الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

بالصور| محمية رأس محمد.. جنة الله بأرضه وقبلة الغواصين

محمية رأس محمد
محمية رأس محمد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد محمية رأس محمد واحدة من أجمل وأروع بقاع العالم، حتى أن البعض يُطلق عليها جنة الله في الأرض لما فيها من مناظر طبيعية خلابة، وتنوع ملحوظ بين البيئة النباتية والحيوانية والبحرية، فهي تحتوي على حفريات يعود عمرها لأكثر من 75 مليون عام مضت، كما أنها غنية بالشعاب المرجانية الخلابة، والجزر الرائعة، والحياة البرية المتمايزة.
وتمثل المحميات الطبيعية في مصر نماذج من النظم البيئية ذات الأهمية التي تسعي الدولة إلى حمايتها والحفاظ عليها من عوامل التدهور ورفع كفاءتها كقاعدة وطيدة للتنمية والسياحة والاستثمار المتواصل، ويبلغ عدد المحميات 30 محمية على مساحة نحو 150 ألف كيلو مترا مربعا بما يمثل 15% من مساحة الجمهورية حيث تغطي المحميات معظم النظم البيئية المتميزة وتأوي أكثر من 20 ألف نوع من النباتات والحيوانات.
والمحميات الطبيعية ثروات رئيسية للأجيال الحالية والقادمة واحتياطي استراتيجي للدولة، وتسعي الدولة إلى حماية هذه الموارد الطبيعية ورفع كفاءتها كقاعدة وطيدة للتنمية والسياحة والاستثمار لأن المواطن المصري له الحق في الحياة في بيئة نظيفة ونقية، مع أهمية حماية الموارد الطبيعية والحفاظ عليها للاجيال القادمة والاستفادة من نتائج هذه الموارد في التنمية البيئية المستدامة.

وعن تاريخ إنشاء محمية رأس محمد يقول الدكتور إسلام نبيل عبدالسميع، رئيس مكتب هيئة تنشيط السياحة بجنوب سيناء، من خلال هاشتاج "أعرف بلدك"" أطلقه على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي؛ للتوعية السياحية والأثرية عن جنوب سينا: "كانت محمية رأس محمد أول محمية طبيعية يجرى إنشائها في مصر، وجرى إعلانها رسميًا كمحمية طبيعية عام 1938م، على مساحة 97 كيلو، لكنها لم تحظ باهتمام ملحوظ حتى عام 1989م، حيث وُضعت خطة شاملة لتطويرها وتوسعاتها حتى وصلت مساحتها لنحو 480 كم، منها 135 كيلو أراضي برية، و345 كيلو شعاب مرجانية وبيئة مائية.
وعن سبب التسمية يوضح عبد السميع، أن هناك أكثر من رأي عن سبب تسمية محمية رأس محمد بهذا الاسم، فالبعض يقول أنها سميت كذلك لأنها تبدو على الخريطة كرأس مثلث قاعدته تتكون من سلاسل جبال جنوب سيناء، أما البعض الأخر يقول أنها تبدو بجزأيها المائى والبري كرأس رجل له لحية ضخمة لذلك أطلق عليها محمية رأس محمد.

محمية رأس محمد.. الموقع والتنوع الفريد
وأشار رئيس مكتب هيئة تنشيط السياحة بجنوب سيناء، إلى أن محمية «رأس محمد» بجنوب سيناء تعد ثاني أهم محمية طبيعية على مستوى العالم، على مدى الثلاثين عاما الماضية، بعد أولورو- كاتا بارك تجوتا باستراليا، فهى تجسيد متكامل لنظام إيكولوجى يشمل البحر بمياهه ذات الألوان المتدرجة باللون الأزرق، والجبال والصخور الشاهدة على الطبيعة المصرية، والنباتات كالمانجروف والشورى، ودرجات الحرارة المعتدلة، والهواء النقي، لتجسد لنا لوحة طبيعية في تناغم فريد من نوعه في العالم، وتقع محمية رأس محمد عند التقاء خليج السويس وخليج العقبة، وتمثل الحافة الشرقية لمحمية رأس محمد حائطًا صخريًا مع مياه الخليج الذى توجد به الشعاب المرجانية.
وتابع "تتميز منطقة رأس محمد بالشواطئ المرجانية الموجودة في أعماق المحيط المائى لرأس محمد وبالأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والأحياء المائية النادرة، كماتحيط الشعاب المرجانية برأس محمد من كافه جوانبها البحرية وتشكل تكوينا فريدا مما له الأثر الكبير في تشكيل الحياة الطبيعية بالمنطقة كما تشكل الانهيارات الأرضية " الزلازل " تكوينات الكهوف المائية أسفل الجزيرة والمحمية موطن للعديد من الطيور والحيوانات المهمة مثل: الوعل النوبى بالمناطق الجبلية وأنواع الثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات والتى لا تظهر إلا ليلًا، كما أن المحمية موطن للعديد من الطيور المهمة مثل البلشونات والنوارس".

محمية رأس محمد.. قبلة الغواصين
وأضاف عبد السميع، أن محمية رأس محمد تشمل أكثر من 12 شاطئا وتعد قبلة الغواصين في العالم لأنها تجمع ثلاث بيئات في تشكيلة رائعة من الطحالب البحرية والشعاب المرجانية والأسماك ( أسماك بيكاسو ذات الالوان الزاهية)، وتعد محمية رأس محمد أهم محميات مصر وفقا للتصنيف العالمي، وذلك لكونها من أهم 3 مواقع غطس على مستوى العالم، لجودة الشعاب المرجانية والبيئة البحرية بها، بالإضافة إلى جودة الشعاب المرجانية في مصر بشكل عام، والتي لا تنافسها فيها دولة سوى استراليا.
وعن التنوع البيولوجى في المحمية قال رئيس مكتب هيئة تنشيط السياحة بجنوب سيناء، إنه يوجد بالمحمية العديد من الكائنات ومنها: الطيور، مثل: الصقور، البلشونات، اللقالق، الثدييات مثل: الثعالب، الضباع، الأرانب الجبلية، الغزلان، الماعز الجبلي، والحيوانات البحرية، مثل: الدرافيل، القرش، الترسة البحرية، كما يوجد بها نحو 150 نوعا من الشعاب المرجانية، ويُميز بوابة رأس محمد تصميمها المتفرد، فقد صُممت بواسطة أحد المهندسين المصريين بعد حرب أكتوبر، واستخدم في بنائها الصخور الإسمنتية التي وُضعت بجوار بعضها البعض بطريقة مميزة جدًا.
واستعرض عبد السميع أهم المناطق السياحية بالمحمية، قائلا إنها تحتوي على العديد من الأماكن السياحية الرائعة والتي تتنوع في مناظرها الطبيعية الخلابة، أهمها - "شاطئ السويس" ويقع بالقرب من خليج السويس، وتتميز هذه المنطقة بجبالها التي يغلب عليها اللون الأحمر، ومياهها شديدة النقاء، والتي أصبحت موطن آمن للعديد من المخلوقات البحرية النادرة مثل الترسية البحرية وطيور النورس والدلافين وفصائل عديدة من القشريات وحيوانات الأسفنج بالإضافة لأكثر من 200 نوع من المرجان، لذلك فهي منطقة أكثر من مثالية للغوص والاستمتاع بروعة الطبيعة البكر في هذه المنطقة.

- "قناة مانجروف" والمانجروف هو أحد أندر النباتات الموجودة على سطح الأرض، حيث يتواجد في أربعة أماكن فقط حول العالم، من ضمنها محمية رأس محمد، لهذا النبات طبيعة خاصة حيث يقوم بامتصاص الأملاح الموجودة في المياه وإخراجها مرة أخرى على السطح الخارجي لأوراقه، وتفصل مجموعة أشجار المانجروف محمية رأس محمد عن جزيرة البعيرة، أما القناة فقد نشأت منذ ملايين السنين جراء زلزال عظيم ضرب مصر فظهرت القناة بطول 250 متر بها مياه ضحلة تجف أحيانًا بفعل الظروف المناخية.
- "البحيرة المسحورة"، وهذه البحيرة تبدو وكأنها من عالم القصص الخيالية، وذلك نظرًا لتدرج ألوانها المُبهر الذي يضم كافة درجات اللون الأزرق تقريبًا، حتى أن البعض يُجزم بتغير لونها أكثر من سبع مرات في اليوم الواحد، تربط البحيرة أيضًا بأسطورة قديمة، وهي أن كل من يأتي للسباحة فيها وإلقاء العملات المعدنية مقترنة بأمنية ما تُحقق أمنيته، وسواء كانت مجرد أسطورة أو حقيقة مازال كافة زوار البحيرة يفعلون ذلك حرفيًا حتى اليوم.
- "شعاب يولاندا المرجانية"، وجرى تسميت هذه الشعاب المرجانية نسبة لسفينة شحن قبرصية كانت تُسمى يولاندا، غرقت السفينة في الجانب الغربي للشعاب المرجانية عام 1980م، ومازال حطامها وحمولتها قابعة في قاع البحر حتى اليوم، تحتوي الشعب المرجانية أيضًا على العديد من الأسماك والكائنات البحرية المختلفة مثل التونة الضخمة وقرش المطرقة والباراكودا وغيرها لذلك تُنظم إليها رحلات الغوص باستمرار.

- "شقائق النعمان" وعند زيارة هذه المنطقة يشعر الإنسان كأنه في مدينة تنتمي لأحدى القصص الخيالية التي تحدث في قاع البحر، فشعابها المرجانية تبدو كأنها مجموعة من الطرق والكهوف البحرية، أما سكان هذه المدينة فهم مجموعة متنوعة من الأسماك التي تتميز بألوانها البديعة مثل سمك المهرج والفراشة وغيرها.
- "حديقة ثعبان البحر"، وتتواجد هذه الحديقة تحت قاع البحر على مسافة قريبة من الشاطئ، وتتكون من هضبة رملية تعيش بها أسماك ثعبان البحر، وقد يصل طول بعض الأسماك هناك لنحو 80 سم، هي منطقة مميزة للغوص ومراقبة حياة ثعابين البحر، مع الحذر عند الاقتراب منها تجنبًا لإخافتها.
- "رأس زعتر"، وهي عبارة عن جدار صخري يسقط عموديًا حتى قاع البحر الأحمر، وهو أحد مناطق الغوص المميزة، حيث يحتوي على العديد من أنواع المرجان النادرة مثل المرجان الأسود، بالإضافة لأنواع أخرى مختلفة تُغطي الحائط الصخري بالكامل، أيضًا شق صخري واسع في شمال الجدار ويضيق تدريجيًا كلما اتجهنا لأعلى ليُصبح أشبه بالمدخنة، يعيش في هذا الشق العديد من الكائنات البحرية النادرة.
وأختتم رئيس مكتب هيئة تنشيط السياحة بجنوب سيناء حديثه قائلا إنه يتضح مما سبق أن المحميات الطبيعية والحدائق الوطنية من العوامل المهمة للجذب السياحي حيث تتم بها بعض الأنشطة السياحية التي تجذب العديد من الزائرين مثل مراقبة الطيور والحيوانات البرية ورياضة الغطس ومراقبة الأحياء البحرية أو ممارسة رياضة التجول في الغابات وتسلق الجبال وارتياد الصحراء أو ممارسة السياحة العلمية مثل التعرف على التكوينات الجيولوجية والصخرية الشاهدة على تعاقب العصور المختلفة.