الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حياة الروح.. احتفاء خاص برواد العالم للعلاج بالموسيقى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفي «البوابة نيوز» بأساتذة العلاج بالموسيقى في العام؛ وذلك تزامنًا مع اليوم العالمى للعلاج بالموسيقى الذى خصص له الاتحاد العالمى للموسيقى، الأول من مارس من كل عام، ويسلط اليوم العالمي للعلاج بالموسيقى الضوء على المعالجين بالموسيقى في جميع أنحاء العالم، ويعرض كيف توفر الموسيقى طريقة لجعل الحياة أفضل وأكثر إشباعًا. فكثير من الناس يشيرون إلى الموسيقى كلغة عالمية، فالعلاج بها متجذر من التاريخ وقد شهدته الكثير من الحضارات وآمنت في استخدامه وتأثيره في الشفاء على البشر.



ومع تطور التاريخ أثبت العلاج بالموسيقى أنه وسيلة فعالة لتلبية الاحتياجات الجسدية والمعرفية والاجتماعية والعاطفية للأطفال وكبار السن والأشخاص ذوى الإعاقة. ويرى الأشخاص المصابون بالشلل الدماغى والتوحد وصعوبات التعلم والعديد من أنواع الإعاقات الأخرى فوائد تلقى العلاج بالموسيقى. وغالبًا ما يشمل العلاج بالموسيقى الغناء والاستماع إلى الموسيقى وإنشاء الموسيقى والانتقال إلى الموسيقى واستخدام الآلات. وقد أثبتت الأبحاث أن العلاج بالموسيقى فعال في: تعزيز الحركة، توفير طرق للتواصل، توفير طرق للتعبير عن المشاعر. ويقدم المعالجون بالموسيقى هذا النوع من العلاج، الذين يأملون في زيادة الاهتمام به وانتشاره.. ويحتاج المعالجون بالموسيقى إلى درجة البكالوريوس، كما يقدمون خدماتهم في مجموعة متنوعة من البيئات.. ويذهبون إلى المدارس والمستشفيات ودور رعاية المسنين وحتى منزل العميل.
يسمح نجاح العلاج بالموسيقى لبعض المدارس بتنفيذ العلاج بالموسيقى في برامج التربية الخاصة.
وتساعد الموسيقى الأطفال في التربية الخاصة على تنمية مهارات الإيقاع والحركة، بالإضافة إلى زيادة مهارات الحفظ. كما أن العلاج بالموسيقى يشجع الأطفال على التصرف بشكل مناسب ويصرف الانتباه عن الانزعاج والقلق. يذكر أن الاتحاد العالمى للعلاج بالموسيقى (WFMT)، أطلق اليوم العالمى للعلاج بالموسيقى في عام 2016.
د. رحاب الجبالى: الأطباء النفسيون يستخدمون العلاج بالموسيقى منذ السبعينيات
تقول د.رحاب الجبالى رئيسة ومؤسسة الجمعية الوطنية للعلاج بالموسيقى بتونس: العلاج بالموسيقى هو «شكل من أشكال العلاجات، الذى يستعمل جميع أنواع ومكونات الموسيقى، لتحسين الصحة العقلية والجسدية والنفسية والروحية للفرد» «الجبالى، ٢٠٢٠» وقد حظى هذا المجال باهتمام الأطباء النفسيين والإخصائيين في علم النفس الكلينيكى في تونس إطار سريرى منذ سنة١٩٧٠.
كما قمت بإرساء أول تجربة للعلاج بالموسيقى في قسم طب الأورام لمرض السرطان بمصحة مختصة في هذا المجال في تونس وقدمت طريقة جديدة في العلاج بالموسيقى مع الأشخاص القادمين للعلاج الكيميائى، بناءً على تقنيات الاسترخاء والصوت والصور الموجهة. (الجبالى، ٢٠١٢) ثم أسسنا أنا والدكتور أشرف كمون منذ سنة ٢٠١٤ الجمعية الوطنية للعلاج بالموسيقى لتعزيز تقنياتها، كطب بديل وعلاج تكميلى ولتطوير البحث وتأطير الباحثين في هذا المجال والعمل على النهوض بالعلاج بالموسيقى في تونس في الداخل والخارج وتوضيف العلاج بالموسيقى لذوى الحاجيات الخصوصية، نظمت الجمعية الوطنية للعلاج بالموسيقى العديد من مؤتمرات وندوات ودورات تكوينية وورشات تطبيقية في علاج بالموسيقى لذوى الحاجيات الخصوصية، بالتعاون مع المؤسسات الوطنية والدولية ومن خلال تبادل الخبرات مع تخصصات مختلفة: الطب النفسى وعلم النفس وعلوم الموسيقية والفنون.
- أسهمت الجمعية الوطنية للعلاج بالموسيقى في ترسيخ المبادئ الأساسية للعلاج بالموسيقى في تونس من خلال التدريب والتكوين والتأطير الجامعى الباحثين في هذا المجال.
- في يناير ٢٠٢٠، وقعت الجمعية الوطنية للعلاج بالموسيقى اتفاقية شراكة مع وزارة الصحة لإدماج العلاج بالموسيقى في جميع خدمات الرعاية والمستشفيات الجمهورية التونسية العامة والخاصة.
وفي- مارس ٢٠٢٠، قمنا بتأسيس أول مركز للعلاج بالموسيقى والخدمات العلاجية، في تونس. مركز هارمونى للعلاج بالموسيقى والخدمات العلاجية.
-ونقوم حاليا بتدريس العلاج بالموسيقى، بوصفه تخصصا  بعد بحث أول ماجستير مهنى في كلية الطب والمعهد العالي للموسيقى بسوسة، بعد أن كانت تدرس وحدة في المعهد العالى للتربية المختصة موجهة للطلاب والمربين المتخصصين، والطلاب الذين يرغبون في الحصول على درجة الماجستير المهنية في «الإعاقة وإعادة التأهيل»، أو درجة الماجستير البحثى في «التربية المختصة».
_ في السنوات الأخيرة ومع كثرة الضغوطات النفسية أصبح العالم العربى واعيا ومؤمنا بقيمة العلاج بالموسيقى كعلاج بديل.
كما أتمنى أن يتطور مجال العلاج بالموسيقى في الوطن العربى، أكثر فأكثر.

د. حمدة فرحات: الموسيقى تعالج اضطرابات نفسية وجسدية وعلائقية وتحل مشكلات التعلم
تقول د.حمدة فرحات رئيس الجمعية اللبنانية للعلاج بالموسيقى: «هدفنا الإنسان أينما كنا تحسين نوعية الحياة لجميع الأعمار من خلال الموسيقى هذه النعمة الموهوبة لنا، وتطوير العلاجات والسعى لشفاء ما تمكن من أمراض واضطرابات نفسية وجسدية وعلائقية وإعادة تأهيل من يحتاج، وحل مشكلات التعلم.
وتواصل: «بدأت العمل كمعالجة بالموسيقى كوسيط في عيادتى الخاصة في قرية بيت شاما عام ٢٠٠٦ في فترة التحضير للدكتورة، والتى كانت بإشراف البروفسور د. ايف مورهان Yves Morhain في جامعة «ليون ٢» Université Lyon ٢ والبروفسورة الدكتورة كريستين نصار في لبنان، وكانت بعنوان La Musique Comme Médiation Thérapeutique dans le Traitement de la Dépression الموسيقى كوسيط علاجى للاكتئاب.
الجدير بالذكر أن «فرحات» أستاذة في الجامعة اللبنانية كليتى الآداب والصحة، أقسام علم النفس وتقويم النطق والتغذية، مشرفة على الرسائل في مرحلة الماستر ومنسقة ومشرفة على التدريب لطلاب علم النفس قيد الحصول على اذن مزاولة المهنة من وزارة الصحة، مدربة معتمدة، حائزة على دكتوراه في علم النفس العيادى والمرضى، شهادة في التشخيص النفسى من جامعة «هارفرد ميديكال سكوول» ومن منظمة الصحة العالمية، إجازة في التربية الموسيقية، دراسة فى «الكونسرفاتوار» غناء وعزف، خبرة تعليمية لجميع المراحل، خبرة موسيقية فنية كعضو في فرقة الأستاذ المؤلف الموسيقى سليم فليفل، والدكتور سليم سعد، ومنشئة فرقة خاصة مؤلفة من طلاب الجامعات والثانويات والموسيقيين المحترفين ومشاركة في العديد من المناسبات الأنشطة الرسمية مثل عيد البيئة والصليب الأحمر وتحرير الجنوب اللبنانى وعيد الاستقلال واحتفالات، التخرج في الجامعة اللبنانية ثم العمل مع الفنان العالمى سامى كلارك من خلال مشاركة بعض أعضاء الفرقة الخاصة في برنامجه التلفزيونى PELE MELE....
كما عملت بالعلاج بالموسيقى كوسيط وكنوع من العلاجات النفسية الثورية في مجالات ومراكز متعددة، منها إعادة التأهيل والاستشفاء والتدريب للمعالجين والأطباء والتربويين محليا، ومع منظمات عالمية معروفة وتم توثيق كل ذلك في الموسوعات الرقمية بالإضافة إلى الندوات والمقابلات الصحفية والإعلامية من راديو وتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي.
قمت بتطوير وابتكار العديد من التقنيات عبر عمل زمنى استمر حتى الآن، وعرفت طريقتى بالطريقة الثلاثية للعلاج بالموسيقى كوسيط وتم تطبيقها على الكثير من العينات ومع باحثين آخرين في إطار رسائلهم الجامعية.
في عام ٢٠١٧ تم إنشاء أول مركز في لبنان للتدريب في مركز الطيونة الطبى محافظة جبل لبنان، وقد قمت بتدريب العديد من المعالجين النفسيين الدارسين للموسيقى، وللطلاب في مرحلة الماستر والإعداد المهنى، وانتسبنا للاتحاد العالمى للعلاج بالموسيقى. في عام ٢٠١٩ أصبحنا ثلاثة مؤسسين للجمعية من المتخصصين في مجال علم النفس العيادى والتربية والموسيقى كاختصاص ضرورى للمعالج بالموسيقى كوسيط، شريكاى في التأسيس هما العميد الدكتور ايليا فرنسيس الفنان وقائد موسيقى قوى الامن الداخلى سابقا والأستاذ الجامعى وشقيق الفنان الكبير وديع الصافى، والدكتور أنطوان الشرتونى الأستاذ الجامعى والمؤلف والفنان وكما قلت هما موسيقيان على مستوى أكاديمى عال، ونحن نقوم بتدريب مريدى الاختصاص.

نبيلة ميخائيل: لا تناقض على الإطلاق بين الموسيقى والعلم
وقالت الأستاذة بكلية التربية الموسيقية، إنه لا تناقض على الإطلاق بين الموسيقى والعلم، وقد كان العلماء هم الأسبق في الكشف عن إمكانيات الموسيقى وتأثيراتها المختلفة على الإنسان، والعلاج بالموسيقى هو عبارة عن تنظيم إيقاع الحركة داخل الجسم الحى بواسطة موجات الموسيقى سواء عن طريق الاسترخاء المفيد للكثير من الحالات المرضية أو عن طريق تحقيق نسبة معينة من التوافق بين التنفس وسرعة النبض، والإنسان والموسيقى كلاهما يعتمد على الإيقاع إذا اختل حدثت الفوضى وإذا انتظم تحقق الاتزان.
وكان الباحثون قد اكتشفوا فعالية الموسيقى في تنشيط إفراز الاندورفينات وهى مواد طبيعية تتشابه في تركيبها مع المورفين. ومن المعروف أن الأندورفينات التى اكتشفت عام ١٩٧٢، هى أحد أنواع البيتبيد Peptides، وهى أيضًا هرمونات تفرزها الغدة النخامية، وتعد اللوزتين والجهاز الليمفاوى أبرز مراكز تجمعها، حيث يحتويان على مجموعة كبيرة من الخلايا التى تفرزها. وكما يقول هؤلاء الباحثين أنه بمجرد اكتمال هذا الاكتشاف سيكون من المتوقع حدوث تغيير جذرى في الآراء المعروفة عن «كيمياء الألم»، حيث لم يعد هناك شك في أن الألم والمتعة والانفعال، وكثيرًا من الأمراض لها اتصال بعمل الأندورفينات، التى اتضح أن الموسيقى تساعد مساعدة جبارة على زيادة إفرازها، ومن ثم على علاج الجسم وشفائه من الأمراض.
ولأن الأندورفينات مادة طبيعية يفرزها الجسم، ولم يكتشف لها حتى الآن أية آثار جانبية، كما هو الحال بالنسبة للأدوية الكيماوية. إذًا نستطيع أن نقول: إننا أمام علاج يسير، رخيص، ليس له أى مضاعفات على الإطلاق يمارس في كل زمان وكل مكان.
قالت قبل سبع سنوات في لقاء لها، إن غادة عبد الرحيم هتكون خليفتها في هذا المجال في مصر.

غادة عبد الرحيم.. احترفت العزف منذ الصغر وأسعى لنشر العلاج بالموسيقى في مصر
تقول الدكتورة غادة عبد الرحيم، رئيس الجمعية المصرية للعلاج بالموسيقى «تحت التأسيس» ومدرس علم النفس الموسيقى بجامعة القاهرة وعضو الجمعية البريطانية للعلاج بالموسيقى.
احترفت منذ صغرها العزف على الكمان والبيانو ثم ثقلت موهبتها بدراسة الموسيقى في كلية التربية النوعية جامعة القاهرة، ولأنها تعشق الاختلاف، تمردت بعد التخرج على العمل كمدرسة موسيقى وفتحت لنفسها آفاقا جديدة في مجالات أخرى.
تأثرت ببيتهوفن وموزارت وغيرهما، حتى أدركت المعنى الحقيقى للموسيقى ودورها في إصلاح المجتمعات، واستطاعت ابتكار طرق جديدة للعلاج بالفن من خلال الموسيقى.
وانعكست الهواية والموسيقى على حياتها، حيث تقول: «قرأت عن دور الموسيقى في التأثير على النفس البشرية، وفوجئت أنها لها تأثير على البشر منذ بداية الخليقة، فالإنسان البدائى كانت تؤثر عليه أصوات الطبيعة، أيضا الفراعنة كانوا أصحاب فن راقٍ، وتجلى ذلك في جدارياتهم، فظهرت آلات الهارب والطبول، وكان الملوك عندما يمرضون يجلبون لهم العازفين، لاعتقادهم أن الموسيقى تطرد الروح الشريرة من الجسد».
وأضافت: «بمرور الوقت، وخاصة في العصور الوسطى ثم في العصر الإسلامى، كان العرب يعزفون على العود لإخراج الطاقة السلبية والحزن، ثم ظهرت حفلات الزار، وبعد الحرب العالمية الثانية كان عازفو الشوارع يزورون المستشفيات للتخفيف عن مصابى الحرب، ومن هنا بدأت فكرة العلاج بالموسيقى وتم إنشاء رابطة لهذا الغرض».
وترى غادة أن علاقة علم النفس بالموسيقى وطيدة من الدرجة الأولى، فعلم النفس الموسيقى مشتق منه العلاج بالموسيقى، وتابعت: «اكتشفت أن هناك ٤٠٠ جامعة حول العالم تضم هذا التخصص، منها أكسفورد وكامبريدج وهارفرد، حيث تستخدم العلاج بالموسيقى للحيوان والنبات والإنسان، والنوع الأخير يستخدم في المدارس ودور المسنين ودور رعاية الأيتام والمؤسسات الخيرية».
وساهمت غادة في علاج الاكتئاب ومرضى ضغط الدم وألزهايمر والسرطان، وكذلك علاج فرط الحركة وصعوبات القراءة والتعلم والتوحد، كما نجحت في إنقاذ مجموعات من الأطفال اللاجئين وأطفال الشوارع، وأثبتت الدراسات أن الموسيقى عالجت مرضى ألزهايمر والأطفال اللاجئين.
وتوضح غادة: «بدأنا على يد الدكتورة نبيلة ميخائيل أستاذة تربية موسيقية، التى تحدت زوجها طبيب الباطنة في علاج المرضى بالموسيقى، وبالفعل أعدت بحثا في ذلك ونجحت في إثبات وجهة نظرها، أما الأستاذة آمال صادق فأعدت ترجمات لقياس قدرة الموسيقى على إبداع الطفل، وأثبتت ذلك أيضا، إلا أن كل تلك الاجتهادات لم تندرج تحت مسمى معين في مصر في هذا الوقت».
وتابعت: «بعد تخرجى رفضت العمل كمعيدة وحصلت على ماجستير تربوى، لإصرارى على التخصص، وبالفعل تم إصدار لائحة بتخصصات جديدة، مثل (علم نفس التربية الموسيقية) وكنت أول باحثة حصلت على الدكتوراة في هذا المجال وتحقق حلمي».
وبمرور الوقت راسلت غادة أساتذة من هارفرد لتعميق هذه الدراسة في مصر، وأسست الرابطة العربية للعلاج بالموسيقى، وشارك فيها مصريون كثر، ومن دول فلسطين ولبنان وتونس وبعض دول الخليج مثل الكويت، بهدف إقناع الناس بالعلاج من خلال الموسيقى.
وعن مشروعاتها المستقبلية تقول: «أفكر في التواصل مع المجلس القومى للأمومة والطفولة واليونيسف، لاستخدام الموسيقى في علاج التنمر، وتقديم الدعم النفسى بالموسيقى لتهذيب السلوك».
وتعمل غادة على تدشين أول موقع إلكترونى يتحدث عن هذا العلم لإقناع الناس بأهمية الموسيقى في علاج الأمراض المختلفة وتحسين السلوك، وتحلم بإنشاء أكاديمية تكميلية لهذا العلم.