السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

من ذاكرة ماسبيرو.. ماركيز: الاستقلال المادى شرط أساسى للصحفى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جابرييل جارسيا ماركيز، الروائى الكولومبى، يعتبر أحد أهم الروائيين في العالم، وهو صاحب الرواية الأشهر عالميا «مائة عام من العزلة»، في شتاء ١٩٨١ كان بيتر ستون، على موعد مع التاريخ، روائى عظيم، يبتعد كثيرًا عن اللقاءات والحوارات، على الصحفى أن يخترق هذا الصمت لدى ماركيز، داخل مكتبه الواقع خلف منزله، في منطقة تشبه الجنة يعيش فيها، منطقة أثرية يُحيطها الورد من كل جوانبها، أريكة وكرسيان وثلاجة بيضاء وتعلوها قطعة معدنية صغيرة، يجلس ماركيز منتظرًا.
يصف الصحفى قبل الحوار غرفة ماركيز، قائلًا:» غرفة يعلوها لوحة كبيرة أعلى الأريكة، يقف ماركيز، وهو يرتدى رداء أنيقا، ومن خلفه منظر طبيعي».
بدأ اللقاء بالترحيب، وهو يسير بثقة وخطوات خفيفة، رجلا ذو بنية صلبة، قامة تصل لـ ١٨٠ سنتيمترات، يبدو أمامه كمقاتل، صدر واسع، وحجم متوسط، نحيف الساق قليلًا، وشارب عريض.
لقاء استمر ست ساعات على ثلاثة أيام، رفض التحدث بالإنجليزية، وفضل التحدث بالإسبانية، بينما يترجم ابنه حديثه، قدم على الأخرى، واتكاء للخلف، بدأ الحديث ماركيز قائلًا:» لحظة أن تكون على علم بأنك في لقاء، ويتم التسجيل لك سرعان ماتتغير طبيعتك، وأفضل أن يتوقف التسجيل، ويكتب الصحفى مايشعر به تجاهى».
كان ماركيز يعمل في البداية صحفى، ويصف ذلك قائلا:» أتعامل دائما مع بعض القصص الحقيقية التى أدونها كرواية على أننى محرر صحفى، فهى مهنتى الأساسية، فدائمًا، أعود مرة أخرى لصاحب الحكاية، واستشيره فيما أكتب، وأحذف مايغضبه، وأزمتى في العمل الصحفى أنى دائمًا أكيف أفكارى على حسب هوى الجريدة، وليس حسب قناعاتى وأفكارى، أما بعد أن عملت روائى، واستطعت أن أحقق دخلًا ماديا جيدًا، أكتب ما أريده، وأحقق في الموضوع الذى يتماشى مع قناعاتى، لذلك الصحفى يحتاج للاستقلال المادى، حتى يكتب ما يقتنع به، أنا كتبت عن البرتغال وكوبا، وأنجولا وفيتنام، أحلم بأن أكتب عن بولندا، ولكن تتميز ببرودة الجو، وأنا صحفى يحب الراحة».
وعند سؤاله: هل تعتقد أن الروايات قد تحقق أهدافا لا تحققها الصحافة؟
يرى ماركيز أنه لا يوجد فرق بين مصدر المعلومة بين الصحفى والروائى، وامتلاك اللغة، اللغة واحدة، والدليل على ذلك «عام الطاعون» للكاتب دانييل ديفو كانت عمل روائى، بينما هيروشيما عمل صحفى وكلاهما في غاية الروعة، ولكن هناك في الصحافة وجود حقيقة واحدة مغلوطة، تتسب في أذى العمل بأكمله، أما في الرواية في الأمر عكس ذلك تمامًا، فحقيقة واحدة في الرواية تكسبها شرعية للعمل بأكمله، ويواصل حديثه قائلا: للشهرة والالتزام السياسى أثر في حياتى ككاتب، فأشعر بالكبرياء في أن أكتب شيء أقل جودة مما كتبته.
ويضيف كانت بدايتى في الكتابة في المرحلة الثانوية، ورغم أننى لم أكن كاتبًا وقتها سوى لبعض الخطابات للمدرسة، إلا أن الطريف في الأمر كُنت أسمى ماركيز الكاتب، وبدأت ذلك في مرحلتى الجامعة، لأننى كنت أمتلك خلفية أدبية جيدة.
وينصح ماركيز الشاب الروائى قائلًا: على الكاتب أن يكتب ما حدث له، وليس الخيال، فيحكى الكاتب الشاب حقيقة الظروف التى مر بها هى أصدق من الخيال وأتذكر قول الشاعر «بابلو نيرودا» في إحدى قصائده «ربّ جنّبنى التحريف عند الغناء».
يذكر أن ماركيز الكاتب الكولومبى، ولد في مثل هذا اليوم من عام ١٩٢٧، وحصل على جائزة نوبل في الأدب عام ١٩٨٢.