السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

دراسة: حان الوقت أمام الكونغو لإظهار قيادتها في الاتحاد الإفريقي

الرئيس الكونغولي
الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على الرغم من التحديات السياسية الداخلية التي تواجه جمهورية الكونغو الديمقراطية ، فإن رئاسة الكونغو للاتحاد الإفريقي خلال دورته الحالية تتيح للكونغو فرصة لإظهار قيادتها في الاتحاد ، جاء ذلك في معرض تقرير أصدره المعهد الإفريقي للدراسات الأمنية ، الذي يتخذ من مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا مقراً له .
وتضمن التقرير تساؤلات عما إذا بمقدور الرئيس الكونغولي " فيليكس تشيسكيدى " أن يقود الاتحاد الإفريقي ، بنجاح في الوقت الذي يحاول فيه دعم سلطته في بلاده ؟ وهل يمكنه تكريس الوقت والاهتمام اللازمين لمنصبه كرئيس للاتحاد الإفريقي ؟ وماذا عن حقيقة أن الكونغو الديمقراطية لم تصدق على بروتوكول الاتحاد الأفريقي المتعلق بإنشاء مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي ؟ .
وذكر المعهد الإفريقي للدراسات الأمنية في تقريره أن رئاسة الاتحاد الإفريقي ،تأتى بصلاحيات محددة بموجب واجبات تمثيل الاتحاد والترويج لأهدافه ومبادئه ،وأن هذا يمثل فرصة للرئيس الكونغولى ، الذي يمكنه الاستفادة من الأهمية الاستراتيجية للاتحاد الإفريقى لتعزيز مكانته في كل من الفضاء الإفريقى متعدد الأطراف وفى الداخل .
وأوضح التقرير " إن الرئيس تشيسكيدى تولى السلطة في الكونغو الديمقراطية في ظل ظروف مضطربة ، وضعت الاتحاد الإفريقى ومجموعة تنمية منطقة الجنوب الإفريقي / سادك / على خلاف ، وأن هذا جعله يكتسب خبرة مباشرة في كيفية استفادة المرء من الاتحاد ومجموعة / سادك / في مساعيه للسلطة ".
وأضاف التقرير " إن رئاسة الاتحاد الإفريقي تتطلب توافر / آلية دبلوماسية / قوية جيدة الأداء ، وأن الرئيس تشيسكيدى قام بتعيين لجنة رفيعة المستوى لمساعدته أثناء رئاسته للاتحاد خلال عام 2021 ، وأن هذه اللجنة خصصت إدارة لتنفيذ كل أولوية من أولويات مجال تفويضه " .
وتابع المعهد الإفريقي للدراسات الأمنية في تقريره " أن رئيس الاتحاد الإفريقي سيركز على المسائل المتعلقة بمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية والتكامل الاقتصادي ،وأجندة 2063 والشراكات الخارجية للاتحاد الإفريقي مثل الشراكة مع الاتحاد الأوروبي ، بالإضافة إلى قضايا الصحة / وخاصة تفشى وباء فيروس كورونا / والثقافة / وذلك في إطار موضوع الاتحاد الإفريقي لعام 2021 ،والذي يتمثل في أن الفنون والثقافة والتراث دعائم لبناء أفريقيا التي نريدها .
ومضى التقرير موضحاً أن الرئيس تشيسكيدى سيعطى أيضا أولوية للاستثمار في مشروع سد " إنجا " الكبير لتوليد الكهرباء بالقوى المائية على نهر الكونغو ، وأن هذا السد بشكله الحالي يمكن أن يساعد على الوفاء بنسبة 40% من الطلب على الكهرباء في القارة الإفريقية .
وفيما يتعلق بوباء فيروس كورونا / كوفيد – 19 / وتداعياته ، فإنه سيتصدر قائمة أولويات تشيسكيدى ، وسيقوم بالإشراف على المبادرات القارية، التي قادها رئيس الاتحاد السابق سيريل رامافوسا ومفوضية الاتحاد والمراكز الأفريقية لمراقبة الأمراض والوقائية منها ، وذلك في الوقت الذي تكافح أفريقيا فيه حاليا من أجل الحصول على لقاحات التطعيم في الوقت المناسب ، وتقوم المراكز الأفريقية لمراقبة الأمراض والوقاية منها بعملية التنسيق لتوزيعها .
ولتنفيذ هذه الأولويات ، سيعتمد الرئيس تشيسكيدى على وزير خارجيته الذي شكل قوة مهام تضم سفير الكونغو لدى إثيوبيا وممثلها الدائم لدى الاتحاد الإفريقي ، وسيتطلب الأمر تعبئة القدرات الدبلوماسية .
ومنذ توليه السلطة في بلاده ، فإن تشيسكيدى أبدى استعداده للتعاون مع الدول المجاورة ومن بينها أنجولا وأوغندا ورواندا وزامبيا ، وذلك على أمل أن يدعموا رئاسته للاتحاد الإفريقي ، ويمكن أن يكون الاتحاد الإفريقي منصة مفيدة لدعم الأمن والحكم والتنمية في منطقة البحيرات العظمى، ويمكن أن تساعد القوة الجماعية للاتحاد على دعم التماسك والوحدة ومعالجة مشكلات المنطقة .
وبوصفه أحد الضامنين لإطار السلام والأمن والتعاون في الكونغو والمنطقة عام 2013 ، فإن الاتحاد الإفريقي يعتبر مسئولا عن المساعدة على مراقبة تنفيذ هذا الإطار ، ولكن ممثلي الاتحاد في المنطقة – بالنسبة لكل من الكونغو الديمقراطية ومنطقة البحيرات العظمى وبوروندى وأفريقيا الوسطى – يمكن أن يلعبوا دورا أنشط في معالجة التحديات بدول المنطقة .
غير أنه لم يتضح حتى الآن ، ما إذا كان تشيسكيدى يرغب في استخدام الاتحاد الإفريقي كوسيلة لتحقيق ذلك أم لا ،ولكن يمكن لمفوضية الاتحاد الإفريقي ومجلس السلم والأمن الاستفادة من رئاسة تشيسكيدى لوضع الاتحاد الإفريقي ، في مركز الأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي والتنمية في منطقة البحيرات العظمى .
واختتم المعهد الإفريقي للدراسات الأمنية تقريره بالقول إن الرصيد السياسي الحالي والمستقبلي للرئيس تشيسكيدى، سيتحدد بدرجة كبيرة وفقاً لكيفية تمكنه من تحقيق التوازن بين تحقيق هدفه الداخلي وهو دعم سلطته في بلاده ،وبين الواجبات القارية التي يمكن أن تدعم علاقات إقليمية رئيسية بالنسبة له .