الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الدكتور جورج شاكر يكتب: الابتسامة وكذبة أبريل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الأول من أبريل في كل عام يحتفل البعض بعادة شائعة تُسمى "كذبة أبريل" والبعض في هذا اليوم يشعرون بسعادة بالغة بعمل مقالب تثير الضحك مع الأقرباء والأصدقاء بهدف الدعابة والإبتسامة والتسلية ليس إلا.
والحقيقة أن الإبتسامة هى لغة بديعة الجمال والعذوبة بغير حروف أو كلمات... والإبتسامة هى جواز السفر إلى القلوب فهى قادرة على غزو أقسى وأصلد القلوب... والإبتسامة تذيب الكثير من متاعب الحياة وآلام الزمان، وتوقظ السعادة من سباتها... ولا يوجد مسحوق للتجميل أكثر فاعلية وأثرًا أكثر من الإبتسامة... وقد قيل إذا لم تعرف كيف تبتسم فلا تفتح دكانًا للتجارة.
هذا ومن ناحية أخرى أنتهز هذه المناسبة للدعوة لنعيش جميعًا حياة الصدق لا الكذب…فهناك البعض لديهم فن المراوغة والمناورة في الحديث، وموهبة اللف والدوران كما يقال، وهناك مَنْ لديهم مهارة إمساك العصا من المنتصف، فنجد لكلامهم أكثر من معنى ومغزى، إذ عندهم براعة في تلوين الكلام باللون الرمادى، الواحد منهم يُظهر خلاف ما يُبطن، أو كما يقال لا تعرف من أين تُمسكه، وهناك مَنْ يتحدث دون أن يتوخى الدقة والصدق في كلامه، وهناك مَنْ هو خياله واسع يمكنك تخفيض كلامه أكثر من النصف، وهناك البعض مَنْ يكذب بصدق ومهارة تفوق الخيال... وهناك مَنْ يكذب بسهولة ويسر كما يتنفس... وهناك مَنْ له خبرة فائقة الجودة في قول الحق الذى يُراد به باطل... ولا شك أن كل هذه الأساليب أشكال وألوان من الكذب والرياء والنفاق تقود الشخص إلى فقدان الثقة فيه. لذلك يجب أن نتعلم ونتدرب كيف يكون كلامنا نعم نعم... لا لا.
وعلى صعيد آخر هناك مَنْ تجده يتشدق أنه يقول الصدق والحق في وجه أى إنسان دون أن يخشى لومة لائم، ويقول: أنه لا يخاف إلا من الله، ويتكلم قبل أن يفكر في كلماته، فيكون كلامه كالحجارة التى تصيب الآخرين بإصابات بالغة غير قابلة للشفاء، فالكلام يمكن أن يكون جارحًا ومحطمًا، كما يمكن أن يكون بلسمًا شافيًا... بكلمة تداوى إنسانًا يائسًا محبطًا، وبكلمة تبعث فيه الأمل والرجاء.
نحتاج أن ندرب أنفسنا أنه إذا لم نستطع أن نول الصدق والحق في وجه إنسان... خوفًا من ترهيب أو طمعًا في ترغيب، فعلى الأقل لا نصفق ولا نطبل له.
عبرة في عبارة:{ الصدق في أقوالنا... أقوى لنا، والغش في أفعالنا... أفعى لنا}.