الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الكاردينال بارولين: الأمن المتكامل يتطلب تحويل أدوات الحقد إلى سلام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


تعزيز الأمن المتكامل بواسطة السلام ونبذُ منطق انتشار الأسلحة. شكّل هذان المبدآن محور مداخلة ألقاها أمينُ سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين خلال مشاركته في ندوة عبر الإنترنت، نظمتها الدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة، بالتعاون مع اللجنة الفاتيكانية كوفيد 19.
ما هي العلاقة بين نزع السلاح وجائحة كوفيد؟ انطلاقاً من هذا التساؤل ركز الكاردينال بارولين مداخلته على مفهوم الأمن المتكامل، مخاطباً المشاركين في الندوة حول موضوع "تقدّم نزع السلاح المتكامل في زمن الجائحة"، وتطرق إلى نوع الأمن الذي نريده اليوم، وإلى الوسائل الناجعة والكفيلة في تحقيق هذا الهدف المنشود. أكد بارولين أن الجائحة جعلتنا ندرك أن لا أحد ينجو بمفرده، وهو مفهومٌ شدد عليه البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة، أيضا خلال زيارته الرسولية إلى العراق وبالتحديد من سهل أور، حيث تحدث عن تجربة الابتعاد عن الآخرين، لافتا إلى أن هذا الانعزال لا ينقذنا. وذكّر المسؤول الفاتيكاني بأن سباق التسلح لا ينقذ الإنسان، ولا بناء الجدران، أو عبادة المال أو الاستهلاكية، موضحاً أن البابا ناشد أيضا المسؤولين عن الأمم كي تحل مكانَ انتشار الأسلحة عمليةُ توزيع المواد الغذائية على الجميع.
بعدها أكد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان أن تعزيز الأمن المتكامل يتطلب تحويل أدوات الحقد إلى أدواتِ سلام، ما يعني نبذ الانتشار المتنامي للأسلحة والقبول بتعزيز الخير العام والتخفيف من وطأة الفقر. وسلط نيافته الضوء في مداخلته على العديد من الأزمات الإنسانية التي يشهدها العالم، مشدداً على ضرورة أن يكون التعامل معها جماعياً وقال "من خلال العمل معاً فقط يمكننا التوصل إلى حلول جديدة قادرةٍ على التجاوب مع التحديات المطروحة أمامنا، والتي هي مترابطة فيما بينها".
وذكّر الكاردينال بارولين في هذا السياق بالنداء الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غيتيريس لسنة خلت، عندما دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار على الصعيد العالمي، وبدعوة البابا فرنسيس – بعد أيام قليلة على هذا النداء – إلى ضرورة تعزيز الروابط الأخوية بيننا كأعضاء في العائلة البشرية الواحدة. وذكّر بأن الصراع لا يُحل بواسطة الحرب، فلا بد أن نتخطى المواجهات والخلافات من خلال الحوار والبحث البنّاء عن السلام. وأشار إلى أهمية العمل معاً استناداً إلى الاحترام المتبادل والحوار والثقة والأمن، موضحا أن "قوة القانون" لا يمكن أن تُستبدل بـ"قانون القوة" لأن التهديد بالدمار المتبادل وبالإبادة التامة لهو مقاربة قصيرة النظر تجاه المشاكل الأمنية الوطنية والدولية.
تابع المسؤول الفاتيكاني مداخلته مسطراً أهمية أن يرتكز الأمن إلى التضامن والعدالة والتنمية البشرية المتكاملة واحترام حقوق الإنسان الأساسية، والاعتناء بالخليقة، مروراً بالمنافسة على التعاون. وقال إن عملية نزع السلاح بالكامل يمكن أن تقدم إسهاماً قيماً في عملية التحول هذه. من هنا ضرورة حظر أسلحة الدمار الشامل، والقضاء على الاتجار غير المشروع بالأسلحة الصغيرة والخفيفة، وحظر العبوات المتفجرة التي تترتب عليها نتائج وخيمة على الصعيد الإنساني، كالألغام المضادة للأشخاص والقنابل العنقودية، مع إيلاء اهتمام خاص بالوسائل الحديثة للحروب كالذكاء الاصطناعي والأمن المعلوماتي.
في ختام مداخلته أمام المشاركين في الندوة عبر الإنترنت تطرق أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى ضرورة الالتزام في عملية التربية على السلام ونزع السلاح، بدون غض الطرف عن الجهود الهادفة إلى تعزيز ثقافة الحياة والسلام والرعاية. وقال إن الجائحة تُظهر مدى خطورة المسيرة التي تقود إلى الأنانية القومية والفردية مشددا على أهمية عدم إضاعة الفرصة بغية تعزيز مقاربتنا للأمن المتكامل.