الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

هل يحسم التقارب المصري السوداني قضية سد النهضة؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة والخرطوم تقاربا شديدا خلال الآونة الأخيرة مما بعث برسائل واضحة إلى العالم أجمع وليس الجانب الإثيوبي فقط أن الطرفين يقفان يدا واحدة في مواجهة أي خطر خارجي ولاسيما فيا يتعلق بقضية المياه.
وأخر تلك الرسائل ذات المدلول القوي تلك التي بعث بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني عبدالفتاح البرهان، خلال لقائهما السبت في الخرطوم.
وأكدت تصريحات السيسي والبرهان خلال اللقاء تقاربَ البلدين فيما يخلص ملف السد، وثوابتهما الراسخة إزاء الأزمة، ومن بينها رفض سياسة "الأمر الواقع" والإجراءات الأحادية المتخذة من قبل الجانب الإثيوبي.
وجدد الجانب المصري تأكيده على دعم مقترح السودان لإشراك رباعية دولية من الاتحادين الأفريقي والأوربي إلى جانب الأمم المتحدة والولايات المتحدة، من أجل التوسط في ملف السد.
وأكد الرئيس السيسي، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقب لقاءه مع البرهان، على أن "العلاقات الثنائية مع السودان شهدت تطورًا كبيرًا مؤخرًا"، لافتًا إلى أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين الأمن القومي للبلدين. وشدد على أن بلاده "ستظل داعمة للسودان لتحقيق التنمية".
وعبر اللقاء بين السيسي والبرهان عن حجم التنسيق والتقارب بين البلدين في ملف السد. إذ شهد التوافق على أن المرحلة الدقيقة الحالية التي يمر بها ملف سد النهضة تتطلب أعلى درجات التنسيق بين مصر والسودان بوصفهما دولتي المصب اللتين ستتأثران بشكل مباشر بهذا السد.
وشدد الجانبان على رفض أي إجراءات أحادية تهدف لفرض الأمر الواقع والاستئثار بموارد النيل الأزرق، ومن ثم تعزيز الجهود الثنائية والإقليمية والدولية للتوصل لاتفاق شامل ومتكامل حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة يكون ملزمًا قانونيًا ويحقق مصالح الدول الثلاث، ويحد من أضرار وآثار سد النهضة على مصر والسودان، خاصةً من خلال دعم المقترح السوداني لتشكيل رباعية دولية تشمل رئاسة الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للتوسط في هذا الملف، طبقًا لبيان صادر عن رئاسة الجمهورية في مصر، السبت.
وأكد رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، خلال لقائه مع السيسي السبت بالخرطوم، على ما تتسم به العلاقات المصرية السودانية من تميز وخصوصية ووحدة المصير، معربًا في الوقت نفسه عن تقديره لمواقف مصر الداعمة للسودان في كافة المجالات، لمواجهة تداعيات الأزمات المختلفة.
وكانت العلاقات المصرية السودانية قد شهدت زخما كبيرا في الفترة الأخيرة وزيارات متبادلة بين مسئولي البلدين على أعلى المستويات، أبرزها زيارة وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، قبل أيام إلى القاهرة، وزيارة رئيس الأركان بالقوات المسلحة المصرية الفريق محمد فريد حجازي، إلى السودان، على رأس وفد رفيع المستوى من قادة القوات المسلحة، للمشاركة في الاجتماع السابع للجنة العسكرية المشتركة المصرية السودانية، وإبرام اتفاقية عسكرية بين البلدين.
ويري محللون أن التقارب الأخير بين الجانبين المصري والسوداني سينعكس بما لا يدع مجالا للشك تجاه أزمة سد النهضة وسيعمل على الضغط على الجانب الإثيوبي.
ومن جانبه، أكد السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، على العلاقات الوثيقة بين مصر والسودان خاصة بتشكيل المجلس الانتقالى الجديد للسودان وهو ما يُعد فرصة سانحة للعلاقات المصرية والسودانية، موضحا أن القارة الأفريقية في حاجة لرؤية إستراتيجية مصرية وسودانية.
وأضاف حجازي، في تصريحات صحفية، أن دولة السودان تتعرض في الوقت الحالي لاعتداءات حدودية من إثيوبيا، وهناك حشود أريترية على المناطق الشرقية للسودان وهو الأمر الذى يستدعى إسناد سياسى ودبلوماسى، نظرا لوجود ارتباط أزلى بين دولتى مصر والسودان، موضحًا أن الزيارات المتبادلة تشمل إدراك للظروف المحيطة بالمنطقة ولاسيما النزاع الحالي حول قضية "سد النهضة".
وتابع حجازي أن العلاقات المصرية السودانية مؤهلة خلال المرحلة القادمة لطفرة يقودها التفاهم والتعاون بين القيادتين بالبلدين في إطار حرص مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي على مساعدة السودان في العبور من المرحلة الانتقالية وتحقيق أهداف ثورتها المجيدة، كما أنها تمثل مقدمة لإطلاق علاقات وطيدة وإستراتيجية كبرى تترجم أواصر العلاقات التاريخية الممتدة بين الشعبين.