الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الجمهورية الجديدة.. بعيون خالد أبو سيف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يا الله على هذا البلد العريق!..البلد الذى يسرى الفن والإبداع في جذور أبنائه، وكأن الله خلق الفن من مصر، أو أن الفن خلق من أجلها، منة من الله لها، فصنعته للدنيا، لتظل مبدعة إلى يوم الدين..فكلما تجولت ورأيت أو صادفت أحد المبدعين المصريين، يملأنى الفخر والإعتزاز بهم، وبأن مصر هى الدنيا، وباقى الكون أفرع من جذورها، من يقرأ تاريخ بلدى المعشوق يدرك قيمته، وينحنى إحتراما له، ويعرف أن هذا الشعب الطيب الصبور محب للحياة في رحمها، لذلك يرضى في قربها بأقل القليل، وذلك ليس ضعفا أو يأسا، ولكن لشدة حبه لترابها، وقدرتها على إجتذابه والتى لا تجعله يرضى بغيرها بديلا، لأنه يرى جمالها ويتعبد بعشقها، ومؤمن بأنها البلد الآمنة المؤمنة والتى علمت وتعلم الدنيا الرقى والجمال، كما علمت العالم معنى الدين وعبادة الرحمن، ولهذا من أجلها وحبا لها أكتب هذا المقال، وهدفى هو تعريف القراء والمسئولين بأحد عمالقة الفن المصرى، والذى أشرف بمتابعته من فترة بسيطة ولكنها عميقة عمق جمال فنه وعطائه، وهو كعادة الفنانين العظام، لا يعرف أن يروج لنفسه أو يتملق وينافق من بأيديهم التعريف به وبفنه المبهر..هو أحد أبناء مخرج الروائع المصرى الأصيل صلاح أبو سيف(١٩١٥-١٩٩٦) والذى خلد اسمه بأفلام سينمائية نفخر بها ومنها: القاهرة ٣٠، الزوجة الثانية، شباب امرأة، لا أنام، الأسطى حسن، السقا مات، أنا حرة...وغيرها الكثير..فجميع أفلامه بلا إستثناء تزين تاريخ الرقى السينمائى، ورغم أنها تندرج تحت مصطلح أفلام واقعية إلا أن عيونه لا تلتقط إلا الجمال والرقى، فلا نجد ما يسىء للمجتمع بحجة أنها سلبيات واقعنا، صلاح ابو سيف هذا العملاق هو تربية أم مصرية عظيمة قوية، لأنه من طفولته يتيم الاب، واستطاعت تعليمه في زمن عز فيه التعليم، حتى حصل على شهادة تعليم من تجارة متوسطة، وعمل في مصنع نسيج لمدة ثلاث سنوات، كانت نواة ممارسته للفن، حيث قام بإخراج عروض مسرحية بفرقة الهواة بالمصنع، مما زاد تشوقه لدراسة الفن، فبدأ في دراسة كل أفرع السينما والفنون المتعلقة بها، كالموسيقى والمنطق وعلم النفس، بدأب وشغف وصبر، ولأنه صعيدى من أبناء بنى سويف، فداخله إصرار على تحقيق أحلامه، وبالعلم والمثابرة نقش اسمه في صحيفة الخالدين كمخرج، وأيضا ككاتب سيناريو لمعظم أفلامه بعمق ووعى ليس لهما مثيل، هذا الرجل ورث عينيه التى لا تلتقط إلا الجمال لأبنائه، وهنا أختص بالكتابة عن ابنه الفنان العالمى خالد ابو سيف(خريج كلية الفنون التطبيقية)، والذى عشق كاميرا الفوتوغرافيا وليس العمل السينمائي، ولكنه ساحر في لقطاته، يجذب العيون ويمس القلوب، ولا تجد أمام صوره إلا السجود لخالق الجمال الخالق العظيم شكرا له على جمال وإبداع خلقه ومخلوقاته، يتجول بالكاميرا في أرجاء مصر والوطن العربى، وقد تابعت بشغف ما رصدته عيونه في دولة الإمارات العربية الحبيبة، وصور الأماكن والمبانى محتضنة الإضاءات الجاذبة التى تبرز وربما تصنع الجمال، وجولاته في حدائقها وغاباتها المفتوحة وتصوير الطبيعة، ومراقبته للطيور والزواحف والحشرات وإلتقاط ما يعجز العقل عن تصوره، كذلك صور الحيوانات، وصور القرود التى ترى فيها كل جمال..ورغم حبى المفرط للإمارات وأهلها إلا أننى إستشعرت الغيرة على معشوقتى مصر التى تولد من جديد، والتى تحتاج ثوب الإبهار الذى ينسجه الرائع خالد أبو سيف في صوره، لقد أعلن الرئيس السيسي عن مولد الجمهورية الثانية، والتى ستشهد انتقال الحكومة إلى العاصمة الوليدة، والتى أنشئت بهدف إحياء قدرة المصريين على صنع الجمال، فقد بنينا بالسواعد المصرية الخالصة المخلصة، أكبر مسجد الفتاح العليم، وأكبر كاتدرائية والأبراج الشاهقة والمشروعات العملاقة، ولا يقتصر الأمر على العاصمة الإدارية ولكن هناك ما يماثلها في كل محافظات مصر، وأيضا في تحديث ونقل الحضارة للريف، كل هذا الجمال والذى يفوق الخيال يحتاج لعيون مبدع كبير وقدير في فن التصوير، يعرف كيفية صناعة الجمال وإبراز مفاتن الأماكن، يستغل جمال صنعه الخالق في الضوء واللون والزوايا، ولم أجد أكفء من خالد ابن ابو سيف، أتمنى أن يصل مقالى لمن بأيديهم الأمر، وأن يكلف من الرئاسة بجولات داخل المشاريع لنقل الجمال والإبداع لنا ولكل العالم..فمصر تستحق الإستفادة من قدرة أولادها وأن نظل مصدر إفتخار كأعظم أمة خلقها الله للرقى والارتقاء.