الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

لوحة تمثّل عودة الابن الضال

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد لوحةٍ عودة الابن الضال للفنّان الهولندي رامبرانت، هي تُمثّيل عودةَ الابنِ الضال، فالابنُ الضال في هذا المَثَل يمثّلُ إلى الخطأة، والأب يمثّلُ الله الّذي يستوعب الكلّ.
وصفها
يمكن وصف الأب والابن في هذه الوحة:
الأب
"الأبُ توشَّحَ بالجلالِ وانتصَبَ كأنَّهُ الأَلِفَ في البداية. يَقِفُ ويَنْحَني انحناءَ القَوْس الذي يَقُومُ عليهِ البناءُ. يَنْحَني كأنَّهُ الدائرةُ في كمالِها، وتَكتمل قامتُهُ في استدارة الإناء المعطاء وتجويفِ الأحشاءِ الخصيبة.
وَجهُهُ لكأَنَّهُ وجهُ الضرير. ذابتْ عيناهُ، أذابَهُما وهو يُمارِسُ أُبوّتَهُ، يُحدِّقُ في الليالي الدامِسَة، يترقَّبُ رجوعًا كاد أن لا يكُونَ، فضلًا عن دموعٍ طالَما انهمَرَتْ ولَمْ يَقوَ على إخفائِها.
الأبن
أالابنُ، رقبتُهُ كرقبةِ مَن حُكِمَ عليهِ بالأَشغالِ الشاقّة، ثَوبُهُ رثٌّ مُهَلهَلٌ كأنَّهُ شراعُ المركبِ الغريق، تَجعّدتْ ثناياهُ بفعلِ الريحِ العاتية الشعواء. إنّهُ يَسندُ خدَّهُ إلى أحشاءِ والدِهِ، كأنِّي بِهِ الوليدُ في عُمْقِ بَطنِ الأُمّ. إنَّهُ يُتَمِّمُ وِلادةً كانت قَبْلُ ناقصةً. الصوتُ الصامِتُ، النابِعُ من الأحشاء، الصوتُ الذي أَصَمَّ عنْهُ أُذُنَيهِ، أَخَذَ يَهْمسُ الآنَ في مسمَعِهِ، وإنَّهُ لَيَسمَع. إرفَعْ عينَيكَ أَنتَ الجاثي، الهائِمُ في تعاستِكَ والمُطَهَّر مع ذلك في الجلال... إرفَعْ عينَيكَ وانْظُرْ إلى هذا المُحَيَّا، إلى هذا الوجهِ القدُّوس المُتأمِّلِ فيكَ وهو يذوبُ أَلمًا ورِقَّةً ومَحَبّة.
أَمْعِنِ النظرَ فيهِ واسمَعْهُ يُناديك
"ها أَنذا حَفَرتُكَ على صفحةِ يَدَيَّ، فأَنتَ ثمينٌ في عينَيَّ". هاتانِ اليدانِ لَمْ يَبْقَ لي سِواهُما، يَدانِ فقيرتانِ وَلْهانتانِ، وضَعتُهُما بمَثابةِ الرداءِ على كَتِفَيكَ الهَزيلتينِ - فأَنتَ تَعُودُ مِن بعيد -، يَدانِ مُنوَّرتانِ، مِلْءُ إحداهُما الرِّقّة والأُخرَى القوّة، شأنُ الحُبِّ بينَ المرأةِ والرَّجُل. إنّهُما ما زالَتا تَرتجفانِ، ولَن تزالا، مِنْ فَرْطِ الوَلَهِ والسعادةِ بَعدَ الألم".
العودة هي التوبة، وشرطُها الاعترافُ بالخطأ. يقول القدّيس إسحق السّريانيّ: "مَن يعترف بالخطأ أعظم ممّن يقيم الموتى"، ويضيف: "كلّ من اعترف بخطاياه (اعترف أنّه أخطأ، أنّه ضعيف) هو كَمَن ينتقل من الموت إلى الحياة". ويقولُ القدّيس يوحنّا الدمشقيّ في كتابه الإيمان الأرثوذكسيّ:
"التوبة الحقيقيّة لا تكون بدون تحسّر ودموع".
يذكر أن رامبرانت هو رسام هولندي، دويعد من أهم الفنانين في التاريخ الأوروبي. هو "رامبرانت هرمنسزون فان راين" اشتهر برسم البورتريهات. عاش رامبرانت كرسام ومؤرخ في القرن السابع عشر، وقد كانت أعماله مسيطرة على ما يسمى العصر الذهبي الهولندي.
وهو من أكثر الفنانين شهرة على مر العصور، تكمن أعظم إبداعات رامبرانت في لوحات تصور أشخاص معاصرين له، والرسوم للكتاب المقدس والبورتريهات الشخصية، فضلا عن النقوش المبتكرة واستخدامه الفريد للظل والنور.