الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

زيارة الرئيس السيسي إلى السودان في عيون الصحافة العالمية.. "تاريخية ومهمة واخترقت كافة الملفات" .. وتشكل ضغطًا دبلوماسيًا على إثيوبيا حول أزمة سد النهضة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حظيت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السودان، باهتمام واسع من كبرى الصحف العربية وعالمية، لا سيما أنها جاءت بالتزامن مع تطورات مهمة وملفات ساخنة، لعل أبرزها هو أزمة سد النهضة التي تصدرت مباحثات الجانبين؛ فضلا عن بحث ما تشهده الحدود السودانية الإثيوبية من تطورات بالآونة الأخيرة.



وتمتعت زيارة الرئيس السيسي إلى الخرطوم بأهمية خاصة، إذ إنها تعد الأولى منذ الإطاحة بنظام الرئيس السوداني عمر البشير.
وتناول الجانبان العلاقات العسكرية والأمنية والاقتصادية وقضية سد النهضة والأمن في البحر الاحمر وتطورات الأوضاع على الحدود السودانية، وتم خلالها التأكيد على رفض البلدين للأمر الواقع في قضية سد النهضة.
ووصفت وكالة الأنباء الفرنسية الزيارة بالتاريخية، مشيرة إلى أن السيسي أكد ضرورة العودة إلى المفاوضات بين الدول الثلاث "بوساطة رباعية تضم الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وفقا للمقترح الذي قدمه السودان ووافقت عليه مصر".
وسلطت شبكة سكاي نيوز عربية الضوء على دلالات التوقيت لزيارة السيسي إلى السودان، مشيرة إلى أنها تحمل رسالة لإثيوبيا.
وقال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، سفير مصر الأسبق بالسودان محمد الشاذلي، إن "الزيارة جاءت في توقيت مهم جداً، نرى فيه التعنت الإثيوبي والإصرار على القرارات الأحادية بالنسبة لسد النهضة والبدء في ملء الخزان دون تنسيق مع مصر والسودان، ويضاف إلى ذلك الانتهاك الفج للأراضي السودانية بواسطة القوات الإثيوبية والهجمات المتكررة على السودان، وبالتالي فمن ضمن أهداف هذه الزيارة أن نعطي رسالة واضحة لإثيوبيا بأن مصر تقف إلى جانب السودان"، وفقا لسكاي نيوز.
ولفت إلى أن الزيارة سبقتها عدة لقاءات مهمة، من بينها اجتماع اللجنة العسكرية المصرية السودانية المشتركة، وكذا زيارة وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي إلى القاهرة، وجميعها رسائل مصرية سودانية مهمة في هذه المرحلة.
من جهتها، تناولت شبكة العين الإخبارية، زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للسودان واصفة إياها بأنها اخترقت ملفات شائكة، رغم قصر مدتها.
وأكد مراقبون سودانيون بأن الزيارة التي حظيت بإشادة وترحاب القيادة السودانية لها مكاسب واضحة للعيان، خاصة فيما يتعلق بملف سد النهضة الإثيوبي الأكثر إثارة لاهتمام الخرطوم والقاهرة، مما جعله يتصدر المباحثات المشتركة بقوة.
ويرى خبراء سودانيون أن أهم ما حققته زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للخرطوم، أنها أظهرت مستوى التنسيق العالي بين البلدين، وتطابق الرؤى حول ملف سد النهضة.
ولم تتوقف المكاسب عند سد النهضة فقط، بل امتدت وفق الخبراء لتعزيز أوجه التعاون المشترك بين السودان ومصر، خاصة أن الجانبين بحثا مشروعات استراتيجية كالربط الكهربائي والسكة حديد والتبادل التجاري، فضلا عن التطرق للتنسيق الأمني بين البلدين، وفقا للعين الإخبارية.
وألمحت وكالة رويترز البريطانية، إلى دعم مصر الكامل للسودان في نزاعها الحدودي مع إثيوبيا، الأمر الذي أسفر عن مناوشات مسلحة مؤخرًا بين البلدين.
وأشارت رويترز إلى أن السودان قد انخرط في مباحثات دبلوماسية مع إثيوبيا لا سيما مصيرهما المشترك في أزمة سد النهضة إذ إنهما من دول المصب، موضحة أن رئيس أركان الجيش المصري وقع اتفاقية عسكرية مع نظيره السوداني خلال الزيارة.
وأشاد موقع فورين بريف الإخباري، بزيارة الرئيس السيسي إلى السودان، مشيرا إلى أن الجانبان وقعا ميثاقا دفاعيا الثلاثاء الماضي بعد مؤتمر بين رئيسي الأركان العسكرية لكل منهما.
وينطوي الاتفاق على تدريبات عسكرية مشتركة والتعاون في مجال التدريب وحماية الحدود ومكافحة الإرهاب.
إلى صحيفة الجارديان البريطانية، التي وصفت زيارة الرئيس السيسي إلى الخرطوم، بأنها تشكل ضغطا دبلوماسيا على الجانب الإثيوبي في أزمة سد النهضة.
وذكرت الجارديان أن الزيارة كانت موفقة إلى حد كبير، تناولت العديد من الملفات الساخنة والتي تهم كلا البلدين، بعد نحو عقد كامل من فتور العلاقات المصرية السودانية، والتي أحياها السيسي بتلك الزيارة.
على صعيد وثيق الصلة، حفلت الصحف السودانية، بإشادات واسعة لزيارة الرئيس السيسي للخرطوم والتي حملت سمة التاريخية، وقالت صحيفة المشهد السوداني، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يساند بقوة كافة الجهود الرامية لتعزيز السلام والاستقرار في السودان وبخاصة خلال المرحلة المفصلية من تاريخه، وذلك انطلاقا من المبدأ الثابت بأن أمن واستقرار السودان يُعد جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر.
وذكرت صحيفة المواكب في عنوانها الأبرز إن مصر ظهير قوي للسودان، حيث إن مصر تدعم الوساطة الرباعية لسد النهضة الإثيوبي، وإن الدعم المصري قد تُوج بزيارة الرئيس السيسي للخرطوم اليوم السبت.
واعتبرت صحيفة الصيحة السودانية إن زيارة الرئيس السيسي "تاريخية" و"مهمة"، نظرًا للملفات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية بين مصر أو السودان أو المنطقة الإقليمية أو أمن البحر الاحمر وشمال إفريقيا خاصة ليبيا، فضلًا عن التوجهات السياسية بعد تغيير الإدارة الأمريكية بصعود الديمقراطيين برئاسة جو بايدن.
وتعهد رئيس دولة الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي الذي يرأس الدورة الحالية للاتحاد الافريقي إيجاد حل للنزاع حول سد النهضة.
وشدّد الرئيس السيسي على ضرورة التوصل الى اتفاق قبل موسم فيضان نهر النيل الأزرق القادم، وهو التاريخ الذي حددته إثيوبيا لتنفيذ المرحلة الثانية من ملء السد.
وأكد عبد الفتاح البرهان أنه بحث مع السيسي ملفات التعاون بين البلدين، مضيفا "ناقشنا كل الملفات التي تدعم التعاون المشترك بين بلدينا".
ويشكل نهر النيل، أطول أنهار العالم، شريان حياة للدول العشر التي يعبرها ويوفر لها مياه الشرب والكهرباء.
ويوفر النيل الأزرق الذي يلتقي مع النيل الأبيض في العاصمة السودانية، الجزء الأكبر من مياه النيل التي تتدفق عبر شمال السودان ومصر إلى البحر الأبيض المتوسط .
وتوترت العلاقات مؤخرا بين إثيوبيا والسودان على خلفية اشتباكات في منطقة الفشقة الزراعية على حدود الدولتين التي يدعي السودان ملكيتها ويزرعها إثيوبيون. ويتبادل الطرفان اتهامات بالقيام بأعمال عنف داخل حدود الآخر.
في المقابل، تتجه العلاقات حاليا بين الخرطوم والقاهرة الى تعزيز التعاون.
ووقّع الأسبوع الماضي رئيسا أركان الجيش في السودان ومصر في الخرطوم اتفاقية للتعاون العسكري لم يكشف عن تفاصيلها.
والتقت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي الأسبوع الماضي على هامش مشاركتها في اجتماعات جامعة الدول العربية بالقاهرة الرئيس عبد الفتاح السيسي.