الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

وصاية إيران على الحوثى تعرقل المبادرة السعودية فى اليمن.. الهجمات على محطة بترول جازان تعكس «استخفاف الإرهابيين» بالقوانين الدولية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يزال التعنت الحوثي في رفض المبادرة السعودية لوقف إطلاق النار في اليمن بهدف التوصل إلى حل سياسي يؤكد استمرار الوصاية الإيرانية على القرار السياسي والعسكري للميليشيا بما يحقق أجندتها التخريبية لنشر الفوضى وتقويض الأمن الإقليمي والدولي. وأكدت ميليشيات الحوثي رفضها للمبادرة في عملية عسكرية أطلقتها بعنوان "عملية يوم الصمود الوطني" استهدفت فيها بالطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية مناطق في العمق السعودي.
ومن أبرز ما استهدفته الهجمات محطة لتوزيع منتجات البترول في مدينة جازان جنوب السعودية أدى إلى نشوب حريق في أحد خزانات المحطة من دون أن يؤدي إلى إصابات في الأرواح.
وتأتي هذه العملية في الذكرى السادسة لإطلاق ما يُسمى بـ "عاصفة الحزم" وهي العملية العسكرية التي شنتها قوات التحالف العربي في عام ٢٠١٥ ضد الجماعة الحوثية. وتتزامن هذه العملية العسكرية مع جولة شرق أوسطية للمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركنج للضغط باتجاه قبول مبادرة وقف إطلاق النار التي أعلنتها السعودية قبل أيام، ومن المتوقع أن تشمل الجولة لقاءات مع الحوثيين أيضًا بحسب وزارة الخارجية الأمريكية. وجاءت هذه الهجمات لتؤكد الموقف الحوثي الرافض للمبادرة السعودية والذي أعلنه زعيمهم عبد الملك الحوثي في كلمة له مساء الخميس أعلن فيها رفضه "مقايضة الملف الإنساني كوصول المشتقات النفطية والمواد الغذائية والطبية باتفاقات عسكرية وسياسية" حسب تعبيره.


من جهتها أصدرت وزارة الدفاع السعودية بيانا أكدت فيه ان قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي والقوات الجوية الملكية السعودية تمكّنت من "اعتراض وتدمير ثماني طائرات بدون طيّار (مفخخة) أطلقتها الميليشيا الحوثية بطريقة ممنهجة ومتعمّدة لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين بالمملكة في انتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني وقواعده العرفية"، بحسب البيان.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع العميد الركن تركي المالكي أن الحوثيين أطلقوا ثلاثة صواريخ باليستية تجاه المملكة، حيث سقط أحدها بعد إطلاقه من صنعاء في محافظة الجوف، كما سقط صاروخان باليستيان في منطقتين حدوديتين غير مأهولتين معتبرًا ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والإنساني.
وأضاف أن هذه الهجمات جاءت لتؤكد رفض "الميليشيا الحوثية الإرهابية" للجهود السياسية كافة لإنهاء الأزمة اليمنية، لا سيما بعد إعلان مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة والوصول إلى حل سياسي شامل، كما تثبت، بحسب تعبيره، استمرار الوصاية الإيرانية على القرار السياسي والعسكري للميليشيا بما يحقق أجندتها التخريبية لنشر الفوضى وتقويض الأمن الإقليمي والدولي.
وفي هذا الإطار أكد العميد المالكي أن "وزارة الدفاع ستتخذ الإجراءات اللازمة والرادعة لحماية مقدراتها ومكتسباتها الوطنية بما يحفظ أمن الطاقة العالمي ووقف مثل هذه الاعتداءات لضمان استقرار إمدادات الطاقة وأمن الصادرات البترولية والتجارة العالمية وحماية المدنيين والأعيان المدنية"، معتبرًا أن هذه الهجمات لا تستهدف السعودية ومنشآتها فحسب وإنما تستهدف أيضا "عصب الاقتصاد العالمي وأمن الصادرات البترولية وحرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية".
وقوبلت هجمات الحوثي الأخيرة بالرفض على المستوى العربي والدولي، فقد اعتبر مجلس التعاون الخليجي أن الهجمات الحوثية على المملكة تعكس تحدي" الميليشيات الحوثية السافر للمجتمع الدولي".
ومن جهتها، اعتبرت الإمارات العربية أن الهجمات الحوثية تعكس "استخفاف الميليشيات الإرهابية" بجميع القوانين الدولية.
بينما دعت البحرين إلى ضرورة وقوف المجتمع الدولي في مواجهة "الاعتداءات الحوثية"على السعودية.
فيما أشادت منظمة التعاون الإسلامي بما وصفته بـ "يقظة واحترافية" قوات التحالف.
كما استنكرت كل من الأردن ومصر وجيبوتي والبرلمان العربي الهجمات الحوثية الأخيرة.
وبمجرد الإعلان عن المبادرة السعودية، بادرة ميليشيات الحوثي في التشكيك في النوايا السعودية، إذ غرد كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام عبر تويتر واصفا إياها بأنها "‏مبادرة موجهة للاستهلاك الإعلامي، غير جادة ولا جديد فيها".
وكانت المبادرة التي أعلنها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود قد نصنت على أنه، بمجرد موافقة الحكومة اليمنية والحوثيين عليها ستتولى الأمم المتحدة الإشراف على تنفيذ بنودها التالية:
وقف القتال على كل الجبهات عبر البلاد ومراقبته من قبل قوات تابعة للأمم المتحدة.
وإعادة فتح مطار صنعاء جزئيا والسماح باستيراد الوقود والمواد الغذائية عبر ميناء الحُديدة.
وضع آلية لاقتسام العائدات الجمركية للمطار والميناء بين الحكومة المدعومة من السعودية والحوثيين.وفتح حساب مصرفي مشترك لدفع رواتب الموظفين الحكوميين عبر البلاد.استئناف المفاوضات السياسية بين الطرفين.
لكن الحوثيين رفضوا المبادرة جملة وتفصيلا بدعوى أنها لا تلبي مطالبهم برفع كامل للحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة الخاضعيْن حاليا لسيطرتهم.
وقال المفاوض الحوثي محمد عبد السلام، في تصريحات صحفية، إن "فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة حق من حقوقنا الإنسانية، وبالتالي لا ينبغي أن يستخدم كأداة للضغط علينا".
والمبادرة السعودية التي جاءت بعد مرور شهرين على تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن مقاليد الحكم، تمثل اختبارا حقيقيا للإدارة الأمريكية التي رفعت الحوثيين من قائمة الإرهاب، وتكشف مدى قدرتها والمجتمع الدولي على الضغط على المليشيا للقبول بالمبادرة التي تحقق السلام في اليمن.
وتؤكد حسن النوايا لدى السعودية وتؤكد جديتها في التوصل لحل سياسي شامل للأزمة اليمنية يراعي الأبعاد الإنسانية والسياسية.
أيضا تأتي المبادرة في وقت يحقق فيه التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والحكومية الشرعية اليمنية انتصارات عسكرية نوعية في عدة جبهات، تأكيدا من التحالف أنه يطلق المبادرة من موقف قوة الحق، وسعيه الصادق لتحقيق السلام وحقن دماء جميع اليمنيين.
كما تحمل المبادرة رسالة سعودية للمجتمع الدولي تؤكد حرص المملكة العربية السعودية على أمن واستقرار اليمن والمنطقة وسعيها لتحقيق السلام، ورفع المعاناة الإنسانية للشعب اليمني، وذلك من خلال مبادرتها بالإعلان عن "وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة"، و" فتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية ".
ودعمت السعودية الحل السلمي للأزمة اليمنية في أكثر من محفل دولي، ابتداء من مشاورات جنيف والكويت وستوكهولم، لكن الميليشيا الحوثية كانت دائما ما تتربص بكل الاتفاقات وتغدر بها.