الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

مليونير لمدة 24 ساعة.. أقصري يعيد ثروة ضخمة لشركة بلجيكية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ضرب الشاب أحمد جاد الرب، المرشد السياحي والمترجم بمحافظة الأقصر، أروع الأمثلة في الأمانة، بعد أن أعاد مبلغ 760 ألف يورو، بما يعادل 14 مليون جنيه مصري، لشركة بلجيكية حولت المبلغ لحسابه عن طريق الخطأ، نظير عمل ترجمة وبعدها اتصلوا به ليبلغوه بهذا الخطأ غير المقصود، فما كان منه إلا رد المبلغ، موضحا أن الإسلام علمه ألا يأخذ ما ليس حقا له، ليصبح مليونيرا لمدة 24 ساعة فقط.
البداية كانت عندما نشر المترجم والمرشد السياحي "أحمد جاد الرب"، صورة لتحويل المبلغ على صفحته بـ"الفيس بوك" قائلا "تخيلوا مكتب ترجمة بلجيكي غلط وبدل ما يحولي مبلغ فاتورة الترجمة الزهيد جدًا، غلط وحولي رقم الفاتورة كمبلغ، وحولي باليورو أكثر من 760 ألف يورو، أي ما يعادل أكتر من 14 مليون جنيه مصري، وبعتولي رسالة يعتذروا عن الخطأ مطالبين برد المبلغ، المفاجأة الكبيرة إن المبلغ دخل حسابي آه والله، وأنا بقيت مليونير بجد والله مش بهزر ولكننا يا عزيزي على ذنوبنا جنة الخلد نبغي والحرام ولو مليار دولار لا نقبل، ودام طيب العيش ولو بدُقه حلال، ودا سكرين شوت بالعملية وتاريخ اليوم وإجمالي حسابي في البنك كمليونير مفترض".
ونال هذا المنشور خلال الساعات الماضية، آلاف الإعجابات والتعليقات التي أثنت على تصرفه بإعادة المبلغ، فيما طالبه آخرون بتأمين نفسه بكافة المستندات اللازمة التي تضمن أنه تم تحويل المبلغ بالخطأ، كما لم تخل التعليقات من الدعابة، حيث طالب البعض بأن يحصل على قيمة 10% من إجمالي المبلغ، كما عرض بعض العاملين بالبنوك مساعدته في إجراءات إعادة المبلغ، مؤكدين أن هذا التصرف يدل على احترام وقناعة كبيرة لدى المرشد، وتجعله مثال مشرف يجب أن يحتذى به.
وأوضح جاد الرب، "أنا أعمل مع الأجانب كمرشد سياحي هولندي فرنسي من سنة 2006 وكمترجم مع مكاتب أوروبية من حوالي 6 سنين، وحاليا أعمل في مكتب ترجمة بلجيكي، وفوجئت خلال الساعات الماضية بقيام المكتب بتحويل مبلغ 760 ألف يورو لي، بدلا من تحويل قيمة ترجمة فاتورة وحول مبلغ الفاتورة بالكامل على حسابي البنكي، وتواصلي معي واعتذرولي على الخطأ وطالبوني برد المبلغ، ولم أفكر لحظة واحدة وقمت بالذهاب للبنك لبحث إجراءات رد المبلغ وإعادته بأقصى سرعة، مؤكدا أن اسم مكتب الترجمة مكتوب رسميا في التحويل والإيميلات المتبادلة مع المكتب موجودة، مشيرا إلى أن البنك أبدى تعاون جيد وطلبوا شرح كل الموضوع وتقديم الإيميلات المتبادلة والوثائق الداعمة حتى يحصلوا على موافقة من الإدارة الرئيسية للبنك في القاهرة لإعادة تحويل المبلغ لأصحابه في الخارج، وأضاف ضاحكا "في البنك قالولي وقعوا في راجل طيب بترجعلهم ١٤ مليون".
وأضاف، "الإسلام دين عزيز وخلال عملي بالسياحة والترجمة تعرضت لمواقف نصب وكذب كثيرة ولكن هذا لا يعنى أن استحل ما لا استحقه، ولكن والله في الموضوع دا ما ترددت ولا فكرت ثانية في إني أقولهم إني هرجع المبلغ ليهم، إعادة حق الناس لأهله دا الطبيعي ولكن لأننا نعيش حالة انسحاق حضاري وانبهار بالغرب وبحضارة المادة عامة نسينا إن دا من أبجديات الإسلام، نسينا "يا أماه لا تخلطي اللبن بالماء، فإن كان عُمر لا يرانا فإن الله يرانا"، والله الموضوع بسيط جدا، احنا بس محتاجين نراجع حالنا مع الله وحالنا مع الإسلام ونوقف وقفة صادقة مع أنفسنا، كلنا ولا أستثني نفسي، ولا أدعي إني مُلتزم ولكن أبجديات حق الإسلام علينا "صدق المعاملات"، وهي الثروة الحقيقية التي أضعناها.