الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

أهداف زيارة البابا فرنسيس إلى العراق

 البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشر المكتب الإعلامي للكنيسة الكاثوليكية، منذ قليل، ابعاد زيارة البابا فرنسيس للعراق، وجاء نص الترجمة كالاتي: كانت هذه الزيارة رغبة البابا يوحنا بولس الثاني في اليوبيل، وأمل البابا بنديكتوس السادس عشر، والآن أصبح حقيقة مع البابا فرنسيس. إن زيارة العراق من 5 إلى 8 مارس، وهي أول زيارة له خارجيا في عالم تغيّر بسبب الوباء، وتعيد مرة أخرى مكان مُهمّش إلى المركز.
بالطبع لا يخلو هذا الأمر من مخاطر مثل الهجمات الأخيرة على اربيل، على الرغم من أن البابا فرنسيس قد أوضح بالفعل رأيه في هذه الشأن عام 2015، عندما اختار افتتاح يوبيل الرحمة في بانجي عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى التي مزقتها الحرب الأهلية، موضحًا أنه سيذهب إلى هناك حتى ولو بمظلة الهبوط. وهو بلا شك تأقلم مع واقع معقد جدًا سواء من الناحية دينية أو عرقية أو لغوية أو سياسية. وأيضًا هناك سبب اخر وهو أن سفر التكوين يضع في بلاد الرافدين وبابل نهاية لوحدة البشرية بدون تفرقة وفي العصر الأسطوري قبل الطوفان، ومع الانقسام إلى شعوب ولغات ثم مع بداية السياسة.
ويبدو أن هناك ثلاثة محاور رئيسية لهذه الزيارة: اللقاء مع المجتمع المسيحي، والحوار مع الإسلام وخاصةً الشيعي، والتفكير في الأزمة السياسية التي يخوضها العراق منذ عشرات السنين. ولفهم هذه الأبعاد الثلاثة، طبقا لما صدر في السنوات الأخيرة. تم عقد لقاء مع جواد الخوئي، الأمين العام لمعهد الخوئي في النجف

مسيحين الشرق والتعايش بين الأديان
أولًا، من هم المسيحيون الذين سيقابلهم البابا؟ كما هو الحال في بقية الشرق الأوسط، تحتوي الكنيسة الكاثوليكية في العراق عدة طوائف. اليوم، ينتمي معظم المؤمنين إلى الطوائف الكلدانية (اصلها سريانية - شرقية) وسريانية الكاثوليكية (اصلها سريانية - الغربية) والطوائف اللاتينية. الكاردينال لويس ساكو، بطريرك الكلدان في العراق منذ عام 2013 يحكى تفاصيل الأحداث القاسية للكنيسة الكلدانية التي تعتبر جزء من هذه الكنيسة الشرقية ويرجع اصلها إلى القرن الأول من العصر المسيحي والتي كان لها دور رئيسي في العصور الوسطى في التبشير المزدهر الذي وصل إلى الصين، لكن بعد الغزو المغولي اضطرت هذه الكنيسة إلى الإنكماش والرجوع إلى منطقة بلاد الرافدين، وبالتحديد في سهل نينوى، الذي سيزوره البابا في 7 مارس. الكنائس السريانية والكلدانية هم ضحايا أول إبادة جماعية في القرن العشرين وأيضًا ضحايا المذابح الأشورية وتعرضوا مرة أخرى لهجوم من قبل داعش خلال سنوات الخلافة المروعة، كما تروي ماريا لورا كونتي في تقرير نشر خلال هذه المأساة. أن من المعروف أن داعش بعد أن قاموا بالتطهير الديني، قد وصلوا أيضا إلى رموز في الموصل تشير إلى المسيحية والإسلام، ولهذا السبب يقول أمير حرّاق إن التراث الذي فُقدَ ثمين جدًا.

وإذا كانت عملية إعادة بناء المباني مستمرة، فإن إعادة بناء الإنسان وتضميد الجراح التي سببتها الإبادة الجماعية الجديدة ستكون أكثر صعوبة.
قال رئيس أساقفة الموصل الكلداني إن الأولوية تكون لإنقاذ البشر وثقافتهم. تقول الباحثة العراقية أمل ماروجي أن هذا لا يمكن أن يحدث بدون مغفرة لأن طريق العدالة التصالحية هو طريق الإنجيل ويشمل جميع المسيحيين دون تمييز. والواقع أن "مسكونية الدم" وفقا للتعبير المفضل للبابا فرنسيس، أمر أساسي بالنسبة لطريق المسكونية مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والطوائف الإنجيلية. ستبدأ الزيارة البابوية في اليوم الأول بصلاة في كاتدرائية سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد، التي تعرضت في عام 2010 لمجزرة مروعة من قبل تنظيم القاعدة، لنتذكر أن الآفات الجهادية والتعصب الديني تسبق ظهور داعش. وإن الثمانية والأربعين مسيحي الذين لقوا حتفهم خلال الهجوم، بما فيهم طفل لم يولد بعد وطفل يبلغ من العمر ثلاثة أشهر، تم إعلانهم خدامًا للرب في أكتوبر 2020 بعد انتهاء المرحلة الأبراشية من إعلان القداسة.

سيعقد اللقاء مع الكنيسة المحلية والحوار مع العالم الإسلامي. في الواقع، لا يوجد سبب يمنع هذا البلد الذي يعتبر من أعلى دول العالم إنتاجًا للنفط من النهوض من تدهور.

خليل الله
في العراق تحديدًا في أور الكلدانيين، اختار الله إبراهيم لخطة يبدو أنها غير مفهومة "أَرَامِيًّا تَائِهًا" (تثنية 26.5). كمثل والده تارح جعله يخرج إلى حران في شمال بلاد الرافدين، وهناك بعد سنوات عديدة كشف له عن نفسه، وطلب منه أن يترك أرضه مرة أخرى. في بداية قصة الخلاص، من كان سيراهن على هذا الزعيم البدوي كبير السن الذي أصبح عجوزًا وبلا أطفال؟ ولكن اليوم يُكرّم بواسطة المسيحيين واليهود والمسلمين ويدعونه "خليل الله"، وهو لقب موجود في العهد القديم في (أخبار الأيام الثاني 20.7)، وفي العهد الجديد (يعقوب 2.23) وفي القرآن (4.125). أنه هو الذي آمَنَ عَلَى الرَّجَاءِ (رومية 4: 18(، والذي يجب أن ننظر إليه لفهم الأسباب العميقة لهذه الزيارة.