السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

بابا الفاتيكان في العراق 5 مارس.. يستعد لتوقيع "وثيقة أخوة" مع المرجع الشيعى السيستانى.. و14 طائفة تواجه الإرهاب والتطرف

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يزور البابا فرانسيس العراق من يوم 5 مارس حتى يوم 8 مارس، وسط توترات كبرى داخلية وخارجية، ومن المقرر أن يكون في استقباله رئيس الوزراء العراقى في صالة كبار الزوار بمطار بغداد، على أن يقام حفل استقبال رسمى في القصر الرئاسى ببغداد، وأيضا زيارة لرئيس الجمهورية في مكتبه الخاص في القصر.
كما يلتقى البابا فرانسيس في نفس اليوم مع السلطات والمجتمع المدنى والسلك الدبلوماسى في قاعة القصر الرئاسى ببغداد، مع لقاء الأساقفة والكهنة ورجال الدين وطلاب اللاهوت وأساتذة التعليم المسيحى في كاتدرائية سيدة النجاة للسريان الكاثوليك ببغداد.
وفى اليوم التالى الموافق 6 مارس يزور البابا فرانسيس، السيد على السيستانى في النجف، ويغادر بالطائرة إلى مدينة الناصرية للمشاركة في لقاء حوار بين الأديان في مدينة أور، ثم يتوجه بالطائرة إلى بغداد، لترأس القداس الإلهى في كاتدرائية القديس يوسف للكلدان في بغداد.
وفى يوم الأحد الموافق 7 مارس يتوجه البابا إلى إربيل لاستقبال رئيس إقليم كردستان العراق المستقل والسلطات الدينية والمدنية للإقليم في مطار إربيل، كما يلتقى مع رئيس ورئيس الوزراء المدينة ذاتية الحكم في صالة كبار الزوار في مطار إربيل، كما يترأس قداسته القداس الإلهى في استاد فرنسو حريرى في إربيل.
وفى اليوم الأخير لزيارته تقام مراسم التوديع لقداسة البابا فرانسيس في مطار بغداد الدولي.
وفى هذا السياق علمت "البوابة" من مصادر عراقية مسيحية مطلعة، أن رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى، بحث ترتيبات زيارة البابا فرانسيس إلى العراق مع سفير الفاتيكان في بغداد، ميتجا لسكوفر، وسط أنباء عن عزمه توقيع "وثيقة إخاء" مع المرجع الشيعى على السيستاني.
وتُشكل المسيحية في العراق ثانى أكبر الديانات فيها من حيث العدد بعد الإسلام، تليهما ديانات أخرى مثل الصابئية والشبكية واليزيدية والكاكائية والبهائية والشيخية والزرادشتية، والدستور العراقى يعترف بأربع عشر طائفة مسيحية عراقية.
ويتوزع أبناؤها على عدة طوائف ويتحدث نسبة منهم اللغة العربية لغةً أمًّا، وغالبيتهم من العرب الأقحاح، في حين أن نسبةً منهم تتحدث اللغة السريانية بلهجاتها العديدة واللغة الأرمنية. يُعتبر مسيحيو العراق من أقدم المجتمعات المسيحية المستمرة في العالم، والغالبية العظمى منهم هم من الآشوريين الأصليين الناطقين باللغات الآرامية الشرقية. هناك أيضًا مجموعة صغيرة من الأرمن والتركمان والأكراد والعرب المسيحيين. ويعيش المسيحيون في المقام الأول في بغداد والموصل والبصرة وأربيل ودهوك وزاخو وكركوك وفى البلدات والمناطق الآشورية مثل سهل نينوى في الشمال.
واحتفظت المسيحية في العراق وعلى خلاف سائر الدول العربية بطابعها الأصلى، فظلت مسيحية سريانية ولم تتعرب بنسب كبيرة كما حصل في بلاد الشام ومصر، وإن كان معظم أتباع هذه الكنائس يجيدون العربية حاليًا كلغة تخاطب يومى سيّما في المدن الكبرى. أكبر كنيسة في العراق هى الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ومقرها ببغداد تليها كنيسة المشرق الآشورية التى نقل مركزها من الموصل إلى شيكاغو بعد مجزرة سميل عام 1933.
وبالإضافة إلى وجود الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والسريانية الكاثوليكية. هناك أقليات أخرى تتبع من الروم الملكيين والأرمن والبروتستانت في العراق. يعيش أغلب مسيحيى العراق خارج البلاد ولا توجد أرقام دقيقة عن نسبة المسيحيين العرب غير أنه باستثناء المسيحيون المنتمين للكنائس السريانية والأرمنية فإنه لا يتبقى سوى عدة آلاف ممن قد يصنفون كمسيحيين عرب. اتخذت الأنظمة الحاكمة في العراق سياسة تعريب بلغت ذروتها في السبعينيات من القرن العشرين عندما تم تصنيف جميع المسيحيين على أنهم عرب.
أما عن الوضع السياسى، فلدى المسيحيون قانون أحوال شخصية خاص بهم، وتعتبر السريانية لغة رسمية في المناطق التى يشكلون فيها أغلبية في شمال العراق. يوجد عدد من الأحزاب السياسية المسيحية، ويمثل المسيحيون العراقيون في البرلمان العراقى كل من الحركة الديمقراطية الآشورية بثلاثة مقاعد والمجلس الشعبى الكلدانى السريانى الآشورى بمقعدين.
وتاريخيًا، أدى مسيحيو العراق خاصًة السريان من يعاقبة ونساطرة دورًا مهمًّا في الترجمة والعلوم والطب خلال فترة الدولة العباسية، لقد ترجم المسيحيون من اليونانية والسريانية والفارسية، واستفادوا من المدارس التى ازدهرت فيها العلوم قبل قيام الدولة العربية خصوصًا مدارس مدن الرها ونصيبين وجنديسابور وأنطاكية والإسكندرية المسيحية والتى خرجت هناك فلاسفة وأطباء وعلماء ومشرعين ومؤرخين وفلكيين وحوت مستشفى، ومختبرًا، دارًا للترجمة، ومكتبة ومرصدًا.
تعود هجرة مسيحيى العراق إلى بداية القرن العشرين بسبب مجزرة سميل في شمال العراق التى دعت عشرات الآلاف للنزوح لسوريا، وبعد استقرار خلال منتصف القرن العشرين عادت ظاهرة الهجرة متأثرة بعوامل اقتصادية واجتماعية خصوصًا بعد حصار العراق وحرب الخليج الثانية، إلا أن وتيرتها تسارعت بشكل كبير في أعقاب غزو العراق عام 2003 وما رافقه من انتشار لمنظمات متطرفة شيعية وسنية.
وبحسب تقارير، انخفض عدد الطوائف المسيحية في العراق إلى النصف في السنوات الأخيرة بسبب الهجرة، حيث قُدِر عددهم بنحو مليون نسمة في عام 2013 لكن انخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة، حيث تم استهداف الكنائس والمجتمعات المسيحية والتى شملت أعمال اختطاف وتعذيب وتفجيرات وقتل في جميع أنحاء البلاد منذ سقوط صدام حسين في عام 2003.
اضطهاد المسيحيين من قبل تنظيم الدولة الإسلامية بلغ ذروته عقب سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على أجزاء من شمال العراق في شهر يونيو من عام 2014. وتضع التقديرات عدد الضحايا المسيحيين من قبل تنظيم الدولة الإسلامية بنحو ألف شخص.
إلا أن المسيحيين تحملوا عبئًا ثقيلًا نتيجة أعدادهم الصغيرة، وفى 3 فبراير من عام 2016، اعترف الاتحاد الأوروبى باضطهاد المسيحيين من قبل دولة العراق الإسلامية والشام باعتبارها إبادة جماعية.