الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

جواد كوك: عزلة أنقرة دوليًّا سبب السعي للمصالحة مع القاهرة.. «أردوغان» يرفع الراية البيضاء ويتبرأ من «الإخوان» ويعلن فشله على كل المستويات

المعارض التركى جواد
المعارض التركى جواد غوك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تغير كبير في سياسات النظام التركى، برئاسة رجب طيب أردوغان، تجاه مصر، حيث تحولت الدفة فجأة من العداء الشديد لمصر وشعبها، إلى حالة من التودد وطلب المصالحة وعودة العلاقات والتعاون في كل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية. الرئيس التركى رجب طيب أردوغان خرج بتصريحات على غير عادته عن مصر، حيث قال هناك اتصالات استخباراتية ودبلوماسية وعلى صعد أخرى مع الجانب المصرى.. نريد أن تستمر هذه الاتصالات على مستوى، وإذا وصلت إلى نتائج إيجابية سنقوم بتقويتها ورفع مستواها».
من هذا المنطلق التقت «البوابة نيوز»، المعارض التركى جواد كوك، مستشار مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية بإسطنبول، في هذا الحوار لكشف المزيد من الحقائق والأسباب حول المساعى التركية في المصالحة.إلى نص الحوار..

■ ما أسباب مساعى تركيا لعودة العلاقات الدبلوماسية مع مصر مع أن البعض يرى الأمر مناورة سياسية؟
- هذه ليست مناورات سياسية، خاصة بعدما أصبح النظام التركى منعزلًا وحيدًا غريبًا طريدًا في منطقة شرق المتوسط، والشرق الأوسط، فلا علاقات جيدة مع سوريا ولبنان أو مصر أو اليونان أو دول الخليج العربى، فالوضع أصبح متأزما في العلاقات الخارجية التركية، ولهذه الأسباب سعت الحكومة التركية عن البحث عن حجة لعودة العلاقات المصرية التركية، فوجدت هذه الحجة في احترام مصر للتنقيب في المياه الإقليمية لها، وبدأ من هنا الترحيب بعودة العلاقات بين البلدين، والآن الأمر أمل لا بد من تحقيقه لوقف الخسائر الاقتصادية والسياسية التى تلاحق إسطنبول، خاصة للمكانة الكبيرة لمصر تلك الدولة الكبرى في المنطقة، وتأثير ذلك على مجريات الأحداث في ليبيا وسوريا، فمن هنا رأى النظام التركى التراجع عن أخطائه تجاه الإدارة المصرية، والشعب المصرى الأصيل.
الضغوط الخليجية والمقاطعة الاقتصادية سببت خسائر اقتصادية ضخمة، وأردوغان يخاطب ود السعوديين الآن.
■ لكن مصر لم تتحرش نهائيا بالمياه الإقليمية لأى دولة سواء تركيا أو غيرها؟
- الأمر كله حجة لعودة العلاقات مع مصر، فالقاهرة تحترم الحدود ولها سياسات محترمة مع كل جيرانها، وهدفها في الأساس تحقيق السلام في المنطقة، وأعتقد أن تركيا تأخرت كثيرا في خطوة التصالح مع القاهرة، وستعمل على إثبات حسن النوايا خلال الأيام المقبلة، بعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، وهذا سيعتبر تغييرا في السياسة الخارجية كاملا لحكومة العدالة والتنمية.
■ ما أسباب تأخر الحكومة التركية.. هل كانوا سيستخدمون ليبيا للى ذراع الإدارة المصرية حال فشل المساعى السياسية التى قادتها مصر؟
- ليس فقط قضية ليبيا، فالفشل كان حليفهم في كل الملفات في شرق المتوسط وسوريا، ولم يصلوا إلى نتيجة كما كانوا يخططون، والآن يريدون صفحة جديدة مع القاهرة، إدارة أردوغان من البداية غلبت المصالح الأيديولوجية على مصالح دولة تركيا، فوقفت في جانب الإخوان ضد مصالح الشعب المصرى، واختياراته، لدرجة وصلت بالرئيس التركى رجب طيب أردوغان يقول للمواطنين أثناء إجراء الانتخابات البلدية في إسطنبول: (هل ستنتخبون مرشح العدالة والتنمية، أم مرشح عبدالفتاح السيسي)، وكل هذه مواقف سلبية، والآن يعترفون أنهم ارتكبوا أخطاء، وصل الأمر حد الندم، على تخريب العلاقات مع مصر، بزعم سوء الفهم، فالآن المصالح الأهم وأجبرتهم على التصالح، على كل المستويات.

■ ما دلالة حديث وزير الدفاع التركى عن المصالحة مع مصر؟ هل للجيش التركى تأثير في ذلك؟
- الجيش التركى له تأثير فيما يحدث الآن، فالعسكريون لهم وجهة نظر أن الأخطاء السياسية لا تحل عسكريا، بل لا بد من إصلاحها سياسيا، لأن الخسارة السياسية بالتأكيد تتبعها خسارة عسكرية، وذلك رغم قوة الجيش التركى، إلا أنهم يبحثون عن مصالح بلادهم ويريدون تحقيقها بحكمة، ولذلك خرجت كل التصريحات من المسئولين الأتراك تطالب بضرورة عودة العلاقات مع مصر.
■ ما خطوات إثبات حسن النوايا التى ستفعلها تركيا؟
- فعلا البداية لا توجد شروط، لكن هناك معلومات مسربة، من مصادر قريبة من الإدارة التركية، تؤكد نية النظام التركى تسليم بعض العناصر المصرية الموجودة في تركيا خاصة الإعلاميين إلى بلد ثالث.
■ إلى هذا الحد باع أردوغان الأبواق الإخوانية؟
- نعم خاصة بعد فشل الإخوان الذريع في كل المستويات، بجانب النجاحات الكبيرة التى يحققها النظام المصرى الحالى، وأيضا وفاة محمد مرسى، صارت الأمور سهلة الآن.
■ هل ستغلق القنوات الإخوانية؟ وهل تخلى النظام التركى عن طموحاته؟
- نعم سيتم إغلاقها، وتركيا ستتخذ خطوات عملية إذا قدمت مصر شروطا، فالآن أردوغان نفسه يعلم أن مصالح تركيا ليست في العداء مع مصر. طموحات أردوغان فشلت، وأرى أنه تعلم الدرس جيدا، وهو الآن من يريد أن يقوم بالمصالحة مع مصر، وأيضا القاهرة يمكن أن تقوم بدور كبير خلال الفترة المقبلة حال نجاح المصالحة، في فتح الطريق في التصالح مع دول الخليج وعلى رأسها الإمارات والسعودية.
■ هل خسر النظام التركى كل ما كان يطمح في تحقيقه؟
- نعم.. ففى سوريا الجميع فاز إلا أردوغان، وفشل فشلا ذريعا في مزاعمه حول الأكراد، وأصبحوا فعلا الآن يمثلون خطرا كبيرا.
أما بالنسبة لليبيا، فهناك نتائج محدودة حول الأهداف، لكن في كل الأحوال مصر هى الأقرب إلى ليبيا، ومصالهحم واحدة، وهناك مصالحة ليبية- ليبية، وبالتالى القاهرة قامت بدور كبير فيها.
وأيضا بخصوص، التنقيب عن الغاز والصراع مع اليونان وقبرص، خرج خالى الوفاض، ومصر واليونان وقبرص حققوا مكاسب كبيرة من تحالفهم، وهذا جعل النظام التركى في موقف حرج جدا، في الداخل وأيضا أمام المجتمع الدولى.


■ هل تعتقد للإدارة الأمريكية الجديدة دور في تغير السياسة التركية؟
- هذه حقيقة، موقف بايدن من تركيا كان شديدا جدا، منذ تصريحاته في جولاته الانتخابية، ولهذا أثر بشكل سريع تجاه تصرفات أردوغان، رغم أن جميع الأتراك يدركون النتائج السلبية لسياسته الخارجية.
تصنيف أمريكا لبعض الفصائل الإخوانية بأنها إرهابية، وضع النظام التركى وأردوغان في موقف حرج للغاية، وهذا ما حذرت منه المعارضة التركية كثيرا دون سماع من أردوغان ونظامه، إلا أن الموقف الدولى أصبح في غاية الخطورة على مصالح تركيا، وهذا سبب أصيل في تراجعه عن دعم الإخوان.