بعد نحو ثلاثة أشهر فقط من بدء حملة التطعيم غير المسبوقة ضد فيروس كورونا المستجد «كوفيدــ19»، تم تجاوز 100 مليون جرعة لقاح فى الولايات المتحدة، فيما أوصت وكالة الأدوية الأوروبية بإضافة الحساسية الشديدة إلى الآثار الجانبية المحتملة للقاح أسترازينيكا الذى يتعرض حاليا لانتكاسات فى دول عدة.
ورخصت منظمة الصحة العالمية لقاح جونسون آند جونسون المضاد لفيروس كورونا، بعدما تم ترخيصه فى الولايات المتحدة التى استخدمته إضافة إلى لقاحى موديرنا وفايزر/بيونتيك لحقن أكثر من مائة مليون جرعة، أى حوالى 30% من مجموع الجرعات المعطاة فى العالم.
وتخطت الولايات المتحدة عتبة الرمزية فى نصف المدة المتوقعة. وتجرى الولايات المتحدة التى تعد حوالى 330 مليون نسمة، حملة تلقيح ضخمة توزع خلالها حاليا حوالى 2,2 مليون جرعة يوميا.
وتلقى 20% من الشعب الأمريكى تقريبا جرعة واحدة على الأقل، بحسب المراكز الأمريكية للوقاية من الأمراض ومكافحتها، وسمحت واشنطن، أمس، لطلاب الطب وطب الأسنان والطب البيطرى والمتقاعدين فى هذه المجالات، بإعطاء اللقاحات.
وبعد منح منظمة الصحة ضوءها الأخضر للقاح جونسون آند جونسون، بات يمكن توزيعه ضمن آلية «كوفاكس» الأممية لضمان توزيع اللقاحات على الدول الفقيرة. وإضافة إلى كونه يعطى بجرعة واحدة، يمكن حفظه فى ثلاجة عادية.
وسبق أن سمحت منظمة الصحة باستخدام لقاح فايزر/بايونتيك وكذلك نسختين من لقاح أسترازينيكا/أوكسفورد الذى يتعرض حاليا لانتكاسات فى دول عدة. إلا أن منظمة الصحة طمأنت معتبرةً أنه لا يوجد سبب للتوقف عن استخدام لقاح أسترازينيكا مؤكدة أن «منافعه لا تزال تتفوق على المخاطر».
وكانت كل من الدنمارك والنرويج وايسلندا وبلغاريا قد علقت استخدام لقاح استرازينيكا بشكل احترازى على خلفية مخاوف مرتبطة بالإصابة بجلطات دموية، فيما أخّرت تايلاند إطلاق حملتها التى كانت مقررة أمس.
وفى مطلع الأسبوع، توقفت النمسا عن إعطاء دفعة من هذا اللقاح بعد وفاة ممرضة تبلغ 49 عاما إثر إصابتها «باضطرابات خطيرة مرتبطة بتجلط الدمّ»، بعد أيام من تلقيها اللقاح.
فى أعقاب ذلك، توقفت إستونيا ولاتفيا وليتوانيا ولوكسمبورج عن استخدام هذه الدفعة من اللقاح التى تتضمن مليون جرعة. وعلقت إيطاليا استخدام دفعة أخرى من اللقاح.
وأكد المختبر الانجليزى السويدى المطور للقاح أنه ليس هناك «أى دليل على خطر متفاقم» لتجلط دموى يسببه اللقاح.
من جهتها، أوضحت وكالة الأدوية الأوروبية، أن خطر الإصابة بجلطة دموية ليس مرتفعا لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح معتبرةً أنه يمكن مواصلة استخدامه، إلا أن أوصت بإضافة الحساسية الشديدة إلى الآثار الجانبية المحتملة للقاح أسترازينيكا.
وأعلنت نيجيريا، الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان فى إفريقيا والتى بدأت حملة التطعيم مطلع مارس باستخدام لقاح أسترازينيكا، أنها لا تنوى تعليق حملتها.
وأعطت البرازيل، حيث الوضع مقلق جدا بحسب مدير منظمة الصحة العالمية، موافقتها لاستخدام لقاح أسترازينيكا. وتجاوزت البرازيل الأسبوع الماضى عدد وفيات قياسى جديد خلال 24 ساعة جراء كوفيدــ19 (2286).
وقالت فرنسا حيث تجاوز عدد الوفيات الناجمة عن المرض 90 ألفا، إنه «ليس هناك ما يدعو لتعليق» الحقن فى الوقت الحالى.
وتبدى السلطات الصحية فى دول عدة مخاوف حيال وصول موجة ثانية من الوباء كما فى ألمانيا واليونان وخصوصا فى إيطاليا التى ستفرض من جديد إغلاقا على جزء كبير من سكانها اعتبارا من غد الاثنين.
وقال رئيس الوزراء الإيطالى ماريو دراجى الذى تبنّت حكومته تدابير مقيدة جديدة تمتد من 15 مارس وحتى 6 إبريل، «بعد أكثر من عام على بدء الأزمة الصحية، نجد أنفسنا للأسف مقابل موجة جديدة من العدوى».
وسينبغى على المناطق المصنفة حمراء (أكثر من 250 إصابة جديدة أسبوعيا)، إغلاق المدارس والحانات والمطاعم كما ستكون التنقلات فيها محدودة. وستُصنّف شبه الجزيرة كلها «حمراء» خلال عطلة عيد الفصح فى 3 و4 و5 إبريل.
وسجلت إيطاليا التى تجاوزت هذا الأسبوع عتبة مائة ألف وفاة جراء الفيروس، ارتفاعا حادا فى عدد الإصابات والوفيات المرتبطة بشكل كبير بالنسخة المتحورة البريطانية.
وبعد أن أطلقت إيطاليا حملتها للتطعيم بزخم فى أواخر ديسمبر، تباطأت منذ ذلك الوقت عمليات تسليم اللقاحات كثيرا ولم يتلق سوى 1,8 مليون شخص من أصل 60 مليون نسمة، الجرعتين.
وفى برلين، قال وزير الصحة الألمانى ينس سبان إن الجرعات الأولى من لقاح جونسون آند جونسون ستُسلم «على أقرب تقدير» اعتبارا من منتصف إبريل.
وبحسب قاعدة بيانات وكالة الصحافة الفرنسية، تلقى 7,2% من سكان الاتحاد الأوروبى جرعة على الأقل و3,2% منها جرعتان.
وستمدد المفوضية الأوروبية القلقة حيال «نقاط ساخنة عدة»، حتى نهاية يونيو آليتها لضبط تصدير اللقاحات التى تُطبّق منذ أواخر يناير.
وتعهد قادة الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند بإنتاج مليار جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا فى الهند بحلول نهاية العام 2022.
ويتحسن الوضع أيضا فى إسرائيل، الدولة الأكثر تقدما من ناحية التلقيح مع تلقى 59% من شعبها جرعة واحدة على الأقل. وأعلنت السلطات الإسرائيلية تخفيف القيود على الحدود البرية مع الأردن ومصر الغلقة منذ أواخر يناير الماضى.
وتلقت الجابون هبة تتضمن مائة ألف جرعة من اللقاح الذى طوّرته شركة «سينوفارم» الصينية.
يشار إلى أنه تم إعطاء ما لا يقل عن 336,31 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لكورونا فى العالم، فيما تسبب كوفيدــ19 الذى صنفته منظمة الصحة منذ عام وباء عالميا، بوفاة أكثر من 2,6 مليون شخص فى العالم.
