الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

المدير البطريركى لشئون الكلدان في مصر: بابا الفاتيكان يصلى بالطقس الشرقي في العراق لأول مرة في التاريخ.. الأب بولس: "كلكم اخوة" شعار البابا في العراق تعزيزًا لوثيقة الأخوة الإنسانية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد انتظار أكثر من 20 سنة منذ إعلان البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عن نيته بزيارة العراق وخاصة مدينة اور لتكون أولى محطاته في سنة اليوبيل 2000، إلا أن ظروف العراق آنذاك لم تسمح بهذه الزيارة التاريخية والتى كان من الممكن ان تغير مكانة العراق وظروفه في ذلك الوقت وخاصة انه كان تحت الحصار وبمجرد الإعلان عن موعد زيارة البابا فرانسيس إلى العراق، 5- 8 مارس 2021، اهتم البعض لمعرفة إصرار البابا على التواصل مع العراقيين في هذه الظروف الاستثنائية وخاصة إنها الزيارة الأولى لقداسته بعد تفشي فيروس كورونا وتوقف رحلاته الدولية أكثر من سنة ونصف، فستكون أول رحلة دولية له تشمل عدة مدن عراقية وعلى مدى 3 أيام حيث يزور بها كلًا من بغداد والنجف والناصرية والموصل وقره قوش في سهل نينوى، بالإضافة إلى أربيل وهذا البرنامج المكثف دليل على أهمية الزيارة وحرص البابا على القرب من العراقيين. التقت "البوابة نيوز " الأب بولس ساتي المدير البطريركى لشئون الكلدان في مصر وكان الحوار التالي.

في البداية ما تفاصيل زيارة البابا الرعوية والسياسية للعراق؟
الكنيسة في العراق عانت على مر العصور وتم تهميشهم وقتلهم وكان لدينا ٤ ايبارشيات في تركيا تم هدمها بالكامل وأنا نفسى تم تهجير أهلى وعشيرتى، ولكن عند قدوم داعش تم تتويج الحرب ضد المسيحيين وما بين المسلمين بعضهم البعض وعندما تم احتلال الموصل وتم تهجير الجيش ذلك أثر على المسيحيين بجميع طوائفها عندما تم إحراق كنيسة العذراء ونحن لم نكن كنيسة دولة ولكن نحن شعب العراق الأصلي فمنذ الغزو الأمريكي للعراق الذى أطاح بنظام صدام حسين في عام 2003، تضاءل عدد المسيحيين، من نحو 1.5 مليون إلى ٤٥٠ ألف تقريبًا، وإن الكنيسة العراقية واحدة من أقدم الكنائس في العالم إن لم تكن الأقدم، وتقترب من الانقراض بشكل متسارع، ويجب أن تكون البقية الباقية على استعداد لمواجهة الشهادة، فالتهديد الحالي الذي مثله الجهاديون في ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية باعتباره كفاحًا أخيرًا في سبيل البقاء وخاصة بعد هجوم التنظيم عام 2014 والذى أدى إلى نزوح أكثر من 125 ألف مسيحى من أرض أجدادهم التاريخية.
حدثنا عن أداء الصلوات في العراق ؟
عند ترأس البابا القداس الإلهى في الكاتدرائية الكلدانية، وللمرة الأولى في التّاريخ يصلّى البابا بالطقس الكلدانى.
هلّ هناك مشاركة للقيادات المسيحيّية في الشرق الأوسط؟
بالطبع وجّهنا دعوات لكل البطاركة الكاثوليك لكن من الصعب أن ندعو باقى القيادات لأن المفروض أن يوجّه الفاتيكان الدعوة، أنا وجّهت رسالة لكل البطاركة لكن بسبب سرعة الزيارة وتنقّل قداسته إلى مناطق متعدّدة ستتعذّر مشاركتهم فربما أنا شخصيا لم أستطع رؤيته أو الحديث معه الزيارة وقتها قصير جدا فقط ٣ أيام ولكن نتمنى أن تمر الرحلة بسلام
وماذا عن الطوائف الأخرى، هل سيلتقى بها ؟
البابا يفتح دائما الأبواب مع كل الديانات الأخرى مثل شيخ الأزهر مثل السيستاني وبالفعل سيلتقى كلّ الكنائس في العراق الأرثوذكسيّة والإنجيليّة في القداس الاحتفالى، وهم سيشاركون أيضًا كما أعتقد في لقاء القصر الجمهورى وفى أور حيث تمت الدعوة لهم.
وماذا عن التدابير في مواجهة خطر جائحة كورونا؟ هل من إجراءات خاصة؟
بالتأكيد حتى عدد الحضور لا يزيد على ١٢ ألف فقد قامت الجهات المعنية بالتأمينات والإجراءات الاحترازية بنشر تعليمات خاصة بالنسبة للقداديس مع احترام معايير التباعد الاجتماعي بالإضافة إلى الالتزام بالكمّامات والتعقيم.
هل هناك خوف على البابا فرنسيس من هذه الزيارة؟
بالتأكيد فمنذ فترة قصيرة تم تفجير في المطار بالفعل نخشى عليه ولكن نطمع في السلامة من الله أما عن كورونا فقد تم وضع محطّات للتعقيم.
هل هناك استعدادات خاصة؟
بالطبع سيكون هناك خروج للناس إلى المطار وقد حضّرنا لهم إعلامًا خاصة وقبّعات مع شعار البابا كلّنا إخوة وخارطة العراق والنهرين وأيضًا عراق النخيل، النخلة مثل أرز لبنان، هذا النخيل قوي وتاريخي وحمامة مع غصن زيتون يشير إلى البابا مع صورة البابا، وقمصان وميداليات توزّع على الناس في استقبال البابا وشباب وفتيات يقفن على الجانبين لكي يستقبلوا البابا
ماذا عن زيارة السيستانى؟
الهدف أولا وأخيرا هو السلام ولكن سوف يكون هناك في صلاة مشتركة مسيحيّة إسلامية وفيما بعد سيقوم بإلقاء كلمة، ليعود بعدها إلى بغداد، وهكذا مقابله السيّد على السيستانى الخاص بالشيعة في العراق خاصة بمنطقة النجف وهى مدينة الشيعة واللّقاء يرسخ الأخوة، والسلام في المنطقة
وماذا عن الرحلة داخل العراق؟
البابا سيتجه إلى أربيل وهناك سيقابل حكومة الإقليم المدنية ومنها إلى الموصل القديمة لأنها مدمرة تماما وبدون هويتها كما عاهدناها وفيها مجمّع كنائس وجوامع تعرّضت للتفجير والهدم، حيث يلقى كلمة أيضا ومنها سيذهب إلى إلى قرقوش بغديدا ليصلّى سلام الملائكة ويعود إلى أربيل، إلى المعهد الكهنوتى البطريركى الكلدانى
وكيف سيتم تأمين الزيارة؟
الأمن يعمل بشكل كبير وموسع جدا على أمن البابا، ولم أسمع أى انتقاد للزيارة بل هناك ترحيبا كبيرًا به، وهو مصمّم على المجىء، وإن شاء اللّه نتفادى أى مفاجأة تعيق الطريق أمامه
حدثنا عن حجم الدمار الذي تعرضت له الكنائس في العراق؟
لم تبق كنيسة في الموصل إلا وهدمت ودمرت، وكذلك الأديرة دمرت، وما نهب منها من وثائق وموجودات لا تقدر بقيمة مطلقا، فهناك مخطوطات نادرة تعود إلى مئات السنين سرقت وهربت ونهبت ومؤخرا، بعد تحرير مناطق في سهل نينوى هناك تدميرا لدور المسيحيين من قبل جهات غير معروفة، الجيش يحرر المنطقة ويتقدم، السؤال من دخل هذه المناطق ودمر هذه البيوت
وكم يبلغ عدد المسيحيين الذين لا يزالون في العراق؟
كان عدد المسيحيين في العراق قبل الاحتلال بفترة قريبة بحدود مليون و420 ألف مسيحى، اليوم في العراق لا يتجاوز عدد المسيحيين في العراق أكثر من 450 ألف مسيحي فقط، أي أنه وبجملة إحصائية فإن نحو مليون مسيحي عراقي غادروا من المحافظات التى كانوا يسكنون فيها بحثا عن الأمان.

أخيرا نريد معرفة تاريخ وجود الكلدان في مصر؟
يرجع وجود الكلدان في مصر إلى قرنين من الزمان، ففى القرن الـ19 كان أول نزوح لهم من العراق وبلاد الشام وتركيا والتى كانت وقتها تسمى أراضى السلطة العثمانية، واستقروا خلال الحرب العالمية الأولى في مصر، كل بعد المذابح التى طالت الأرمن، الكلدان، الأشوريين والسريان في جنوب شرق تركيا وكان هناك وجود كلدانى في المدن التى تعرف الآن بدولة تركيا، والتى كانت تحت سلطة السلطانية العثمانية، وتم النزوح على مرحلتين الأولى بحثًا عن الشغل والتجارة، والثانى بحثًا عن ملاذ آمن ومصر كانت هذا الملاذ الآمن، منذ أيام الأسرة العلوية واستطاعوا الاستقرار في مصر، وفي الأول كانت توجد كنيسة تابعة للطائفة في الفجالة، حتى تم إنشاء سانت فاتيما، وشوية وعلى مدى السنوات انتشر الكلدان في عدة محافظات، لكن كان التجمع الأكبر في القاهرة والإسكندرية، وبعضهم اندمج في المجتمع المصرى وتزوج وآخرون اختاروا الهجرة.