الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

في عيدهن.. «وبقيت أنا أم البطل».. أمهات الشهداء وزوجاتهم مثال التضحية والفداء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جسدت أمهات الشهداء الأبطال من قوات الجيش والشرطة أبلغ درس في الوطنية والانتماء والتضحية عندما قدمن فلذات أكبادهن فداء للوطن، معتبرات أن انتصار الحق وضمان استقرار مصر يكتب بحروف من دماء الشهداء الأبطال الذين سيظلون دائمًا في القلوب وفي ذاكرة الأجيال. بمزيج من الدموع تحدثت أمهات أبطال مصر وشهدائها من ضباط الشرطة البواسل الذين قدموا أرواحهم فداء لوطنهم، وعبرن بمناسبة الاحتفال بعيد الام عن شعورهن بالفخر والكرامة بحمل لقب أم الشهيد، وأكدن أن مشاعر الحزن على فراق فلذات أكبادهن، يخففها إيمانهن بالله وعلمهن علم اليقين أن أبنائهن أحياء عند ربهم يرزقون في جنات النعيم.



وأجمعت أمهات الأبطال على أن أرواح أبنائهن الشهداء ستظل حاضرة دائما في قلوب ووجدان الشعب المصري والعربي، وان احتفال الدولة وتخصيصها هذا اليوم للاحتفال بهم انما يعنى مساندة أسر الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تراب مصر الغالي.



تقول السيدة ماجدة سلامة، والدة الشهيد النقيب محمود أبو المجد حلمي: "الشهيد أصغر أولادى وهو نجلى الثالث، ولدى ابنة وابن اخر ضابط، و"محمود" كان طفلا مختلفا وسيما ورياضيا ومتفوقا".
وتكمل: "التحق صغيرى بكلية الشرطة عام ٢٠٠٨ من شدة حبه للضباط، وليكون مثل أخيه الذى كان طالبا بالفرقة الرابعة في الكلية نفسها، وكان من المتفوقين دراسيا وكانوا يشهدون له بحسن الخلق والاحترام والرجولة والجدعنة، وتخرج ابنى عام ٢٠١٢ والتحق بقطاع الأمن المركزي وكان عمره وقتذاك ٢١ عاما تزوج في سن الـ٢٢ وأنجب نجله في ٢٢-١-٢٠١٥، واستشهد في ٢١-١-٢٠١٦ أى قبل عيد ميلاد ابنه الأول بيوم، وكان عمره وقتذاك ٢٤ عاما، و"محمود" لم يُكمل ٣ سنوات ونصف السنة في خدمة جهاز الشرطة".
واضافت والدة الشهيد البطل: قبل استشهاده بسنة وبالتحديد في ٢٥ من يناير عام ٢٠١٥ ذهب مع مجموعة من الضباط لتأمين البدرشين وفور نزوله من المدرعة أطلق الإرهابيون عليه النار فأصيب بطلقة نارية في جنبه الأيمن نفذت من ظهره من جانب العمود الفقرى بما لا يقل عن ثلاثة ملليمترات ولكن الله كتب له عمرا جديدا.
وتابعت: "كان يخفى عنى المأموريات التى فيها خطورة عليه، وأتذكر يوم إصابته اتصل بى وقال لي: أنا في مكان آمن والدنيا هادئة في البدرشين بعد فترة وجيزة وجدته يتصل بى ويحاول أن يتماسك ولكن قلبى كان يحس بصوته قال لى فأصبت بخرطوش في رجلى حاجة بسيطة اتصلت بشقيقه الأكبر ففوجئت به يقول لى أخى أصيب بطلقة في بطنه وأنا في طريقى إلى"..
تستطرد الأم حديثها قائلة: "في النهاية أقول للرئيس السيسي: ربنا بعتك لنا أنت أعظم إنسان في الدنيا أنقذتنا وأنقذت مصر، ابنى مش خسارة يا ريس في مصر ومش خسارة فيها أى حد يضحي".


قالت السيدة عايدة، والدة الشهيد المقدم محمد جمال: "ابنى بطل استشهد يوم ١٨/٤/٢٠١٨ في ميدان لبنان بالمهندسين بجوار سكنه، ومحمد كان ضابطً بمرور الجيزة ومجتهدًا يعشق عمله يحب زملاءه مجاملًا لأقصى الحدود، وقبل استشهاده بنصف الساعة اتصل بي، وكنت عند أخته وطلب منى أن انسق عيد ميلاد ابنته، وبعدها اتصلت بى إحدى جاراتى بالعمارة وقالت لى محمد أصيب وهو في المستشفى، وقتها شعرت بخوف ورهبة، وقلت لأخته افتحى التليفزيون أخوك استشهد، وبالفعل وجدت صورته وخبر استشهاده على الشاشة ذهبت إليه في المستشفى، وشاهدته مثل القمر ووجهه منير من عمله الطيب وأخلاقه العالية، وفى الصباح حضرت مراسم الجنازة والصلاة عليه في المسجد وكانت جنازة عسكرية مهيبة، وأفضل شيء أسعدنى عندما رأيت حب الناس لابنى وحزنهم الشديد عليه وحزن زملائه الذين كانوا يبكون بحرقة على فراقه.
واضافت السيدة عايدة: "حبيبى استشهد أمام مقر عمله، فمكتبه له شباك على الشارع وأثناء دخوله إلى مكتبه لكى يتوضأ ويصلي، جاءته سيدة وطلبت منه أن يدلها على عنوان، وفى الوقت نفسه وضعوا له قنبلة على الشباك، وأمام السيدة من الجهة الأخرى كان هناك شاب يقف خلف ابنى على الرصيف المقابل، وفى لحظة فجروا القنبلة التى أصابته في رأسه، ومنهم لله، لأنى لم يكن لدى غيره وربنا سوف ينتقم منهم، وربنا حرم القتل والإرهاب والخراب وهم مارسوا جميع الموبقات التى رأيناها وآذوا بها أولادنا".
وتواصل: "الحمد لله أنا سعيدة بشهادته، لكن حزينة على فراقه، وحصلت على وسام تكريم من الرئيس، لأنى أم شهيد ربنا اصطفاه وأعطانا الفخر، وأنا راضية لكن فراقه أتعبنى وضيّع صحتى وعمري".
وتختتم: عيد الأم هو يوم جميل ولكن يؤلمنى مثلما يؤلم أمهات جميع الشهداء، محمد وحشنى وعزائى أنه في الجنة ونعيمها، وكان دائما يقول لي: نفسى أكون شهيد، وهو متزوج ولديه بنت، وكان يقول لى أنتي ستربين بنتى فأقول له أنت اللى هتشيلنى وتودينى إلى مثواى الأخير، ويصر ويقول لا يا أمى أنت هتودينى الأول أنا عارف بقول إيه".


السيدة منار زوجة الشهيد البطل أحمد منسي «السيسي عوض أولادى غياب والدهم»

تقول السيدة منار، زوجة الشهيد البطل أحمد منسي: "وقت استشهاد العقيد أحمد منسي كان ابناؤها في اعمار صغيرة، فكان حمزة ٩ سنوات وعلياء ٤ سنوات وعلي سنتين، ولم يستوعبوا معنى الاستشهاد وقتها، فقط حمزة كان على علم بفقد والده وكانت علياء دائمة السؤال عنه ونقول لها ان بابا عند ربنا وتستعجب عند زيارتنا له في المقابر وقول ازاي فوق عند ربنا وانتم بتشاوروا عليه هنا تحت الأرض فلم يستطع عقلها استيعاب فكرة الموت الآن فهموا كل شيء ".
وتابعت: "منذ استشهاد البطل أحمد منسى وانا أقدم لاولادي كل الأدوار لاعوضهم عن غياب ابيهم حتى يشعرون لحظة انهم ايتام، وارفض تماما مشاركتهم احتفالات يوم اليتيم لان حياتهم لم ينقصها شيء بل يجدون دعما كبيرا من كل أجهزة الدولة وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، فهو بمثابة اب لكل اسرة فقدت السند ودائم التواصل معنا ويوصي بتلبية احتياجاتنا ويكفينا فخرا انهم ابناء شهيد وبطل ضحى بنفسه فداء للوطن كما ان المؤسسة العسكرية متواجدة معنا في كل المناسبات والاحتفالات وهناك تقليد متبع اول يوم في الدراسة نجد زملاء الشهيد يشاركون ابناء الشهداء ويحضرون معهم الطابور لتقديم الدعم النفسي والمعنوي كأبناء ابطال يفخر بهم المجتمع".

والدة الشهيد العقيد تامر العشماوى «أولادنا ضحوا بحياتهم عشان مصر»

قالت الحاجة عفاف محمد، والدة الشهيد العقيد تامر العشماوى: "كلمنى قبل استشهاده بـ٤ ساعات وقال لي: ادعيلى يا ماما، ولم أشعر بأى شيء غريب أثناء محادثته الأخيرة معي، وكان يحب الخدمة في سيناء والعريش لعشقه أرض الفيروز، ودائما ما كان يشعر بأن استشهاده على أرضه".
وتكمل: "تامر الأخ الكبير، وله شقيق ضابط بالشرطة ذهب إلى العريش عام ٢٠١٤ وكان من الضباط المخلصين، وكان مخلصًا وقويا ومتفانيا في عمله واستشهد في يناير ٢٠١٦ كان يحب أن يحرس الكمائن وقال القدر كلمته بعدما استبدل خدمته مع زميله واستشهد في ميدان العتلاوى قسم ثالث لقسم العريش بسيناء".
واضافت ام البطل: "تخرج في كلية الشرطة وعمل بالمرور نحو ١١ عاما ثم في أسيوط وبعدها في القاهرة ظل عامين في النقل والمواصلات وبعدها جاءته مأمورية شمال سيناء والعريش فاقترحت عليه التأجيل بحجة أننى سيدة مسنة وهو العائل الوحيد لى وأحتاج إلى الرعاية قالى مش هقدر ياست الكل ده واجبى ومقدرش أهرب منه ومكث لمدة عامين وفى أول يناير ٢٠١٦ استشهد ابني".
وبصوت يملؤه الحزن والشجن تقول السيدة عفاف والدة الشهيد تامر: "لم أحزن بالعكس فأنا فخورة بنجلى وبلده فخور به خصوصا أن الله اصطفاه لحسن خلقه أطلب من كل أم شهيد أن تحتسب نجلها شهيدا وتصبر ونأمل أن نكون معهم في الفردوس الأعلى ويكونوا شفعاء لنا".
اختتمت السيدة عفاف حديثها بتوجيه كلمة شكر للرئيس السيسي، وقالت: " هو إنسان نقل مصر نقلة كبيرة وحقق لها مكانة في العالم وأعطانا كأسر شهداء مكانتنا ربنا يحافظ عليه ويبارك فيه ويرفع شأنه وشأننا، أولادنا ضحوا بأنفسهم وأرواحهم لنشعر بالأمان الذى نشعر به الآن".

زوجة الشهيد عمرو وهيب «كان حلم حياته يستشهد»

تقول دعاء زوجة الشهيد عمرو وهيب، شهيد الصاعقة في سيناء: "لدى ٣ ابناء وفي وقت الاستشهاد كانت ملك ٥ سنوات وجودي سنتين وياسين ٨ اشهر، وتحملت مرارة الفقد مع مسئولية تربيتهم، فلم يخطر في بالي لحظة أني سأستكمل مسيرة الحياة بدونه".
وتكمل: كان الشهيد عمرو وهيب مثالا للزوج الصالح متعاون دائما في كل نواحي الحياة يحمل عنها في كثير من الاحيان اعباء المنزل ويعتمد عليه في تربية الابناء.
وتواصل أنها بعد الاستشهاد تشعر انها تحمل جبل على ظهرها خاصة في تربية الاولاد وأكثر مايزيد الامر صعوبة سؤالهم الدائم عن والدهم واحتياجهم الشديد له، وتتذكر ان ابنها ياسين دائما يعبر له عن حلمه في رجوع والده مرة اخرى وامنيته في سماع صوته خاصة انه كان في عمر الثامنية اشهر وقت الاستشهاد مما يجعلها تبحت له عن مقاطع فيديو أو تسجيلات صوتيه لتعوضه عن فقد ابيه
وتتذكر عندما انجبت ابنها ياسين كان يقول دائما ياسين هيكون مكاني وهيبقى سندك في الدنيا فلم اعلم وقتها سبب حديثه الذي يؤكد ان الرحيل قد اقترب.
وتختم: عندما بدأ الاولاد السؤال عنه شرحت لهم بما يتناسب مع صغر سنهم بطولة وشجاعة والدهم وانه كان يحارب اعداء الوطن في سيناء ولان ربنا يحبه اختاره ان يكون في الجنه وبعد فترة تنتهي حياتنا في الدنيا لنلتقى به في الجنه، وبعد فترة اصبحوا يتسابقون في الأعمال الخيرية والطاعات ليلتقوا به في الجنة لديهم فخر شديد ويتباهوا امام الأطفال الاخرين بوجود والدهم في الجنة وعن دعم الدولة لاسر الشهداء اكدت ان هذا الدعم يزيدنا فخرا واعتزازا ببطولة الشهيد واصبح ابنائي يحكوا لأصحابهم في المدرسة اننا نذهب للتكريم من اجل بطولة والدهم وتضحياته لولا هذا الدعم لم يستطيعوا التماسك امام فقدان الاب.

والدة الشهيد الرائد مصطفى يسرى عميرة

قالت السيدة وفاء السيد، والدة الشهيد الرائد مصطفى يسرى عميرة: وقت الإصابة ابنى كان ملازم أول، ولأنه ظل ثلاث سنوات في غيبوبة، فقد ترقى زملاؤه وحصلوا على رتبة نقيب وقت إصابته، فاستشهد وكان برتبة نقيب وحصل على الرتبة الأعلى الشرفية رائد".
وتواصل: "مصطفى ابنى الأكبر، ووقت الإصابة كان عنده ٢٤ سنة، وكان خاطبا قبل الإصابة بيوم وكان على وشك الزواج، وقال عنه زملاؤه إنه لم يكن من أهل الأرض، وسبحان الله كان يكتب عن نفسه أنا مشروع شهيد، وكان حلم حياته أن يصبح ضابطا ويموت شهيدا، ورغم حصوله في الثانوية العامة على مجموع ٩٨٪ والتحاقه بكلية الهندسة، ولكنه أصر على أن يلتحق بكلية الشرطة ليصبح شهيدًا، لدرجة بقيت أقول يابنى متوجعش قلبى عليك، ويوم فض اعتصام رابعة، أول شهيد هناك كان صديقه محمد جودة وقتذاك كتب على فيس بوك كان نفسى أموت شهيد وهى أيضا آخر كلمة كتبها قبل ما يدخل في الغيبوبة بعدما أصيب".
واختتمت ام البطل الشهيد: "مصطفى واحشنى، ولم يعوضني عنه أحد في الدنيا، وابنى كان أطيب وأحسن وأحن خلق الله، وأقوله يا بنى نلت ما تتمناه، ولن أزكيك على الله، أنت طول عمرك تضحى بنفسك لكى ترضينا وضحيت بدمك وشبابك عشان بلدك، وكنت سعيدة بإطلاق اسمه على مدرسة الشهيد مصطفى يسري، وصدق ابنى عندما قال إن السيرة أطول من العمر".