الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الـ1.5 مليون فدان.. الطريق لـ«تأمين الغذاء».. يتضمن أراضي في 8 محافظات.. يشمل 3 مراحل.. يزيد من الحيز العمراني لاستيعاب الزيادة السكانية.. ونقيب الفلاحين: نقلة كبيرة للزراعة المصرية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد مشروع المليون ونصف فدان من أهم المشروعات التى تنوي الحكومة تطبيقها في الفترة المقبلة، حيث يندرج مشروع المليون ونصف فدان تحت بند أولى الخطوات الحاسمة نحو مستقبل "التنمية المستدامة" التى من خلالها ينشأ نموذج للريف المصرى الحديث.


نشأ المشروع في إطار معالجة المشكلات التي تصيب الرقعة الزراعية عن طريق العمل على زيادتها بنسبة 20% حيث  وُزِّعت الأراضى المخصصة للمشروع على مختلف أنحاء الجمهورية؛ لتقليل الفجوة الغذائية وزيادة مساحة الأرض المأهولة بالسكان من خلال تشييد مجتمعات سكنية مجهزة بأحدث التقنيات حول المناطق الزراعية.
يشكل مشروع المليون ونصف المليون فدان إضافة لمجال تنمية التجمعات العنقودية المعنى بتعبئة وصناعة الأغذية والمشروبات بجانب التنمية الزراعية التى تمثل عصب المشروع.
ويتميز المشروع أيضًا بأنه يهدف إلى خلق مجتمعات سكنية لإستقطاب المستثمرين الأجانب والعمالة المحلية كما يتم توفير خدمات تعليمية وطبية في محيط تلك المناطق.
يعد مشروع المليون ونصف فدان من المشاريع الرائدة في مجال التنمية الزراعية لتأمين الغذاء وإنشاء مجتمعات عمرانية وخلق فرص عمل لقطاع الشباب من خلال العمل على طرح أراض لهم وتقديم تسهيلات للمستثمرين.
ويمكننا الجزم بأن مشروع المليون ونصف مليون فدان هو جزء لا يتجزأ من منظومة الإصلاح الاقتصادى التى بدأت نتائجها تظهر مؤخرًا من خلال المشروعات التنموية الجديدة والشروع في الخروج من حيز الوادى الضيق؛ لإنشاء مجتمعات زراعية متقدمة تشمل الخطوط الإنتاجية والبيئة المهيئة بالمجال ولأن المشروع يعتبر من المشاريع الاقتصادية الضخمة؛ وجب التحدث عن تفاصيل وتوزيع أراضى المليون ونصف فدان لتشجيع المستثمرين من كل صوب وحدب على الاستثمار في مصر، انطلاقًا من هذه النقطة تحديدًا هيا بنا نلقى الضوء على آخر أخبار مشروع المليون ونصف فدان.


كما يقع مشروع المليون ونصف فدان ليشمل مساحات واسعة، متركزًا في الصعيد وسيناء والدلتا وجنوب الوادى، وقد وقع الاختيار على ثمان محافظات: أسوان والمنيا ومطروح والوادى الجديد وقنا والإسماعيلية والجيزة وجنوب سيناء؛ حيث تم اختيارهم بناء على قربهم من شبكة الطرق القومية والمناطق الحضارية وخطوط الاتصال بين المحافظات ولذلك لسرعة تشييد المناطق العمرانية وتوفير كل من البنية الأساسية والخدمات بتلك المناطق.
وينقسم المشروع إلى ٣ مراحل المرحلة الأولى تضم مناطق تروى بالمياه الجوفية بإجمالى مساحة ٥٠٠ ألف فدان الفرافرة القديمة (٣٠ ألف فدان) الفرافرة الجديدة (٢٠ ألف فدان) منطقة المغرة (١٣٥ ألف فدان) امتداد الداخلة (٢٠ ألف فدان).
بينما توجد مناطق تروى سطحيًا مثل قرية الآمل (٣.٥ آلاف فدان) توشكى (١٤٣ ألف فدان) منطقة غرب المراشدة (٢٥.٥ ألف فدان زائد ١٨ ألف فدان أخرى بنفس المنطقة ).
وأخيرًا يوجد بالمرحلة ٢٥ ألف فدان رى آبار و٨٠ ألف فدان تروى بالمياه الجوفية علاوة على وجود مساحات سيتم زراعتها بواسطة المحاصيل الإستراتيجية.
المرحلة الثانية تضم ٩ مناطق أيضًا بمساحة قدرها ٤٩٠ ألف فدان يتم ريها بالمياه الجوفية منطقة الفرافرة القديمة ( ١٢٠ ألف فدان ) منطقة الفرافرة الجديدة ( ٢٠ ألف فدان) الفرافرة الجديدة (٢٠ ألف فدان) منطقة غرب كوم امبو ( ٢٥ ألف فدان) المغرة ( ٣٥ ألف فدان ) غرب المنيا (١٤٠ ألف فدان ) شرق سيوة ( ٣٠ ألف فدان) جنوب شرق المنخفض ( ٩٠ ألف فدان).
المرحلة الثالثة وتشمل ٥ مناطق تروى بالمياه الجوفية، تمتد نحو مساحة ٥١٠ ألف فدان وتقسم كما يلى الفرافرة القديمة ( ٤٠ ألف فدان) منطقة الطور بجنوب سيناء (٢٠ ألف فدان) امتداد جنوب شرق المنخفض ( ٥٠ ألف فدان) غرب المنيا (٢٥٠ ألف فدان) منطقة غرب «٢» (١٥٠ ألف فدان).

نقلة كبيرة في الزراعة
وقال حسين عبد الرحمن ابو صدام نقيب الفلاحين، إن مشروع المليون ونصف فدان يعدن نقلة كبيرة في الزراعة المصرية بسبب كبر المساحة التى سيتم زراعتها مره واحدة لأول مرة في تاريخ مصر، موضحًا أن المشروع يعمل على زيادة مساحة الرقعة الزراعية إلى أكثر من ٩.٥ ملايين فدان بدلًا من ٨ ملايين فدان أى بنسبة تتخطي ال ٢٠٪ مؤكدًا أن ذلك سيصب في مصلحة الجميع سواءكان المواطن أو الفلاح أو الدولة.
وأضاف أبوصدام، لـ"البوابة نيوز، أن مشروع المليون ونصف فدان سيعمل بشكل كبير على إعادة هيكلة الريف المصرى ليعمل بصورة حديثة موضحًا أن السبب في ذلك أن هناكخطة وضعتها الدولة من قبل ليتم زراعة المليون ونصف فدان بطرق حديثة بخلاف الطرق التقليدية التى كنا نتعامل بها مع الزراعة في الوقت الماضى نواته مجموعة قرى نموذجية تعالج مشكلات الماضى.
وتابع أبو صدام، أن زراعة المليون ونصف فدان ستعمل على زيادة الحيز العمرانى لاستيعاب الزيادة السكانية التى تعد من أهم المشكلات التى تواجه الدولة بسبب ضيق الأماكن السكانية، موضحًا أن تلك المشروع ستستفيد منها في عدة مجالات وليس الزراعة فقط مثل إنشاء مجتمعات عمرانية متكاملة وعصرية تتناسب مع الوقت الذى نعيشه من غلاء معيشة وزيادة سكانية وخلافة.
وأوضح أبو صدام، أن فوائد استصلاح الأراضى الجديدة عديده، منها القضاء على مشكلات على مشكلات التصحر وتعزز التوازن البيئى جراء إضافة مساحات خضراء للرقعة الزراعية مما يزيد نسبة الأكسجين في الجو، ويخلق مجتمعات زراعية وعمرانية جديدة ويساهم في إنشاء مناطق صناعية تقوم على الإنتاج الزراعى مما يدعم الأمن الغذائى لكل المصريين ويوفر ملايين فرص العمل.
وأكمل أبو صدام، أن زراعة أرض بكر توفر أجود المنتجات الزراعية للسوق المحلية والصالحة للتصدير إلى كافة دول العالم، هذا بالإضافة إلى أن استصلاح المليون ونصف المليون فدان أحد المشاريع في خطة الرئيس عبدالفتاح السيسي في التوسع الزراعى وزراعة واستصلاح ٤ ملايين فدان لمواكبة الزيادة السكانية المستمرة وتلبية احتياجات المواطنين من المنتجات الزراعية فضلا عن أن هذا المشروع يدعم ميزانية الدولة بالعملة الصعبة جراء تصدير الفائض من المنتجات الزراعية ويساهم هذا المشروع في استقرار أسعار المنتجات الزراعية.
ولفت إلى أن المشروع يفتح افاقا جديدة للشباب المصرى من الزراعيين والمهتمين بالشأن الزراعى واستصلاح الأراضى الزراعية يعوض الأراضى الزراعية التى تفقد نتيجة البناء واستغلال الأراضى في المشاريع الأخرى، كما تعتبر الأرض الزراعية هي حصن الأمان لتوفير كل المنتجات الزراعية وعدم الحاجه إلى الدول الأخرى.


وفى نفس السياق قال الدكتور جمال صيام الخبير الزراعى، مما لا شك فيه أن مشروع المليون ونصف فدان لها أكثر من مليون ونصف فائدة بداية من الاستفادة القصوى من موارد مصر في المياه الجوفية التي تعد كنز مصر المفقود والذي تم إهماله بشكل كبر في الفترة الماضية، خاصة وأننا طالبنا مرارًا وتكرارًا بالاستفادة من موارد مصر الجوفية وزيادة الرقعة الزراعية خاصة وأن مصر تعد دولة زراعية في المقام الأول.
وأضاف "صيام"، لا بد وأن يكون هناك هدف واضح وصريح من أجل زراعة تلك المشروع وهو زراعة المحاصيل التى تساعد على سد الفجوة الغذائية والتى بسببها نستورد كميات لا حصر لها من المنتجات الزراعية لذلك لا بد وأن يكون هناك تركيز تام من قبل المشرفين على تلك المشروع بزراعة المحاصيل الإستراتيجية والحبوب الزراعية والتي نستورد منها كميات لا تقل عن ٥٠٪ من الخارج. وتابع صيام، لا بد وأن يكون هناك هدف رئيسى أيضًا زيادة صادرات مصر من المحاصيل الزراعية لتصل إلى ١٠ ملايين طن في السنة على الأقل إلى جانب التوسعة في الأسواق الخارجية في أوروبا والدول الأفريقية ويكون هناك سيستم ونظام جديد لتسويق المنتج المصرى في الخارج بشكل صحيح، وطالب صيام بوجود نظام مشترك بى مشروع المليون ونصف فدان وبين الإنتاج الحيوانى والثروة الحيوانية والصناعات الغذائية لتقليل فاتورة الواردات المصرية من الخارج.
وأشار صيام، إلى أن مشروع المليون ونصف فدان سيعمل بشكل كبير على خلق فرص عمل جديدة للشباب وتقليل نسب البطالة التي زادت بشكل مبالغ فيه في الفترة الاخيرة بسبب فيروس كورونا، موضحًا أن المشروع سيخلق ما يزيد على ٣٠ ألف فرصة عمل.

ومن جانبه قال الدكتور على عبد الرحمن، خبير الاقتصاد الزراعى، مستشار وزير التجارة والتموين الأسبق، ورئيس الاتحاد الدولى للاستثمار والتنمية والبيئة، قبل الحديث عن فوائد المليون ونصف المليون فدان لا بد من التنويه عن رسالة الرئيس السيسي منذ ٢٠١٨ عن زراعة المشروع، المشكلة ليست في الزراعة ولكنها تكمن في المياه وذلك لأن زراعة الزراعة تحتاج إلى مياه كثيرة لأنها ارض رملية فهى ليست كأراضى الدلتا، لا يوجد زراعة دون مياه بالإضافة إلى المجهود الكبير الذي سيبذل في استصلاحها أولا.
وتابع نحن نعيش على ١٠٪ من مساحة مصر وباقى المساحة صحراء، لافتا إلى أن قدرة الحكومة على الزراعة واستصلاح الأراضى هي بمثابة رسالة التنمية والتطوير في القطاع الزراعى ولكن حل المشكلة الأساسية "المياه" أمر هام، حصة مياه مصر ٥٥ مليار في السنه ولا تكفى، فكيف لنا زراعة أراض جديدة بعد قلتها لزيادة السكان التي ستصل إلى ٣٥ ويتم زراعة مليون ونصف فدان.
واردف أن ٥٥ مليار مكعب مياه لا يكفى ومصر تستورد ٥٠٪ من الغذاء من الخارج وبصفة خاصة القمح، تأتى هنا فوائد زراعة المشروع لسد عجز القمح وتقليل الاستيراد، مصر لديها اكتفاء ذاتى من الخضراوات والفاكهة، غير أن هناك محاصيل أخرى يتم استيرادها مثل الفول والعدس، مشروع المليون ونصف المليون فدان لا غبار على ذلك ولكن أين المياه؟.
وأوضح أن تكرار المشروع شىء جيد ولكن قبل التفكير في ذلك لا بد من توافر إمكانية الاستصلاح ووفرة مياه وزيادتها، مصر وصلت الآن إلى تحت العجز المائى العالمى مستوى الفرد الآن لا يتعدى ٢٥٠ ل٣٠٠ مليون متر مكعب في السنة، في حين أن المعدل العالمي ١٠٠٠ متر مكعب ذلك يعنى أننا نحتاج إلى ١٠٠ مليار لأن ال٥٥مليار مكعب حصة مصر منذ عام ١٩٥٩ كان تعداد مصر ٧ ملايين، اليوم تعداد السكان أكثر من ١٠٠ مليون مصر تحتاج إلى ٩٠ مليار مكعب مياه حتى نستطيع قول زراعة ما نريد من المنتجات وزيادة الرقعة الزراعية الخضراء واستصلاح أراض صحراوية، مصر تواجه مشكلة خطيرة وهى المياه بالإضافة إلى الآلات الزراعية.



التنمية المستدامة
وقال أحمد العباسى نائب نقيب فلاحي مصر، إن مشروع المليون ونصف فدان يندرج تحت بند أولى الخطوات الحاسمة نحو خطة ورؤية الدولة في تحقيق التنمية المستدامة والتى من خلالها ينشأ نموذج للريف المصرى الحديث.
وأعلن العباسى أن هذا المشروع يهدف لمعالجة المشكلات التى تصيب الرقعة الزراعية عن طريق العمل على زيادتها بنسبة مقبولة ومعقولة تتعدى العشرين بالمائة من خلال توزيع الأراضى المخصصة للمشروع على مختلف أنحاء الجمهورية.
بينما صرح خالد الكعكى الخبير الزراعى، قائلًا إن أهم أهداف المشروع تقليل الفجوة الغذائية وزيادة مساحة الأرض المأهولة بالسكان من خلال تشييد مجتمعات سكنية حديثة تتناسب مع رؤية الدولة في بناء الإنسان وتحسين معيشة المواطن.
وأكد الكعكي، أن أراضى هذا المشروع مجهزة بأحدث التقنيات حول المناطق الزراعية حيث يشكل مشروع المليون ونصف المليون فدان إضافة لمجال تنمية التجمعات العنقودية المعنى بتعبئة وصناعة الأغذية والمشروبات بجانب التنمية الزراعية التى تمثل عصب المشروع للمساهمة في تحقيق الأمن القومى الغذائى.

وقال الدكتور على عبدالرءوف الإدريسى خبير اقتصاد أستاذ الاقتصاد بمدينة الثقافة والعلوم، إن الفوائد الاقتصادية لمشروع المليون ونصف المليون فدان تتمثل في رفع نسبة مساهمة قطاع الزراعة في الناتج المحلي الإجمالى والقدرة على توفير فرص عمل وتقديم فرص استثمارية واعدة أمان القطاع الخاص، القدرة على تحقيق التنمية الكاملة والمستدامة على كافة البقاع الخاصة في الجمهورية، والوصول إلى مستويات أعلى من الاكتفاء الذاتى وتعظيم فرص التصدير للسلع الزراعية.
وتابع هناك بدائل أخرى لتعويض نقص المياه مثل معالجة مياه الصرف الصحي واستخدامها في الزراعة، وهو أسلوب بدأت الدولة في التحرك عليه لتعويض الجزء الخاص بنقض حصة من المياه وبالتالى هى أساليب متطورة وحديثة في عملية الزراعة حتى لا يكون هناك عجز أو مواجهة مشكلة في جزئية المياه.
وأكمل أن ما تم إنجازه من مشروع المليون ونصف المليون فدان هو بمثابة نجاح، هناك حوافز كثير وخطوات مرتبطة في تقديم الخدمات وتسهيلات في الإجراءات، الدولة تحركت على ملفات كثيرة كانت متواجدة وتذليل معوقات لكن جميع المعوقات لا تزال في يوم وليلة ولكن هناك ما تعمل الدول على تخطيها.
واردف أن المشروع سيوصلنا إلى مستويات أعلى من الاكتفاء الذاتى في بعض المحاصيل، سيقبل الفجوة ما بين الإنتاج وما يتم استيراده من بعض السلع وسلع أخرى يتم تصديرها.
وأعلن المستشار أشرف حليم مليك، المحلل السياسى والاستراتيجى بأن مشروع استصلاح المليون ونصف فدان هو من المشاريع الصاعدة المتقدمة لتحقيق التنمية المستدامة في الزراعة لتأمين الغذاء وإنشاء مجتمعات عمرانية وخلق فرص عمل لقطاع الشباب من خلال العمل على طرح أراض لهم وتقديم تسهيلات للمستثمرين.
وقال "مليك" إن هذا المشروع سيحقق نهضة اقتصادية قومية استثمارية ضخمة وسيؤمن الأمن القومى الغذائى.