الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تجربة إبليس للمسيح على الجبل في الأربعين المقدسة.. الأحد الثانى من الصوم الكبير ينتهى باحتفال أقباط الأرثوذكسية.. القس يوساب عزت: نستلهم تجارب المسيح للانتصار على إبليس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر الأحد الثانى من الصوم الكبير هو أحد التجربة والذى ينتهى باحتفال أقباط الأرثوذكسية بعيد القيامة المجيد بحسب ما رتب آباء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وفيه يقرأ إنجيل التجربة على الجبل، لما صام السيد المسيح أربعين نهارًا وأربعين ليلة حسب المعتقد المسيحى.
قال القس يوساب عزت كاهن كنيسة الأنبا بيشوى بالمنيا الجديدة وأستاذ القانون الكنسى والكتاب المقدس بالكلية الإكليريكية والمعاهد الدينية: تعرض السيد المسيح لثلاث تجارب وهى تجارب كثيرا ما يكررها إبليس فى حياتنا ونريد من خلالها أن نفهم فكر إبليس لننتصر كما انتصر المسيح ومنها، تجربة الاحتياجات الجسدية فالسيد المسيح صام عن الطعام ولم يصم عن الشراب وإذ جاع أى صار فى أضعف حالاته البشرية ومن ثم تقدم إليه المجرب "الشيطان" وهذا ما يفعله أيضا المجرب معنا يحاربنا ونحن فى أضعف أحوالنا لذلك فلا بد أن نستخدم علاقتنا مع الله لإشباع أنفسنا، حتى ننتصر على التجارب كما انتصر المسيح.
تابع "يوساب" فى تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" إبليس يريد مننا أن تصبح علاقتنا تجارية مع الله وليست علاقة محبة ولاحظ هذه العلاقة بين يعقوب أبو الأسباط والرب العلاقة التجارية التى يريد إبليس أن تقوم بين الإنسان والله وقال يعقوب فى صلاته: (إنْ كَانَ اللهُ مَعِى وَحَفِظَنِى فِى هَذَا الطَّرِيقِ الَّذِى أنَا سَائِرٌ فِيهِ وَأعْطَانِى خُبْزا لِاكُلَ وَثِيَابا لألْبِسَ وَرَجَعْتُ بِسَلامٍ الَى بَيْتِ ابِى يَكُونُ الرَّبُّ لِى الَها) تك28: 20-21 ولاحظ الجموع التى تبعت يسوع بعد أن أكلت وشبعت، قال لها المسيح: (الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: أَنْتُمْ تَطْلُبُونَنِى لَيْسَ لأَنَّكُمْ رَأَيْتُمْ آيَاتٍ بَلْ لأَنَّكُمْ أَكَلْتُمْ مِنَ الْخُبْزِ فَشَبِعْتُمْ). يو6: 26.
وأضاف هناك تجربة أخرى للمسيح وهى تجربة الكبرياء وكانت هذه التجربة فخا – إن نجح المسيح يسقط فى فخ الشهرة والمجد الباطل وإن فشل سيسقط سقوط آخر يثبت أنه ليس ابن الله، فالحصول على المجد بدون ألم هو كذبة من اختراع إبليس وكانت إجابة السيد المسيح للشيطان (لاتجرب الرب الهك) وبذلك نجح المسيح فى التجربة الثانية وهناك تجربة أخرى وهى تجربة الممتلكات والسلطة، فقد أراه الشيطان ممتلكات العالم بمظاهرها الخادعة من سلطة وعظَمة وممتلكات ونفوذ ولكن ماذا رأى السيد المسيح لقد رأى ما أخفاه إبليس عن عيون الناس رأى الفساد والنجاسة والزنى والمؤامرات فى قلب هذه الممتلكات وفى قلب هذه المظاهر الخادعة فرفض أن يكون ملكًا على هذا العالم، فتجربة الشيطان تعنى تنازُل تخسر وتربح الكثير وترددت فى هذه التجربة الكثير من المعانى والطلبات من الشيطان مثل تغاضى عن هذا الموضوع وسأجعلك غنيا!، ساعدنى مرة واحدة فى هذا الأمر غير القانونى وسأعطيك مركزا مرموقا!، ولكن لأن المسيح صام عنا ومن أجلنا، ولم يفعل شيئًا إلا لحسابنا فبكل تأكيد أن ما خرج به المسيح منتصرًا على كل تجارب العدو كان لحسابنا بل أعطاه المسيح لنا وأجزل لنا العطاء وصام وحارب وانتصر لحسابنا ومن أجلنا.
واختتم "إنجيل العشية بحسب ما كتبه القديس مرقس البشير قد اختزل تجربة المسيح وأوردها فى آية واحدة "أن الروح أخرجه إلى البرية ليجرب من إبليس أربعين يومًا وكان مع الوحوش وكانت الملائكة تخدمه وإذ أحجم مارمرقس عن أن يدخلنا إلى تفاصيل التجارب وطبيعتها وهو يكتب بالروح القدس فهذا معناه أن الأمر يفوق حدود العقل والإدراك البشرى، فالعدو رئيس هذا العالم هو روح الظلمة الكذاب وأبو الكذاب المعاند والمقاوم لله، شرس غاية الشراسة وقد كان من البدء قتالًا للناس فبأى كيفية حارب القدير السيد المسيح فهذه أمور تعلو إدراكنا وتتجاوز معرفتنا الضعيفة.