السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"دمو" واحة خضراء عمرها 7 آلاف سنة.. أول قرية تصدر مدربي الخيول للدول العربية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وادي متدرج بواحة خضراء، تلك هي قرية دمو التي يتخطي عمرها 7 آلاف سنة، حيث ترجع إلى عصر الدولة الوسطى، وتبعد عن مدينة الفيوم 7 كيلو مترات، ويسكنها 15 ألف نسمة، حيث تتمتع بموقع متميز للطرق السريعة، كونها نقطة التقاء لطريقين وهما "الفيوم - بني سويف الصحراوي" و"القاهرة - أسيوط الغربي" المار على القرية.
ويحيطها من الجانبين ظهير صحراوي يسمي صحراء دمو، والذي استغلته الدولة في عام 1998 لبناء عدة منشآت منها المدينة الرياضية بدمو ومساكن دمو القديمة ومساكن دمو الجديدة، والحرفة الرئيسية بها هي العمل بالزراعة وتربية وتدريب الخيول، حتى اشتهرت بقرية الألف مدرب.
ويرجع تاريخ قرية "دمو"وتسميتها إلى كلمة "دمى"، وتعنى المدينة، وكانت في الأصل مدينة لتجمع العمال الذين قاموا ببناء هرم هوارة قبل 6 آلاف سنة، وهو مبني من الطوب اللبن، وهرم يعود للدولة الوسطى بعهد الملك أمنمحات الثالث، حيث كانت للفيوم مكانة كبرى في عهده، وهرم هوارة يبعد عن قرية دمو مسافة 1.5 كيلو وملاصق لمساكن دمو الجديدة.
"قرية دمو تعتبر واحة ريفية جميلة، ونشاطها الأساسي الزراعة"، هكذا وصفها الدكتور هاني رشدي يونس، أستاذ مساعد بكلية السياحة بجامعة الفيوم، وأحد أبناء هذه القرية، قائلا: "القرية أيضا بها العديد من المثقفين والمتعلمين وأصحاب مهنة تدريب الخيول العربية الأصيلة، وقد تميزت القرية بمناظرها الخلابة وتتجلي بها مظاهر تدرج أرضها، فنجد بها وادي دمو ثاني وادي بالفيوم بعد وادي النزلة، حيث استطاع الفلاح المصري زراعته بعد أن اكتشف البطالمة وسيلة ري صناعية تستخدم لنقل المياه من الأراضي المنخفضة إلى الأراضي المرتفعة.
وأشار إلى أن الساقية الفيومية شكل تابوت، أصبحت رمزا لمحافظة الفيوم وجزءا من شعار جامعتها، ويمر بها بحر وهبة، ما يشكل مصدر المياه الرئيسي للزراعة، وتتميز بكرم أهلها ودائما تطلق عليها بلد الرجل الواحد لما به من حب وإخاء بين كل عائلات القرية.
وعن عودة مسابقة الخيول العربية الأصيلة على أرض محافظة الفيوم بقرية "دمو"، يكشف "رشدي" عن أنه كانت هناك مسابقات للخيول العربية على أرض الفيوم قبل ثورة يوليو وتوقفت، حيث شهدت القرية في العصر الحديث إهمالا وانعدمت الخدمات بها، حتى ضاقت الحال بثلاثة من شباب القرية وذهبوا للعمل في تدريب الخيول بنزلة السمان بالجيزة، وعندما برعوا في عملهم عادوا إلى العمل في قريتهم وأنشأوا ثلاثة اسطبلات كبيرة للخيول العربية الأصيلة بمساعدة عدد من الأمراء العرب الذين تعرفوا عليهم، وعادت للنور من جديد، منذ عام 2013.
ويضيف: "أحيينا فكرة بطولة الفيوم الأولى لجمال الخيول العربية الأصيلة بفضل رابطة مدربي الخيول بقرية دمو، وبهذه الفكرة والبطولة أصبحت المدارس تفعل هذا النشاط وتدريب النشء على هذه الخيول بالمحافظة، وهناك مهرجانات للجمال الممشوق قوامه ومن أشهر مدربي هذا النوع من الخيول أبناء هذه بالقرية".
وبدأت مهنة تدريب الخيول العربية بالقرية عقب الانفتاح الاقتصادى عام 1978 وعودة السياحة لمصر، حيث بدأ الرعيل الأول من الشباب لمدربى الخيول بالعمل بنزلة السمان وهم عبدالمولى رشاد وعبدالنبى قاسم وجمعة قاسم وجمعة عبدالرازق، في دخول مجال تدريب الخيول بالقرية والتعامل مع الأجانب كعامل جذب لباقى شباب القرية للعمل في التدريب، كما أن قرية دمو مصدرة للعمالة لمدربى الخيل لجميع الدول العربية والأوروبية، والقرية يقوم بزيارتها العديد من الأجانب خاصة من الدول العربية لركوب الخيل والتدريب أيضا.
وعن شهرتها العالمية والعربية في تدريب الخيول، يقول أحد المهتمين بنشاط الفروسية ومربي الخيول بالقرية، إنها أصبحت من القرى المعروفة بتدريب الخيول العربية الأصيلة على مستوى الوطن العربى، فلا تخلو مزرعة من مزارع الخيول في مصر والوطن العربى من مدرب من قرية دمو بالفيوم، كما يوجد بالقرية العديد من مزارع تربية وتدريب الخيول العربية ومدربى الخيول، والأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود أحد أبناء الأسرة المالكة بالسعودية استعان بـ 10 مدربين من قرية دمو لتدريب الخيول لديه بمزرعته في السعودية.