أن الإعلانات "طاغية" هذه الأيام في كل القنوات، حتى قبل أن يأتى شهر رمضان الكريم، خاصة إعلانات المأكولات التي تجذب الأطفال، وكأن هناك رغبة من المعلنين في أن ينتزع الأطفال من آبائهم وأمهاتهم الأموال لشراء البضائع المعلن عنها.

وأشارت إلى أن استخدام الأطفال أيضا في الإعلانات أصبح ظاهرة واضحة، وهذا لا يليق، وعلى المجلس القومي للطفولة والأمومة أن يحد من ذلك.

وتابعت "موريس": "وصل الأمر إلى أنه لا يوجد أي نوع من الاحترام ولا أى قواعد اجتماعية، وكنا ننتقد بشدة الإعلانات لكثرتها واستخدام الفنانين بشكل مبالغ فيه، والآن ننتقد كثرتها واستخدام الأطفال، فهم يجورون عليهم بما لا يفهمون، وبكل أسف لست متوقعة أن يكون موسم رمضان هذا العام للمشاهد طيبا".

وأوضحت: "مهما كانت المسلسلات قوية لن نستطيع متابعتها، لأن مدة الحلقة 30 دقيقة، وسنشاهدها خلال ساعتين، وهذا استيلاء على وقتنا ومشاعرنا وقدرتنا على المتابعة، ونوع من التغييب الذي يجعلنا لا نفهم مانراه، وللأسف سننسى ما نتابعه بعد نصف ساعة إعلانات، وسيهرب البعض إلى اليوتيوب الذى أصبح يتضمن إعلانات أيضا ليجبر المشاهد على الانضمام إلى المنصات، وهذه النتيجة الواضحة والحقيقية فمن يستطيع الدفع سيستمتع ويتابع بدون إعلانات، ومن لا يستطيع عليه أن يتحمل".

وتابعت ماجدة موريس: "للأسف الوضع بائس، فهناك رغبة فظيعة من المعلنين في أن تتحول الإعلانات إلى نوع من الدراما، يبدو أن المعلنين استعانوا بمخرجين شطار ليؤكدوا أنهم يقدمون إعلانًا، وأيضا يمتلكون القدرة على التمثيل وتقديم دراما تختلف عما نشاهدها في المسلسلات، وللأسف الإعلانات أصبحت سخيفة وضد القيم والأخلاق " لمجرد إنهم معاهم الفلوس".

 



احتكار الإنتاج         

بينما كشف المخرج عمر عبدالعزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية، "عن أن النقابات أصبحت بكل أسف عاجزة عن التصدى لإعلانات رمضان التى تشبه الطوفان وتخل بحقوق المشاهد والعمل الفنى مشيرا إلى أنه لا بد من الاعتراف بأن هناك احتكارًا في الإنتاج والإعلانات وكل شيء، وهذه حملة لدفع الجمهور والمشاهد للاشتراك في المنصات التى تخلو من الإعلانات، وأصبح ذلك شيئًا استفزازيًا حيث يتم عرض 7 دقائق عمل درامي و37 دقيقة إعلانات، وبالتالى لم يعد هناك بهذا الشكل شيء اسمه دراما أو فن، وبكل أسف انتهت مهنة الفن، وأصبحت هناك جزيرتان منفصلتان، فهناك من يعمل ويقدس المهنة ويلتزم بأخلاقها وقيمها ورسالتها النبيلة أمام جمهوره، وهذا النوع يحارب كثيرا من أجل الحفاظ على المحتوى الذى يقدمه".

وأضاف: "البعض الآخر يصر على السخف ويكرر كل عام من خلال تخلل الإعلانات بكثرة للعمل الدرامى ويرى ذلك نجاحا للمسلسل، وهو بذلك يجور على حق المشاهد والمحتوى نفسه ويلتزم الصمت، بالإضافة إلى عرض أعمال وإعلانات لا تليق بقيم وأخلاق مجتمعنا وبالشهر الفضيل وتقتحم بيوتنا جميعا، وكل ذلك مقدمات تشير بل تؤكد على أنه لم يعد هناك من يحب مهنة الفن وغيور عليها، وأصبح المعظم بعدم التصدى لظاهرة طوفان الإعلانات ينظرون إليها على أنها مهنة استهلاكية "بتجيب فلوس وبس"، ولم يعد هناك من يقدر قيمه القوة الناعمة، فزمان كان هناك احترام للعمل ومحتواه ولمواعيد الإعلانات والقطع، ولذلك فإن تلك الأعمال باقية وخالدة في الوجدان، أما ما نشاهده الآن من إعلانات أكثر ودراما أقل، فلا علاقة له بالفن فهم مصرون على "تطفيش المشاهد".

 



دراسات نفسية واجتماعية

ومن جانبها أكدت الدكتورة درية شرف الدين رئيس لجنة الإعلام بمجلس النواب على أن هناك خطة للإعلانات معروفة ومقننة عالميا تعتمد على دراسات نفسية واجتماعية، وتتضمن الحجم الذى من الممكن أن يتحمله المشاهد بالنسبة للإعلانات، وهذا معلن للجميع، ورغم ذلك هناك تكرار للشكاوي من كثرة الإعلانات، وأنها باتت تستفز الجمهور بكل فئاته، والمفترض أن تحافظ القنوات على تلك المقاييس المعروفة فهي ليست بحاجة إلى إصدار أوامر أو توجيهات.

وأشارت شرف الدين إلى أنه بالفعل لا يوجد التزام وأصبح البديل هو اللجوء إلى المنصات إذا كانت تعرض المادة المرغوب فيها ولا يجب اللجوء إليها فأنا ضدها وواجبنا تجاه الناس والشعب توعيتهم تجاه ذلك الأمر وعدم تشجيعه.

وأضافت: "ولكن ما نشاهده من غزو للإعلانات خلال القنوات في شهر رمضان أراه أنه يسبب خسارة للقناة، وليس مكسبا، فعندما يعلم المشاهد أن تلك القناة إعلاناتها تفوق الحد ينصرف عنها، فالالتزام بالمقاييس المحددة للإعلانات يحقق جاذبية للقناة أكثر من إعلاناتها، اما فكرة الإنذارات والأوامر لن تجدى وأفضل عقاب هو انصراف المشاهدين عن القنوات غير الملتزمة والقناة التي ستحترم المشاهد ووقته وتركيبته ستجذب جمهورا عريضًا".

وناشدت شرف الدين كل القنوات قبل بداية الماراثون الدرامى وشهر رمضان الكريم باحترام المشاهد والمحتوى الدرامى والالتزام بالمدد المعينة للإعلانات وفى حالة رغبتهم في انصراف الجمهور عن شاشاتهم فعليهم الإكثار من المواد الإعلانية مشيرة إلى أنها ستتابع خلال الشهر الفضيل تلك الظاهرة المتكررة كل عام، وستكون متفائلة بأن تلتزم القنوات الفضائية بالتقاليد الإعلامية والإعلانية التى يلتزم بها كل دول العالم والمتعارف عليها.