السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الشعر يجمعنا.. "الأمل البعيد" لهدى السعدي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأدب بصور فنونه المتنوعة يحاول أسر التجارب الإنسانية المنفتحة واللامتناهية لثراء التجربة البشرية، ولا شك أن الشعر أحد هذه الفنون التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.
واليوم ننشر قصيدة بعنوان "الأمل البعيد" للشاعرة الإماراتيه هدى السعدي.
ما للأماني
الطافياتُ على رموشكَ
أطفأتْ ومضاتِ عشق يجتويكْ
ضربات قلبك
من ضريبةِ ذلك الحلم الذي
أسكنتَهُ بيَ
لن تقيكْ
أنفاسك المسفوحةُ
اتّشحت خيوطَ الفجر
أوديةَ البراءةِ
رجفةَ الهُدبِ المكحّل ِ
في عيون الطفل فيكْ
هل يا ترى لبناتِ فكركَ ثورةٌ
أكلت مباسمها الذئابْ
وجلستَ وحدك والتشفّيَ
تلفظ الآه المدمّى
إثرَ حُبٍّ لا تعيهِ ولا يعيكْ؟!
إلعق نُواحكَ
أو إذا ما شئت
خَلِّ جراحكَ الدكناءَ
يلعقها الذبابْ
ومناك
تركض في دهاليز المرارة والعذاب
واعلم بأن الحب مجدٌ
إنما
ما لم تكن جلدًا على أزَماتهِ
لا يصطفيك
إن الحياة مَعارةٌ
ولسوف يسفكك الدمُ
النَّتْنُ
الذي آثرتَ أن
لا تسفِكَهْ
أنا أنت، أنت أنا
وقد
حط الزمان على فؤادي
أي فؤادك
سُنبُكَهْ
وظننتك الظلَّ العتيدْ
وجررتُ أسمالَ الرزايا
نحو قِـبلتكم أريدْ
وتزينتْ فيّ الصبايا
وطوت جراحي بعضَها
وتنفستْ غَيّ الحياةِ المنهَكهْ
وسددتُ نزفًا في الوريد
لأقمع اليأس المدمّرَ
أن يجيء فيسلكَهْ
وبدأت أرقص من بعيدْ
وسمعتُ نبضك قائلًا
هل من مزيد؟
وتلألأت نجماتُ دمعي
في دجىً ما أحلكه
لتقول في حزنٍ سعيد: هذا شريدٌ تلتقي أوجاعَهُ
أوجاعُ ملتاع شريد
أنا في عيونك درةٌ
لكنني مصهورةٌ في بوتقهْ
أنا في ظنونك حرةٌ
لكنني في شَـرنقهْ
وبناتُ طارقَ في بلادي
كلهّن
يمتن تحت المطرقهْ
ونصبتَ لي نُصب الخيال مصائدا
رتلتني عبر الأثير قصائدا
وجدًا
عذابًا
بل لذائذَ مُحرقهْ
ورميتَ لي صبحًا
تكلله الزهور
عمرًا
يبدد خوفَهُ دفءُ الثقهْ
وسحبتني نحو الأماني المشرقهْ
فتجردت كل الغواني في كياني
واشرأبَّ على طلول الذات
عرسٌ عامرٌ
بالصوصواتِ
النونواتِ
الزقزقة
وتكشفت كل المعاني عن معانِ
وانبثّ في وهج الأنوثة
فَوْحُ عطرِ ٍ
رَوْحُ خمر ٍ
بَوْحُ شعر ٍ
مطلقاتٌ
في حياةٍ مطلقة
أحبيبتي..
وتوثب القلب المغفلُ
ويحهُ
لنداء إنسانٍ أثار
تألـُّقَهْ
يا ويحهُ
ما كان أعقلَهُ
إذِ استحلى هواكَ
وأحمقَهْ!
وسكبتَ في وعيي جنونًا
لا يروّيه اختزالُ دمي
وأوجاعي
حنانًا أو مِقَهْ
مسكينةٌ جدًا قلوب العاشقين
يلهو بها الخطر المخبأ ُ
في أفانين الظنون
ويهدُّها سفر المواجع
فوق أشرعة الفواجعِ
يرسمون الوهمَ في فلك
العيون
والخلدَ في ريب المنون
والعبقريةَ في الجنون
لست الثريا
إنما أنا دميةٌ
رسمتْ ملامحَها على جسدي
التقاليدُ السخيفةُ
وارتأت قدسيةُ الأعراف
كوْني هكذا
دون شفاهِ أو عيون
وبرغم أني كل هذا الكون
إلا أنني
إن لم يقل لي سيّدي: كوني بأذني
لن أكونْ
أأ حِبُّ؟
أضحكتَ دموعي
وهي لم تضحك بتاتًا منذ حين
فالدمعة البيضاء في
مورثنا اللغوي
أنثى..
ولأي أنثى عندنا
قيدان مختلقان
من عرف ودين.