تقلدت عدة مناصب منها رئيس القناة الأولى ومستشار ونائب رئيس التليفزيون وكانت تحب الناس وارتبطت ببرنامجى على الطريق وسلوكيات، حيث اهتمت بقضاياهم ومشكلاتهم.
إنها الإعلامية الكبيرة ملك إسماعيل التى رحلت عن عالمنا مساء أمس الجمعة عقب إصابتها بفيروس كورونا وترصد البوابة أبرز المحطات في حياتها.
ملك اسماعيل واحدة من الرعيل الأول في التليفزيون المصرى وإعلامية كبيرة تركت بصمة واضحة خلال مشوارها الإعلامى على مدى أكثر من 30 عامًا وكانت من أوائل المذيعات اللاتى نزلن بكاميرات التليفزيون إلى الشارع لرصد القضايا الاجتماعية بجرأة، مما سببت لها العديد من المشكلات في وقت كان يفتقد فيه التليفزيون أدنى مساحات الحرية وقبل رحيلها بأيام استجاب الرئيس عبد الفتاح السيسي لاستغاثة نجلها أثناء مداخلته الهاتفية مع الإعلامى أحمد موسى ووجه الرئيس بنقلها إلى مستشفى "كوبري القبة" بعدما أصيبت بفيروس كورونا منذ يوم 7 فبراير الماضي، حيث كانت تعانى من مضاعفات إثر إصابتها بالفيروس ولا تستطيع إزالة الأكسجين أكثر من ثلث ساعة ولا تستطيع التحرك ونائمة بشكل مستمر في السرير حتى وافتها المنية.
ملك اسماعيل من مواليد 26 مارس عام 1936 وعينت بالتليفزيون كمذيعة قبل تخرجها في كلية الآداب قسم صحافة بعدة أشهر بمبلغ عشرة جنيهات وعقب تخرجها تم تعينها بمبلغ ١٩ جنيها.
عملت كمذيعة ربط وبرامج وتقلدت عدة مناصب منها رئيس القناة الأولى، ومستشار ونائب رئيس التليفزيون.
يُنسب لها أنها كانت من أوائل المذيعات اللاتى نزلن بكاميرات التليفزيون إلى الشارع لرصد القضايا الاجتماعية بجرأة
قدمت برامج مع الناس بالشارع بدأتها ببرنامج دائرة الضوء وفرصة العمر وانتهت ببرنامج سلوكيات وعلى الطريق وعانت من التهديدات لدفاعها عن المظلومين إلى حد حرق سيارتها وتهديدها بالقتل وانتهت بإجبارها على ترك التليفزيون.
تزوجت من مهندس زراعى ولها ولد وبنت.
عملت في التليفزيون المصري أكثر من 30 عامًا وترى أنها ليست راضية عن مشوارها الإداري عندما تولت رئاسة القناة الأولى، كونها لم تستطع تنفيذ خططها بسبب قِصر الفترة التي تولت فيها.
وقد كشفت ملك اسماعيل أنها تعتز ببرنامجها "على الطريق وسلوكيات" حيث ساهما في أن تعرف مصر على حقيقتها بحواريها وشوارعها وسلبياتها وإيجابياتها واقتربت بهما من الناس الذين اكتسبت حبهم بعد أن نقلت همومهم ومشكلاتهم عن قرب وهو ما سبب لها مشكلات عديدة، بسبب الجرأة في تناول الموضوعات، التى طرحها البرنامجان، ولا يزال البعض ممن يقابلونها في الشارع يستقبلونها بترحاب ويحرصون على مصافحتها، ويؤكدون لها أنهم يتذكرونها جيدًا بفضل هذين البرنامجين.
دخلت ملك اسماعيل التليفزيون من بوابة الصحافة ودرست في قسم الصحافة بكلية الآداب، جامعة القاهرة، وتدربت على العمل الصحفى بجريدة "المساء" ثم عملت فيها مقابل مكافآت رمزية، ثم كتبت بابًا صغيرًا بعنوان "يوميات شعب" قدمت خلاله نماذج من الأحياء المصرية الأصيلة، والمهن الشعبية والحرف النادرة، التى أوشكت على الاندثار وبعد افتتاح التليفزيون المصرى بسنوات، تقدمت بطلب للتدريب بالتليفزيون، واجتازت الاختبارات بنجاح حتى اختبار الظهور على الهواء مباشرة، لتقديم فقرات الربط المطولة بين البرامج وكان عبدالقادر حاتم وزير الإعلام آنذاك يحرص على متابعة الوجوه الجديدة من خلال هذه الفقرة ثم يتخذ قراره بشأن كل متدرب وبعد عدة أيام تلقت اتصالا من مسؤولى التليفزيون يخبرونها فيه بالحضور لتسلم العمل وظلت لفترة تجمع بين العمل في الصحافة والتليفزيون، إلى أن بدأ تكليفها ببرامج خاصة فوجدت أن التليفزيون يحتاج إلى تفرغ كامل وتركت الصحافة، وكان برنامجا "لقاء كل يوم" و"دائرة الضوء" شهادة ميلاد الإعلامية ملك إسماعيل وساهما في تعريف الجمهور بها
تتلمذت ملك اسماعيل على يد العديد من عمالقة الإعلام المصرى الراحلين منهم المذيعة القديرة الراحلة أمانى ناشد، التى كانت تدربها بإخلاص وتفانٍ، وتصطحبها معها خلال تسجيل برامجها، ومنها "سهرة مع فنان" و"كاميرا 9"الذى كان يقدم فقرات ثقافية وفنية متنوعة، كما تدين بالفضل لكل من: سعد لبيب وكمال الجويلى وعباس أحمد وصلاح زكى وهمت مصطفى الذين تعلمت منهم أن تكون صادقة فيما تقدمه للمشاهد وعدم مقاطعة الضيف والبعد عن الإثارة.
تعتز ملك اسماعيل برحلتها إلى الكويت في أواخر الستينيات لمرافقة كوكب الشرق أم كلثوم، خلال الحفل الذى قدمته هناك من أجل جمع التبرعات لصالح المجهود الحربى بعد نكسة يونيو1967، ولا تنسى الحفاوة والاستقبال التاريخى، الذى استقبل به الشعب الكويتى أم كلثوم والوفد المرافق لها، وذكرت أنه قبل وخلال الحفل أحضر الجمهور ومنهم بعض الأمراء، زجاجات عطر ضخمة لماركات عالمية ورشوها على المسرح والحضور، كما أشعلوا البخور احتفاء بقدوم سيدة الغناء العربى، وقد أجريت ملك اسماعيل خلال الزيارة تسجيلا نادرًا مع أم كلثوم والجمهور الكويتى والجالية المصرية هناك وأذيع على القناة الأولى بعد عودتها إلى مصر.
ظهرت الإعلامية ملك اسماعيل في فيلم نفوس حائرة بطولة النجم أحمد مظهر وشاركت بالعمل كمذيعة تليفزيون والفيلم تناول ثلاث حكايات منفصلة، اﻷولى عن هارب من الشرطة يركب أوتوبيس ويتخفى بين ركابه، والثانية عن قاطع طريق يعترض طريق طبيب ثم يجد أن ابنته مريضة، والثالثة عن فتاة تدعي المرض النفسي كي توقع طبيب نفسي في حبائلها من ﺇﺧﺮاﺝ وتأليف أحمد مظهر
تم تكريمها هى وعدد من الإعلاميات والنجوم والشخصيات العامة بالمركز الكاثوليكي للسينما في احتفالية ضمن فعاليات مهرجان " يوم العطاء" وذلك داخل قاعة الآباء الفرنسيسكان وكان من بين المكرمين من نجوم الفن، الفنانة الكبيرة لبنى عبد العزيز والفنان سمير صبري والفنان حسن كامي.
