تحتفي الأوساط الثقافية والفنية، اليوم السبت، بذكرى ميلاد المخرج المسرحي المفسر سمير العصفوري، أحد رواد الإخراج في المسرح المصري والعربي، الذي أعاد صياغة أفكار الكثير من النصوص المسرحية العظيمة، وقدمها في رؤى مسرحية أكثر تطلعا وحداثة، فهو الفنان المتكامل، ومكتشف النوادر في كتابات مبدعينا الكبار، الذي مارس كل فنون المسرح.
تناول الدكتور هاني أبو الحسن، أستاذ الإخراج المسرحي بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، في شهادته عن المخرج المسرحي سمير العصفوري، التي نشرت في كتاب "١٥٠ سنة مسرح" تزامنا مع دورة الآباء للمهرجان القومي للمسرح المصري، تحمل هذه الشهادة عنوان "العصفوريزم من العبثية الشعبية إلى السيناريوتوري المعارض"، أن المخرج المسرح سمير العصفوري يعود له فضل كبير في اكتشاف النصوص المنسية، فهو دائم البحث والنبش والمناوشات، فقد أعتاد أن يتواصل مع أجيال مختلفة من المسرحيين ويناقشهم في رؤاه، حتى أن هناك نصوصا لكبار الكتاب مثل نص " بير السلم" للكاتب الكبير سعد الدين وهبة، يصور فيه كبير العائلة، الذي أصابه المرض فقرر اعتزال المنزل والإقامة في بئر السلم.
يوضح أبو الحسن، أن العصفوري قرأ هذا النص قراءة تفسيرية ويقر خلاله أن يعيد سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، إلى المسرح، ويقدم بها هذا النص على خشبة المسرح القومي، تحت عنوان "المورستان"، والذي يصور فيه الواقع المرير، الذي عانت منه مصر عبر سنوات طويلة والرغبة في العزلة، وترك المهام دون تحمل الكبار مسؤولياتهم تجاه الوطن.
يؤكد أبو الحسن، أن المخرج سمير العصفوري، لا يزال خلال سنوات إبداعه الممتدة عبر العقود، يمارس أساليبه العصفورية المتفردة في مواجهة الكتاب، والمخرجين، والممثلين، والمنتجين، والنقاد، بل والجمهور أيضا، الذي طالما أختلف على أعماله الشعبية والعبثية وإن لم يختلف على أعماله التجارية التي اشتهرت بطول الأرض وعرضها.
وعرف العصفوري بالمعارضة المسرحية، والتناص، وذلك باستلهام رائد الكوميديا اليونانية الشهير أريستوفانيس لمحاورات فيدون التي كتبها أفلاطون بمسرحيته الشهيرة "الضفاضع"، وكانت هذه هي البدايات في المعارضات المسرحية، التي انتشرت عبر تاريخ الدراما حتى وصلت إلى العصفوريزم الذي لجأ إليها بمختلف مستوياتها في تحقيق رؤاه الإخراجية المتفردة.
