السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"أبو جرج".. موطن مصطفى عبدالرازق شيخ الأزهر ومجدد الفلسفة الإسلامية في العصر الحديث

الشيخ مصطفى عبدالرازق
الشيخ مصطفى عبدالرازق شيخ الأزهر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يلمع بريقها عند ذكر اسمها، ويفوح منها عبق التاريخ، تشم فيها رائحة الحضارات وتسمع لها صدى أصوات الملتقيات الثقافية لكبار الساسة والأدباء والرموز المصرية عبر التاريخ وترى الأشجار التى زرعها الإمام الأكبر والعالم الكبير الشيخ مصطفى عبدالرازق منذعشرات السنين.. إنها «أبوجرج» التى استحقت لقب بلد العظماء والتى اكتسبت شهرة عالمية منذ القدم وأنجبت رموزا خلدها التاريخ وهى إحدى القرى التابعة لمركز بنى مزار شمال محافظة المنيا والتى عرفت منذ عهد الفراعنة. 
وذكرت في المخطوطات والوثائق المصرية وورد اسمها في مؤلفات عربية من العصور الوسطى تحت اسم «بوجرج» كما عثر في أرشيف مدينة أوكسيرنخوس «البهنسا حاليا « على عدد هائل من المخطوطات التى تثبت أن أبوجرج كانت منطقة زراعية مهمة جدا تصدر الطعام والكتان للداخل في مصر ولروما والقسطنطينة وكانت دائما محط أنظار المستعمرين المختلفين الذين تعاقبوا على مصر. وينتمى إلى أبوجرج العديد من كبار العائلات والتى لها شهرة في أرجاء مركز بنى مزار ومحافظة المنيا وكذلك في جميع أنحاء مصر لما لها من فروع في أنحاء المحروسة فكانت ولا تزال بلد العلم والعلماء ومنها آل عبدالرازق وآل بدوى وآل طنطاوى والكثير من العائلات المرموقة فهى موطن الإمام الأكبر الدكتور مصطفى عبدالرزاق شيخ الأزهر والدكتور على عبدالرازق المفكر الإسلامى والسفير ممدوح عبدالرازق، والمستشار عبدالوهاب عبدالرازق رئيس مجلس الشيوخ والدكتور المفكر أحمد بدوى رئيس جامعة القاهرة سابقا والدكتور حسن محمود عميد آداب القاهرة سابقا والدكتور محمد الجارحى أستاذ المناظير المشعه الأول في العالم وغيرهم كثيرون.
ملتقى المثقفين والأدباء
مازالت أسرة «آل عبدالرازق» تحتفظ بمحتويات القصر القديم حتى الآن، وخاصة صالون ملتقى العلماء والمثقفين، والذى شهد العديد من اللقاءات الدينية والفكرية والثقافية، التى كان لها دورها البارز في تاريخ مصر حينذاك حيث كان القصر يعد الملتقى الثانى لمنزل خان الخليلى بالقاهرة ولا يزال القصر محتفظًا بطبيعته الريفية، فتعلوه وتحيط به مشاعل النور الزيتية التى كانت تضاء قبل مد خطوط الكهرباء، كما تحيط به من الداخل الأشجار والورود النادرة المتبقية من غرس الشيخ ويحيط بالقصر سور خارجى من الطوب اللبن، رفض أحفاده إزالته وإعادة بنائه وواصبح ضمن القصور الأثرية على مستوى المحافظة ويقام القصر على مساحة ٥٢٥٠ مترا، ويضم مدخل القصر ٣ أبواب منها بابان رئيسيان من الأخشاب، مدون عليهما رسومات ونقوش ريفية وإسلامية، ويعتليهما مصابيح النور الزيتية القديمة، وفى الداخل، يتكون القصر من دورين والقصر مصمم بطريقة هندسية كانت تتناسب مع وقت البناء حيث الأبواب والشبابيك الكبيرة والرسومات الجميلة، والمصابيح والمشاعل التى كانت تضاء بالزيت.
ويضم الدور الأرضى صالونا كبيرا كان يلتقى فيه الشيخ، بعلماء الدين والمثقفين والسياسيين، وما زال الصالون يحتفظ بمحتوياته ومفروشاته وبعض الصور النادرة للشيخ مصطفى عبدالرازق وأشقائه الستة، كما تضم بعض التحف.
فيما يحيط بالقصر، حدائق تضم العديد من الأشجار النادرة، وأماكن جلوس للشيخ وضيوفه، حيث المشربية الصغيرة الجميلة ذات الطابع الأثرى، والتى كانت مخصصة للحمام الموجود بالقصر، كما يحيط بالقصر من الداخل أعمدة الإنارة التى تعتليها المشاعل الزيتية التى كانت تستخدم قديما ويحرص عمال الحديقة بالقصر على الاهتمام بالأشجار التى غرسها الشيخ مصطفى عبدالرازق وتنميتها دون القضاء عليها وهى باقية حتى يومنا هذا. وفى شهر رمضان من كل عام يتزين قصر الشيخ مصطفى عبدالرازق، بفانوس رمضان وأوراق الزينة، احتفالا بقدوم شهر رمضان المبارك، ويبتهج القصر الذى يطلق عليه «البيت الكبير» بمشاعل النور الزيتية التى تحيطه من كل جانب، كما يشهد القصر نشاطا لإعداد وجبات الفقراء ومائدة الرحمن واستقبال مقرئى القرآن طول أيام الشهر الكريم وقد تم استبدال التكية التى كان يقيمها للفقراء بوجبات الإفطار ومائدة الرحمن وتلاوة القرآن، الرحمن، ووجبات غذائية للصائمين في رمضان، بالإضافة إلى صرف رواتب شهرية للفقراء الأيتام.
مقام السلطان
تضم القرية الكثير من الأضرحة لأولياء الله الصالحين منهم محمود بن عبدالحميد المتصل نسبة إلى سيدنا الحسين بن على بن أبى طالب سيد الشهداء وهو جد الأشراف الذين يسكنون هذه القرية وأطلق عليه السلطان محمود ويعيشون في الجهة الشرقية منها وهم من ذرية ابنه الأكبر أبى العباس وينقسمون إلى اثنتى عشرة عائلة في مركز بنى مزار لكن الغالبية العظمى في قرية صفط بجوار مقام جدهم.
وأكد الدكتور محمود عمر عبدالوهاب طنطاوى من أبناء القرية أنه دائما يفخر بقرية أبوجرج التى أنجبت العظماء وخرجت أجيالا من الضباط والمهندسين والأطباء والقرية يوجد بها معهد أزهرى للفتيات ومعهد أزهرى للبنين ومدرسة إعدادى وحضانة أطفال ووحدة صحية ومركز شباب وملعب ووحدة تضامن اجتماعي وتم افتتاح مكتب بريد حديث وجار عمل وصلات للصرف الصحى ونتمنى الاهتمام بتحسين كل الخدمات للقرية في كل القطاعات وعمل ماكينات صرافة بالقرية من أجل رفع المعاناة عن كبار السن في صرف المعاشات.