السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

مخرجة فيلم "رقصة الفتيان": سعيت للنبش في الماضي لمعرفة كيف بدأت الفوضى الأفغانية.. وقصته جمعت بين الصدق والبساطة.. وصورت الفيلم في طاجيكستان إحدى بلدان الاتحاد السوفيتي السابق

 شهربانو سادات
شهربانو سادات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
طرح بدور العرض المصرية، مؤخرًا، الفيلم الأفغانى «رقصة الفتيان» الذى شارك في عدد من المهرجانات العالمية، على رأسها مهرجان كان السينمائى، حيث تدور أحداثه في أواخر الثمانينيات في شوارع مدينة كابول، أثناء الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، حيث عاش «قُدرة الله» الفتى صاحب الخمسة عشر عامًا، والذى يعمل في بيع تذاكر السينما في السوق السوداء. 
«قُدرة الله» أحد عاشقى بوليوود ويقضى وقته في تخيل نفسه ممثلًا في أفلامه المفضلة، وفى أحد الأيام تقبض عليه الشرطة وتضعه في دار أيتام تابعة للاتحاد السوفيتى، وفى الوقت نفسه تبدأ الأوضاع السياسية في كابول في التغير، فيجد نفسه مع باقى الأولاد يبدأون معركة للدفاع عن وطنهم. 
«البوابة نيوز» التقت مخرجة العمل شهربانو سادات، حول رحلة الفيلم ومشاركته في أكثر من مهرجان، والصعوبات التى تعرضت لها أثناء التصوير، وردود الأفعال حول العمل، في الحوار التالي: 
■ الفيلم مقتبس من ذكريات صديقك أنور الهاشمى، ما الذى شجعك لتحويل حياته إلى فيلم؟ 
- لقد وجدت أن قصته جمعت بين الصدق والبساطة والثراء في آن واحد، وأخذتنى قصته في رحلة زمنية من منظور بريء لفتى يتيم عبر تاريخ أفغانستان على مدى الأربعين عامًا الماضية، فقد كان طفلًا عالقًا في حرب ليست حربه، وهذا بالضبط ما أشعر به الآن وأنا أعيش في أفغانستان.
■ ما مدى توافق الأحداث مع الواقع؟
- قضى أنور ٨ سنوات من عمره في دار الأيتام، وتحتوى سيرته الذاتية على العديد من الشخصيات، أحداث، تاريخ، والعديد من الأسماء والأماكن التى لن يدركها سوى الجمهور الأفغانى، لقد قرأت كتاباته عدة مرات وعانيت كثيرًا لأجد التوازن المثالى بين ما حدث وبين ما يجب أن يظهر في الفيلم. 
■ هل واجهتى انتقادا، لتشكيك العمل في تاريخ أفغانستان؟
- لا يمكن لأحد أن يشكك في الحاضر إذا لم يكن على دراية بالماضى، يوجد ما يكفى من الأفلام عن أفغانستان اليوم، وأقسم لك أن العالم بأسره يعلم أن أفغانستان بها صراعات، والنبش في الماضى هو ما يثير اهتمامى، حتى أعرف من أين بدأت كل هذه الفوضى.
■ لماذا استخدمتى الأسلوب البوليودى في صناعة العمل؟
- الصداقة التى تجمع بين أفغانستان والهند وطدت هذا الشيء أكثر، خاصة أن معظم الشعب الأفغانى يستطيع التحدث باللغة الأردية لأنهم يشاهدون العديد من الأفلام الهندية، واليوم في أفغانستان يتم إنتاج أفلام منخفضة التكلفة الواحد تلو الآخر وهذه الأفلام متطبعة بأفلام بوليوود، فلم تكن الفكرة بعيدة عنى، وأيضاُ فكرة أن أنور كان يبيع تذاكر أفلام في السوق السوداء وفكرة أنه كان من محبى بوليوود جعلت الفكرة تناسب الفيلم. 
■ هل تعمدتى اختيار «الأيتام» كخلفيات عرقية مختلفة لإظهار التنوع في أفغانستان؟ 
- تعد دار الأيتام من الأماكن القليلة التى يعيش فيها الجميع معًا بغض النظر عن الدين أو العرق، وقد أثارت هذه الحقيقة اهتمامى، خاصةً أنه عندما بدأت الحرب الأهلية العرقية في أوائل التسعينيات في كابول، قتل الكثيرون بعضهم لأنهم لا ينتمون إلى نفس العرق.
■ ما الصعوبات التى واجهتها خلال عملية الإنتاج؟
- لقد صورت الفيلم في طاجيكستان، إحدى بلدان الاتحاد السوفيتى السابق، تقع شمال أفغانستان، حيث تشبه الأماكن أفغانستان، واخترت ممثلين غير محترفين من أفغانستان وأخذتهم إلى طاجيكستان، والحصول على جوازات سفر وتأشيرات الممثلين دائمًا ما يكون صعبًا جدًا، حيث رفضت طاجيكستان إصدار التأشيرات لنا وكان علينا التقديم للحصول عليها مرة أخرى. 
وتلقينا تمويلًا إقليميًا من ألمانيا والدنمارك لتصوير مشاهد بوليوود في روسيا، ولكن الحصول على تأشيرة شنجن أمرًا مستحيلًا بالنسبة للأفغان، فلا توجد سفارة في كابول، لذلك كان علينا السفر إلى باكستان للحصول على تأشيرة، والحصول على تأشيرة لدخول باكستان هو أيضًا أمر صعب، لأنهم يقومون بإصدار التأشيرات اعتمادًا على مزاجهم والوضع السياسى الحالى بين البلدين. 
ورفضت السفارة الدنماركية تأشيراتنا في المرة الأولى ولم نتمكن من مواصلة التصوير واضطررنا للتوقف عن التصوير لـ٤ أشهر في طاجيكستان وأوروبا للحصول على التأشيرات للشخصيات الرئيسية، والتحدى الآخر هو أننى أشعر بالوحدة عندما يتعلق الأمر بإعادة خلق أفغانستان في بلد أخرى، وحولنا بيت دعارة طاجيكى بأكمله لدار للأيتام مع عمال البناء الذين عملت معهم من قبل في فيلمى السابق ذئاب وقطعان.
■ لماذا اخترت أن تكون نهاية الفيلم مفتوحة؟
- أردت أن أترك الأطفال يفوزون، فكلنا نعرف ما يحدث في الحرب، يُقتل ويخسر كل من النساء، الأطفال، والمدنيين، لم أر الضرورة في تكرار هذا بينما أملك القدرة على إعادة كتابته.
■ ما الدور الذى لعبته السينما في حياتك أثناء مراحل نضجك؟
- دخلت السينما حياتى في فترة متأخرة جدًا، فكانت أول مرة أدخل مسرح السينما عندما كان عمرى ٢٠ عامًا، وكانت طفولتى مختلفة.
■ هل خطتك إخراج خمسة أفلام مستوحاة من يوميات أنور الهاشمى، وهل لا يزال هذا المشروع ساريًا؟ 
- لقد انتهيت من الجزء الأول (ذئاب وقطعان) والجزء الثانى (دار الأيتام)، وأعمل الآن على الجزئين الثالث والرابع، كل هذه القصص مستوحاة من مذكرات أنور الهاشمى، فهو يحاول نشر مذكراته، وبداخلى رغبة مُلحة في صناعة فيلم ليس له علاقة به، وسأقوم بهذا ذات يوم، ربما عندما أنهى هذا الخُماسية.