الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الكوليفيون

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الكوليفيين هو اسم اﻵباء الهدوئيين، منذ القرن الثامن عشر في الكنيسة اﻷرثوذكسية أكثر من حالة اُعطيَت اسمًا من باب الهزء ومن ثمّ صار الاسم ثابتًا ومعروفًا.
أهم هذه الحالات هو القديس سمعان اللاهوتي الحديث الذي سمّاه أعداؤه، إكليريكيو البلاط، ﻻهوتيًا من باب السخرية، لكن الكنيسة عادت لاحقًا وثبّتت الاسم جاعلة هذا القديس واحدًا من ثلاثة فيها.
أمّا الحالة الثانية فهي الآباء الكوليفيون، وسمّاهم أعداؤهم بهذا الاسم نسبة إلى الكوليفا وهي القمح المسلوق الذي يقدّم في تذكارات الموتى أو أعياد القديسين مزيّنًا وممزوجًا بعدة أشياء.
تاريخهم
قصة الكوليفيين تعود إلى سنة 1754 في دير القديسة حنة في جبل أثوس. فقد كانت كنيسة الدير تخضع لبعض التصليحات ولم ينتهِ العمل بها قبل يوم سبت، فلم يقَم قداس واقترح بعض الرهبان نقل ذكرانية الموتى (التريصاجيون) إلى اﻷحد.
سبب آخر استدعى بالنسبة للبعض نقل الذكرانية إلى اﻷحد وهو أن السوق الكبير كان يُقام في كارياس عاصمة الجبل يوم السبت. فكان من اﻷنسب لرهبان دير القديسة حنة بسبب بعد الدير عن العاصمة أن ينتهوا من القداس باكرًا ليلحقوا السوق.
رفض أغلب الرهبان نقل الذكرانية ﻷن يوم اﻷحد، بحسب التقليد الشريف، هو يوم قيامة السيد بينما يوم السبت مخصص للأموات.
أطلِق اسم الكوليفيين على الذين رفضوا الذكرانيات يوم اﻷحد. فيما بالمقابل انطلق الكوليفيون إلى التغيير أو المطالبة بالتغيير والعودة إلى التقليد في كل اﻷمور التي لحقها الخروج عن التقليد أو الضعف.
عدد من الكوليفيين تعرّض للاضطهاد من قبَل اﻷرثوذكس أنفسهم بسبب التأثير الغربي الذي كانت كنيسة القسطنطينية تحته سواء بسبب حركات الاقتناص أو بسبب تأثير العلوم والتربية الغربية على الذين كانوا ينضمون إلى الجامعات الموجودة في الغرب والمفقودة في الشرق. لكن اﻷمر لم يبقَ على ما هو إذ إن الكنيسة في وقت ﻻحق كانت تعيد إلى هؤﻻء الآباء حقهم، على غرار ما جرى مع القديس غريغوريوس بالاماس، ﻷن تعليمهم كان ينتشر وكانت النعمة تجد مَن يحمله.
أهم الأسماء
أبرز الأسماء من الكوليفيين هم نيوفيطوس الكافسوكاليفي الذي يُعتَبَر منشئ التيار، والقديسون نيقوديموس اﻷثوسي جامع الفيلوكاليا وقوزما اﻹيتولي ونيكوﻻ بلاناس ونكتاريوس أسقف المدن الخمس وخريستوفوروس أرتا، أغابيوس القبرصي الذي نقل التعليم إلى جزيرته، يعقوب البيلوبونيزي، بارثانيوس كاتب سير القديسين، باييسيوس الخطاط، ديونيسيوس السياتيستي مجدد دير الفاتوبيذي، وييروثيوس اﻷب الروحي للبروتاتون في الجبل المقدس، وباييسيوس فيليشكوفسكي الذي حمل هذا الفكر إلى رومانيا، وتليمذه جاورجيوس تسارنيكا الذي حمل هذا الفكر إلى أديار مولدافيا، وصوفرونيوس فراتسيس في بوخارست، وأنتيباس المولدافي الذي أوصل هذا التعليم إلى دير بلعام في فنلندا.
يظهر في اﻷيقونة المرفَقَة العديد من القديسين اللاحقين كنيكولاس بلاناس ونكتاريوس أسقف المدن الخمس وسلوان اﻷثوسي، حتّى أن بعض النسخ الحديثة من هذه اﻷيقونة تضمّ القديسين بورفيريوس وباييسيوس وذلك ﻷن الكوليفية صارت صنو الهدوئية وكل الذين اهتمّوا بالحفاظ على التقليد وإحيائه هم من الكوليفيين.