الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

تصعيد متبادل.. إيران تواجه أوروبا وواشنطن على حلبة وكالة الطاقة الذرية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأت بوادر الصراع بين إيران من جهة وأوروبا وواشنطن من جهة أخرى على حلبة جديدة تتمثل في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد أن اتجه الثلاثي الأوروبي (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حاملين مشروع قرار لإدانة طهران، بسبب تصعيدها الدائم، فضلًا عن تقليص التزاماتها من الاتفاق النووي، وتخصيبها لليورانيوم المشع بنسب عالية.


وقد لاح في الأفق هذا الصراع، بعد أن رفضت إيران الامتثال لبنود الاتفاق النووي طبقًا للرغبة الأوروبية والأمريكية وكذلك الإسرائيلية، فضلًا عن إعلان إيران عزمها زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم بنسب أعلى، في وقت أعلنت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها توصلت لاتفاق مع إيران يقضي بالسماح للمفتشين الدوليين بزيارة المواقع الإيرانية لمدة 3 شهور فقط، لإتاحة الفرصة أمام الدبلوماسية لشق طريقها بين الموج الهائج من التصريحات العدائية بين الأطراف.


وما أن فطنت دول أوروبا إلى أن طهران قد تتنصل من ذلك الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حتى أعلنت تلك الدول عن تقديم مشروع قانون يطمحون من خلاله لإدانة طهران، بعد اكتشاف آثار يورانيوم مخصب في منشآت نووية مغلقة منذ 20 عامًا، فضلًا اعتقال إيران لعدد كبير من المواطنين مزدوجي الجنسية مع دول أوروبا، حيث طالبت دول أوروبية في أكثر من مناسبة بالإفراج عنهم، إلا أن السلطات الإيرانية تستخدم هؤلاء المواطنين كورقة ضغط على الجانب الأوروبي في أوقات مختلفة.


وعلى ما يبدو أن المجتمع الدولي أمام محاولات إيرانية لانتهاك كافة الاتفاقيات سواء كان الاتفاق النووي السابق من خلال عمل إيران على تخصيب اليورانيوم في منشآت سرية ومغلقة منذ أكثر من 20 عامًا، فضلًا عن انتهاك أي اتفاق جديد من المحتمل أن يعقد في الفترة المقبلة، ما لم يكن هناك آلية ملزمة ومحددة يمكن من خلالها تقويض مشروع إيران في امتلاك القنبلة النووية، وتهديد الأمن والسلم الدوليين.
واللافت للنظر أن إيران لديها يومًا وطنيًا للاحتفال بالطاقة النووية الإيرانية أو التكنولوجيا النووية، وهو الموافق التاسع من شهر أبريل من كل عام، وخلال الفترة الماضية أعلنت إيران عن أنها سوف تعلن في اليوم الوطني للطاقة النووية عن اكتشاف كبير في منظومتها النووية، أو تصعيد كبير في البرنامج النووي، كنوع من مواجهة الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية التي انسحبت من الاتفاق النووي ومازالت تفرض عقوبات على إيران.
ودلالة ذلك هو أن إيران باتت تعي أن التعويل على دول أوروبا بات أمرًا لا يجوز الرهان عليه، فضلًا عن أن هناك نية واضحة لدى إيران بامتلاك السلاح النووي، وهو ما يجلب لها الكثير من الانتقادات من دول المنطقة بجانب إسرائيل التي باتت ضمن حلف المواجهة ضد حصول إيران على السلاح النووي، فضلًا عن المناوشات المستمرة بين الطرفين، والتي كان أخرها استهداف "محور المقاومة الإيراني" لسفينة مملوكة لشركة إسرائيلية خاصة كانت تمر في خليج عمان من خلال وضع ألغام على سطح السفينة ما أحدث بها الكثير من التخريب.
وقد سبق أن تورطت إسرائيل في محاولات إيقاف تمدد إيران نوويًا من خلال استهدف مفاعل نطنز النووي، فضلًا عن استهداف عالم الذرة الإيراني الشهير محسن فخري زادة، علاوة على امتلاك إسرائيل للكثير من الوثائق التي حاز عليها الموساد الإسرائيلي في أبريل من عام 2018، أظهرت أن إيران مستمرة في انتهاك كافة الاتفاقات المتعلقة بتحجيم برنامجها النووي، وقد أطلعت إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية على كافة تلك الوثائق لتكون حاضرة على طاولة المباحثات بشأن إيران دائمًا، علاوة على إمداد كافة الأطراف بالمعلومات الدقيقة حول البرنامج النووي الإيراني.