شاركت فى حفل تأبين وتكريم الإذاعي والفنان والمخرج الوثائقي شفيع شلبي فى المركز الثقافى الروسي بالقاهرة بدعوة كريمة من دكتور شريف جاد مدير المركز وبحضور كوكبة من المثقفين والقامات الفكرية والشخصيات العامة المحبين للوطن ولشفيع شلبي.
ولقد القيت كلمة تلقائية عن شفيع شلبي .. باعتباره صاحب طلة مصرية شامخة وبسيطة من خلال اذاعته نشرة اخبار التاسعة فى التلفزيون المصري كان ينتظره الكثيرون متمرداً .. كجول .. بقميص دون جاكت او كرافت .. مقدما لنشرة الاخبار الرسمية بشكل من اللباقة التى وضعت اسمه بين عمالقة تخصصوا فى تقديم النشرات الاخبارية من بينهم " محمود سلطان .. احمد سمير .. وغيرهم".
كان بسيطاً يحضر العمل فى ماسبيرو بدراجته الهوائية لكنه المثقف الواعي والمتمرد عن علم وفهم ودراسة .
منع برنامجه " السهرة الكبري " وتوقف بعد اول حلقة حاور فيها وزير الثقافة القامة " يوسف السباعي " عن تحديات الادباء الشبان فى الأقاليم على الهواء .
كما توقف برنامجه " فلاش " الذي كان برنامجاً لقراءة الصحف من خلال الصفحات الاجتماعية فضلا عن برامج من نوعية " الشارع المصري " باعتباره تحقيقاً صحفيا مصوراً فى الواقع بين الناس .
وظل شفيع شلبي مزعجاً فى لين وأدب لهؤلاء فى الجانب الاخر الى ان صدر قراراً رسمياً لابعاده عنه التليفزيون فى سبتمبر 1981 ضمن قرارات اخري كانت عقاب لامثال شفيع شلبي .
وكان لشفيع أدوار هامة فى السينما المصرية وحضور انساني كبير حين عمل فى الافلام الروائية مشاركاً فى فلم " العوامة 70 " مع الفنان احمد زكي وتيسير فهمي وماجدة الخطيب من اخراج خيري بشارة 1982.
كما كان له حضور فى فيلم " خلف اسوار الجامعة " عام 1981 مع شويكار وسعيد صالح - يونس شلبي وصلاح السعدني .. ويذكر المشاهدون دوره فى المسلسل التليفزيوني " علياء والمدينة " بطولة احمد مظهر – نورا – صلاح منصور واحمد حلاوة .
لم يتوقف عقل وقلب المصري المبدع شفيع شلبي واتجه الى صناعة الأفلام الوثائقية مقدماً الكثير منها افلام "تحولات سيوة – المياه والحياة – العيد فى الصعيد " وغيرها عن شخصيات مصرية عريقة منها " المؤرخ والكاتب لويس عوض " وحواراته مع الرئيس محمد نجيب وغيرهم .. وقد نال شفيع شلبي جوائز وشهادات متعددة منها جائزة سعد نديم لاحسن مخرج عام 1991
وفى الشأن العام لم يكن شفيع شلبي معزولا عن هموم وطنه ومن هؤلاء الذين قال عنهم الشاعر احمد فؤاد نجم " وناس من خلف شيش .. تعالي لا مجيش .. خيفين من الشاويش " .
حيث كان مبادراً منذ تكوينه الانساني وقد شارك باختيار وتوافق من بين القوي السياسية ليكون منسقاً للتوافق الوطني وجبهة المصريين وهي مهمة محفوفة بالمخاطر قبلها بمثابرة وصبر طويل عام 1995 .
ويضاف الى كل ذلك دوره النقابي فى اللجنة التنسيقية بين النقابات الفتية المهنية ونجاحه لدورتين متتاليتين ورئاسته لجماعة الفنانين والكتاب وادارة المهرجان العربي للتلفزيوني غير الحكومي .
واخيراً كان شفيع شلبي محباً للسويس وشعبها وصديقاً عزيزاً غالياً لي والاستاذ حسن غنيم رئيس جمعية الحب الوطني ومؤسس جمعية الصم والبكم بمحافظة السويس وصديقاً لكل من الاستاذ انور فتح الباب وقباري البدري وكان ضيفاً لنا فى السويس خلال زياراته المتعددة وكم كان ودوداً ومثقفاً وقد شجعني على ترشيحي لعضوية مجلس الشعب ومحفزاً للدفاع عن حقوق الوطن والحريات والمهمشين والفقراء .
رحم الله شفيع الذي كان يحلم بتكوين الاذاعات المحلية الوطنية باكتتاب عام بمشاركة المواطنين ويحلم لتلفزيون يحقق طموحات المواطنين فى اعلام جيد بعيدا عن التسطيح والتعتيم والرأي الواحد .. عاش مكافحاً.. لحلمه الوطني بكل قدراته الاذاعية والفنية والثقافية معتمداً على المال الحلال منفتحاً قدر استطاعته الى كل الشرفاء .. ولم يضيع من شفيع الحلم الذي نرجوه جميعا لوطن افضل وارحب واجمل يكون فيه الناس سعداء .. كرماء فى وطن وشعب يستحق الكثير .
واطالب بضرورة اطلاق اسمه على احد استديوهات الاخبار فى ماسبيرو وان تضع زوجته الكريمة وابنه شادي اعماله فى متحف لأعماله التسجيلية وهو دور اعتقد ان يكون الدور الأكبر فيه لوزارة الثقافة ووزارة الاعلام والهيئة الوطنية للإعلام من اجل المحافظة على هذا التراث الوثائقي والفني وحتي يعرف الأجيال الشابة دور النابهين والمخلصين للوطن .