السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"أم الزنار" أقدم كنيسة بُنيت للعبادة سرًا

كنيسة أم الزنار
كنيسة أم الزنار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وسط حي بستان الديوان في مدينة حمص القديمة بسورية، تقع واحدة من أقدم الكنائس التي بنيت على وجه الأرض، كنيسة "أم الزنار" التي يعود تاريخ تشييدها إلى عام 59 ميلادية، وتتألف من كنيسة سفلية أشبه بقبو كان المسيحيون يصلون فيه سرًا؛ خوفًا من الرومان، ثم بعد أن أتيح لهم إعلان دينهم تم بناء كنيسة أخرى علوية بحجارة سوداء.
وكانت الكنيسة مقر بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس في أواسط القرن العشرين، وأصبحت بعد انتقال الكرسي البطريركي إلى دمشق العاصمة مقر أبرشية حمص وحماه للسريان الأرثوذكس، ويعد اسمها الرسمي كاتدرائية "العذراء أم الزنار"، وتشتهر بنمطها المعماري الفريد، وقد استخدم الحجر البازلتي الأسود في البناء، فضلًا عن القناطر الحجرية، وفي الكنيسة "زنار مريم العذراء»، وهو سبب تسميتها، كان قد عثر عليه في وعاء مائدة التقديس في مذبح الكنيسة، عند تجديدها عام 1852.
وكان المطران يوليوس بطرس قام بترميم الكنيسة، فردم السقف الخشبي وبعض الجدران، وأشادوا الكنيسة الحالية القائمة على ستة عشر عامودًا ضخمًا، وفي وسطها قبة نصف اسطوانية مزخرفة، تضم هذه الكنيسة، مجموعة من الأيقونات والآثار الفنية، من أهمها زنار السيدة العذراء، الذي اكتشف في 1953 في جرنٍ حجري تحت مذبح الكنيسة.
أما وعاء "الزنار" فهو مصنوع من الحجر البركاني البازلتي، وهو على شكل تاج يعلوه قرص نحاسي، ويعود إلى العهد الروماني والبيزنطي.
وأعطت العذراء مريم أحد تلاميذ المسيح "الزنار" الخاص بها عند صعودها، وتم البحث عنه في أكثر من مرحلة ولكن الاكتشاف الاخير جاء على يد البطريرك مار أغناطيوس إفرام الأول، وفقا للعقيدة المسيحية.
وكانت المنطقة التي تحوي الكنيسة، قد شهدت عدة مظاهرات منذ بداية الأحداث السورية عام 2011، وتعرضت الكنيسة لأضرار خارجية، وبعد أن تحررت حمص من يد تنظيم "داعش" الإرهابي، عاد "الزنار" المقدس ليطوف المدينة في 15 أغسطس من كل عام، وذلك بالتزامن مع عيد انتقال السيدة العذراء.