السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

لماذا يأتي البابا فرنسيس إلى العراق ؟

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هذه زيارة مهمة جدا. ‏أقول هذا الكلام وأنا واثق منه. ‏وسأبين لكم هنا ‏أهمية هذه الزيارة.
‏البابا ليس مثلي ومثلك. ‏لكنه شخص عالمي، ينظر إلى العالم بأجمعه. ‏وله مسؤوليات عالمية. و‏لأنه يمثل المسيح في العالم ‏ويمثل كل الكاثوليك اي مليار وثلث المليار في العالم. ‏فمسؤوليته تفوق كل المسؤوليات. ‏ومهمته أوكلها عليه ربنا يسوع المسيح، له المجد في كل الأزمان.
عندما يزور البابا العراق، فله ‏رسالة مهمة جدا في المحبة والأخوة والسلام لهذا البلد المتألم والمجزء ‏بسبب التناحر الأثني والديني والثقافي والتاريخي.
‏يأتي البابا يقول لكل العراقيين: "أحبو بعضكم بعضا كما أن المسيح يحبكم". ‏ويأتي ليقول لكل العراقيين: "كونوا إخوة." و"كلكم إخوة".
‏ويأتي ليقول لكل العراقيين: "‏اعملوا لوحدة بلدكم ولسلام بلدكم بالتآخي."
البابا لا يأتي ليرى المسؤولين ‏السياسيين أو ليلتقي الرجال الدينيين، حتى وإن كانوا هؤلاء في المقدمة وضمن البروتوكول. ‏إنما يأتي ليتفقد الشعب. ‏وهذه من خصال البابا. ‏فهو ليس رجلا سياسيًا ‏لكنه كاهن الرب وهو أب الجميع وخاصة الفقراء لهم موقع متميز في قلبه.

‏يحمل البابا فرنسيس رسالة الإنجيل المقدس ويذهب إلى العراق ! لأن لا خلاص إلا بإنجيل المحبة والسلام والتآخي،
الإنجيل المقدس، يعلنه البابا لكل البلدان وهنا بالذات للعراق بلد الحضارات والثقافات وبلد الآلام والحروب والدمار والاضطهادات.
سيزور الشيعة والسنة والأكراد ‏في بغداد والموصل وأربيل. ‏وسيلتقي بالكلدان وبالسريان. ‏وسيزور أيضًا ‏الآشوريين والأرمن والأقباط. ‏وسيكون في استقباله حتى ممثل اليزيدين والصابئة. اعني ‏انه سيزور الشعب.
‏قال أحد الأساتذة اليهود المختصين بعلم الإسلاميات: ‏"شجاع وبطل هو البابا فرنسيس فقد ذهب إلى مراكش وذهب إلى أبو ظبي وهو الآن يستعد للذهاب إلى العراق.
‏وإذا البابا لا يذهب من أجل السلام والأخوة والمحبة في بلاد النهرين، فعلى من نعتمد لكي يذهب لهذه المهمة ؟"
‏كل إنسان مثقف يدرك مدى أهمية هذه الزيارة وخاصة للمسيحيين المقيمين هناك. ‏فمن الناحية المعنوية يأتي البابا ليعطي الهمة والشجاعة لكل المسيحيين الذين هددتهم الحروب المتتالية في وجودهم ‏ولاسيما التهديد الاخير والتحطيم الذي حصل لمدن المسيحيين من قبل مجاهدي داعش.
‏أما من الناحية المادية، ‏فإن العديد من العراقيين اصبحوا معتادين أن ينتظروا استلام المعونات المادية. ‏بالطبع سيصابوا هؤلاء بالإحباط. ‏لأن البابا يكرز برسالة الإنجيل المقدس وهو لا يوزع الدولارات والمعونات مثلما يعمل الآخرون الذين يوزعون الماديات ليشتروا بها ضمائر الناس الذين يستلموها.
والقديس بولس يقول ‏{ما تزرعه انت، اياه تحصد !!} ‏ ‏البابا يزرع كلمة الله، ويزرع المحبة، ويزرع الأخوة، ويزرع السلام. ‏البابا يزرع الثقة بالنفس والثقة والايمان في الرب يسوع المسيح المخلص.
‏فأهلا بالبابا في بلد سومر واكد وبابل وآشور ونينوى. في بلد إبراهيم الخليل ابا المؤمنين وفي بلد الانبياء حزقيال ويونان ونحميا ! في بلد مار توما الرسول وأداي وماري. في بلد مار افرام السرياني ملفان الكنيسة ومار بارصباعي الشهيد وابن العبري وإسحاق النينوي. في وطن الشهداء. في عراق اليوم، بلد المسلمين والمسيحيين واليهود والصابئة واليزيديين.